&استخدمت المنظمة البيئية الأميركية "ايرث شيب بيوتكتشر" الكثير من الطين و1000 إطار سيارة قديم، ونحو10000 قنينة زجاجية، في بناء أول بيت طبيعي يزود نفسه تماماً بالطاقة في بلدة تيمبلهوف الألمانية.
&
ماجد الخطيب: بعد سنوات من محاولات مهندس البناء الأميركي مايكل رينولدز تسويق بيته المسمى"ايرث شيب" (سفينة الأرض) في الولايات المتحدة وأوروبا، رست سفينته أخيراً لأول مرة في ألمانيا. وساهم رينولدز، يساعده نحو 70 ألمانياً من المتحمسين للفكرة، في بناء أول دار ضيافة، تتسع إلى 25 ضيفاً في بلدة تيمبلهوف التابعة لولاية بادن فورتمبيرغ.
&
استخدم المهندس مواد طبيعية، وأخرى مدوّرة، في بناء دار الضيافة التي تزود نفسها بالطاقة البديلة، وتنتج شيئاً من محاصيل التغذية أيضاً. إذ زود المهندس البيت بقاعة زجاجية لزراعة الخضروات والفواكه التي تستمد طاقتها من الشمس، وتتزود بالماء من المطر. وقال رينولدز ان سفينة الأرض تزود نفسها بالماء والغاز والطاقة البديلة، بل وتنتج الغذاء أيضاً، وتصلح بالتالي كنموذج لبيوت المستقبل البيئية.
&
نظام بسيط
&
والمهم في البيت، بحسب رينولدز، هو ان بإمكان أي إنسان أن يبني مثله، ودون الحاجة إلى تقنيات معقدة أو إلى مهندسين وعمال بناء فنيين. ثم أن سفينة الأرض تدوّر نفاياتها بنفسها ولا حاجة لخدمات البلدية، كما تستخدم في بنائها حاجات يرميها المجتمع كنفايات. يتزود البيت بالماء بواسطة نظام بسيط من الأقنية يجمع مياه الأمطار ويرشحها وينقيها، ويستخدم في التزود بالطاقة ألواح الخلايا الضوئية المركبة فوق السطح، وتدعم عملها بطارية غير ضارة بالبيئة لحفظ الطاقة واستخدامها مساء عند غياب الشمس. ثم ان مواد البناء، في أغلبها، عبارة عن مواد طبيعية تحفظ الطاقة ولا تسربها من البيت.
&
بنى رينولدز جدران الدار الكبيرة من إطارات السيارات المستعملة، المملوءة بالطين، بعد ان اكتشف أن كاوتشوك هذه الاطارات الحديثة رئيف بالبيئة قياساً بمواد البناء الأخرى. وتوصل إلى أن هذه الاطارات تمتص حرارة الشمس نهاراً &وتحتفظ بها ثم تطلقها مساء، وتحافظ بالتالي، في البيت، على درجة حرارة ثابتة تدور حول 23 درجة مئوية. ويتخلص المبنى من الحرارة العالية في الصيف بواسطة فتحات وأقنية للتهوئة مخفية في الجدران تحافظ على نفس درجة الحرارة. وعلى هذا الأساس لا تحتاج سفينة الأرض إلى أنظمة تبريد وتدفئة تستخدم مصادر الطاقة التقليدية.
&
ولأن المنظمة المشرفة على البناء بيئية واجتماعية، فانها تريد لسفينة الأرض أن تصبح مركزاً اجتماعياً يعمل فيه 28 شخصاً من سكان المنطقة، وأن تحتوي على ورش تجرى فيها تجربة المواد الطبيعية والتقنيات البيئية.
&
كلفة مرتفعة
&
وما بدأه رينولدز كتجربة بيئية نال الآن، بعد انجازه، دعم معهد فراونهوفر الألماني المعروف للطاقة البديلة، ودعم رالف مولر، أستاذ البناء في جامعة شتوتغارت. وينوي الطرفان الداعمان تطوير الفكرة ودعمها بالابتكارات الطبيعية الجديدة، ومن ثم بناء المزيد من السفن الأرضية في مدن ألمانية أخرى.
&
المفاجئ في بناء سفينة الأرض هي كلفة البناء إلتي ارتفعت إلى 290 ألف يورو، وهو مبلغ كبير قياساً بالمواد البسيطة التي استخدمت في البناء. وفّر رينولدز وأعضاء منظمته الـ 140 ثلثي هذا المبلغ، ويقودون حالياً في المنطقة حملة تبرعات من المواطنين المؤيدين لجمع ثلث الكلفة المتبقي.
&
بنى رينولدز وأصدقاؤه أكثر من 600 سفينة أرض مماثلة في مختلف بلدان العالم الثالث، وفي بعض الولايات الأميركية. ويعود تعنت أوروبا ازاء "سفينة الأرض" إلى &شروط البناء المعقدة فيها، وخصوصاً استخدام المواد المضادة للحريق وتأمين طرق النجاة وتوفير قنوات صرف المياه...إلخ. ويبدو ان رينولدز نجح في تأمين هذه الشروط نسبياً أمام السلطات الألمانية، وهو ما حفز عملية البناء في تيمبلهوف.
&
&
التعليقات