إيلاف من تونس: يؤدي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، زيارة رسمية إلى السعودية يومي 22 و23 ديسمبر الجاري، بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وذلك وفقًا لبيان صادر من الرئاسة التونسية.
وأفاد البيان أن تلك الزيارة "تأتي في إطار رغبة المملكة في تعزيز علاقات التعاون مع تونس في مختلف المجالات ولا سيما السياسية والاقتصادية".
وترتبط تونس والسعودية بعلاقات سياسية واقتصادية، فتونس جزء من التحالف الإسلامي للحرب على الإرهاب، الذي تم إعلانه مؤخرًا بقيادة السعودية، كما أن الرياض تُعد ثالث مستثمر عربي في تونس. وتبلغ قيمة استثماراتها المباشرة في تونس 544 مليون دولار.
يذكر أن السعودية تستضيف الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة لسقوط نظامه في تونس، الذي استمر 23 عامًا، قبل أن تطيح به ثورة شعبية في العام 2011.
وقالت تقارير إنّ هذه الزيارة، "تعكس رغبة المملكة في تعزيز علاقات التعاون مع تونس، في مختلف المجالات، ولا سيما السياسية والاقتصادية".
وقالت وكالة (قدس برس) إنه من المنتظر، أن يلقي الجدل الذي يدور في تونس هذه الأيام، بشأن اتفاق تونسي ـ إيراني، بظلاله على المحادثات التونسية ـ السعودية.
فقد وقعت تونس وإيران على اتفاق الأسبوع الماضي يهدف لتطوير العلاقات السياحية بين البلدين، ويمتد على 3 سنوات، ويتضمن 11 مادة تتعلق باقامة مشاريع استثمارية وتسهيل الحركة السياحية ومساعدة وكالات الاسفار على تصميم برامج سياحية مشتركة وتبادل الخبرات والمشاركة في التظاهرات والمعارض.
ومن بين اهم بنود الاتفاق التنفيذي احداث خط جوي مباشر بين تونس وايران الى جانب دعم التعاون في مجال الصناعات التقليدية.
وتنظم 54 وثيقة قانونية، التعاون التونسي السعودي، تشمل أغلب المجالات، من خلال ثلاث آليات أولها اللجنة المشتركة التي يترأسها وزير التنمية والإستثمار والتعاون الدولي من الجانب التونسي.
وتتمثل الآلية الثانية في لجنة المتابعة والتشاور السياسي، على مستوى وزيري خارجية البلدين، فيما يشكل مجلس رجال الأعمال المشترك، الآلية الثالثة، بحسب وكالة تونس افريقيا للأنباء.
وبخصوص التعاون الإقتصادي والمالي بين البلدين، فإن السعودية تعد ثالث مستثمر عربي في تونس، إذ يبلغ عدد المؤسسات السعودية أو ذات المساهمة السعودية بالبلاد، 38 مؤسسة بحجم استثمارات اجمالي، يناهز 1697 مليون دينار (م د). وساهمت هذه المؤسسات في إحداث ما يربو عن& 10 الاف و319 موطن شغل مباشر.
وتقارب قيمة الإستثمارات السعودية المباشرة من الحجم الاجمالي لاستثمارات المؤسسات المذكورة 544 م د.
وبلغ مجموع اتفاقيات القروض المبرمة في إطار التعاون مع الصندوق السعودي للتنمية، منذ سنة 1975، حوالي 22 اتفاقية بمبلغ اجمالي في حدود 660 م د.
وخصصت هذه المبالغ لإقامة مشاريع شبكة حديثة من المنشآت الأساسية طالت مجموعة من القطاعات على غرار مياه الشرب والري والصرف الصحي والسدود والتنمية الريفية علاوة على الصحة والتعليم والبيئة.
وسجلت المبادلات التجارية، من جهتها، تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، لترتفع الصادرات من 4ر12 م د، سنة 2010، إلى 1ر64 م د، سنة 2014، وما قدره 4ر37 م د إلى حدود شهر سبتمبر 2015.
وشملت الصادرات التونسية، نحو المملكة العربية السعودية، خاصة زيت الزيتون وثلاثي فسفاط السوديوم والأدوية وقطع إلكترونية ومنتجات بلاستيكية إلى جانب الأثاث والرخام وعدة مستحضرات غذائية والغلال.
وشهدت الواردات، بدورها، نموًا لتمر من 5ر93 م د، سنة 2010، إلى 9ر521 م د في العام 2014، مستقرة عند مستوى 1ر350 م د إلى غاية شهر سبتمبر 2015.
وتتمثل أهم المواد الموردة من المملكة في البوليتيلان والأليمنيوم وغاز البوتان السائل والسيارات وعربات النقل بالإضافة إلى مستحضرات للغسيل.
ولا يقتصر التعاون بين البلدين على هذه الجوانب بل يمتد، ايضا، الى مجال الموارد البشرية الذي شهد، خلال السنوات المنقضية، نموًا مطردًا ليرتفع عدد المتعاونين التونسيين المنتدبين من قبل المملكة العربية السعودية، عبر الوكالة التونسية للتعاون الفني، الى 3500 متعاون.
ويمثل هذا العدد ما يقرب عن 30 بالمائة من مجموع الكفاءات التي انتدبتها السعودية من جميع دول العالم. وينشط أغلبهم في مجالات التعليم العالي والصحة والهندسة إلى جانب أعداد هامة من الكفاءات التونسية التي تم استقدامها من خلال عقود انتداب حرة ومباشرة.
يذكر أن عدد التونسيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية، بلغ نحو 23000، أغلبهم في إطار التعاون الفني بين البلدين.
التعليقات