تحاول القوات العراقية التقدم إلى مركز مدينة الرمادي، في اليوم الثاني من الهجوم الذي شنته لإخراج مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" من المدينة.
ويقول مسؤولون أمنيون إن القوات العراقية، ومقاتلي العشائر استعادوا السيطرة على عدة أحياء، وإنهم يتقدمون صوب مجمع الحكومة الرئيسي.
وأكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، العقيد محمد البيضاني، الأربعاء على صفحته الرسمية في أحد مواقع التواصل الاجتماعي أن "مناطق وسط مدينة الرمادي، منها الضباط الأولى، والمجمع الحكومي ومحيطه ما زالت تشهد قتالا بين قوات الأمن العراقية ومقاتلي عشائر الأنبار ومسلحي التنظيم الذي يعرف بالدولة الإسلامية"
وأضاف أنه "من غير الممكن تحديد سقف زمني لانتهاء المعارك"، قائلا إن "التنظيم لم يترك شيئا في الرمادي إلا وفخخه، الأمر الذي يبطئ تقدم القوات الأمنية التي لا يهمها اقتحام تلك المناطق بسرعة بقدر اهتمامها بسلامة مقاتليها والعمل وفق خطة عسكرية محكمة".
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمني عراقي الأربعاء قوله إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تستعد لاقتحام منطقة الحوز التي تضم المجمع الحكومي الواقعة وسط مدينة الرمادي بعد فرض سيطرتها على عدد من الأحياء وسط المدينة.
ويأتي هذا التقدم بعد يوم واحد من دخول قوات النخبة إلى مركز المدينة من المحور الجنوبي، وتمكنت من فرض سيطرتها على عدد من الأحياء.
ويتوجب على القوات الحكومية، التي يساندها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، التحرك بحذر شديد في هذه المدينة التي خلت شوارعها وبدت عليها آثار الدمار.
ويفخخ مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل الانسحاب من مواقعهم الشوارع والطرق المنازل، ويهربون من خلال أنفاق قد تكون كذلك مفخخة وتحوي على كمية كبيرة من المتفجرات.
وعثرت القوات الأمنية خلال عمليات التمشيط للأحياء التي حررتها على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، من بينها صواريخ عملاقة مصنعة من قوارير غاز طبخ.
ويقدر المسؤولون عدد مسلحي التنظيم قبل الهجوم الأخير بنحو 300 شخص من مقاتلي التنظيم الذين يوجدون في مركز المدينة.
وكانت القوات المسلحة العراقية قد بدأت في التقدم الثلاثاء صوب آخر منطقة خاضعة لسيطرة المتشددين في وسط الرمادي ذات الأغلبية السنية المطلة على نهر الفرات، وتقع على بعد نحو 100 كيلومتر غربي بغداد، والتي سيطروا عليها في مايو/أيار.
لكن تقدمها كان بطيئا لأن الحكومة تريد الاعتماد بالكامل على قواتها وألا تستعين بفصائل الحشد الشعبي المسلحة لتجنب انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت بعد استعادة مدينة تكريت من قبضة المتشددين في أبريل/نيسان.
وإذا تمت السيطرة على الرمادي فستكون ثاني مدينة كبيرة بعد تكريت تسترد من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" بالعراق. وسيرفع هذا الروح المعنوية لقوات الأمن العراقية بعد أن استولى مسلحو التنظيم المتشدد على ثلث أراضي البلاد العام الماضي.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم الائتلاف الدولي، تأكيده من بغداد على أن استعادة المدينة أمر "لا مفر منه".
وأضاف أنه "ما زال أمام قوات الأمن العراقية الكثير: هناك معارك صعبة ستخوضها، وهذا سيستغرق وقتا". وأكد الكولونيل الأمريكي أيضا أن آلافا من المدنيين ما زالوا في المدينة.
وأفاد عدد من المسؤولين بأن عناصر التنظيم يحاولون الهروب من الرمادي عبر الطوق الذي تفرضه القوات العراقية في محيط المدينة.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية إبراهيم الفهداوي، إن "العشرات من عناصر التنظيم فروا من مركز الرمادي إلى مناطق الصوفية والسجارية شرقي المدينة".
وأضاف المسؤول المحلي أن "ذلك يأتي بعد الضربات الموجعة التي تلقتها المسلحون في مناطق البكر والضباط والأرامل بالجزء الجنوبي من مركز الرمادي".
ولا يزال التنظيم يسيطر على الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، والفلوجة التي تقع بين الرمادي وبغداد إلى جانب أجزاء كبيرة من سوريا
&
التعليقات