تدعو ملكة بريطانيا الملكة اليزابيث الثانية، في رسالة وجّهتها بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة، إلى البحث عن الأمل في "لحظات الظلام" التي تواجه العالم، كما تحدثت عن رسالة المسيحية في الانتصار على ذلك الظلام.


نصر المجالي: في كلمتها بمناسبة عيد الميلاد، وهي في العادة ذات تقليد ديني، تبدو الملكة البريطانية متفائلة في الكلمة التي ستبث الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة.

وتقول مصادر بريطانية إن كلمة الملكة هذا العام تأتي بعد سلسلة من الفظائع "الإرهابية"، التي هزت العالم خلال عام 2015، من إطلاق النار الجماعي والتفجيرات في باريس خلال الشهر الماضي إلى هجوم مسلح في منتجع تونس خلال فصل الصيف، حيث قتل 39 بريطانيًا.
&
نور يضيء
تنقل وسائل الإعلام البريطانية فقرات من الخطاب الملكي السنوي، حيث تقول إحداها: "صحيح أن العالم قد اضطر إلى مواجهة لحظات الظلام هذا العام، ولكن إنجيل يوحنا يحتوي على آيات من الأمل الكبير في الحياة فـ(النور يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه)".
&
وتؤكد الملكة إليزابيث على أن فترة الأعياد هي "فرصة لنستذكر كل ما يستوجب الشكر بين أيدينا". وحيث تتزامن مناسبة أعياد الميلاد هذا العام مع الذكرى الـ70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، فإن الملكة أيضًا تجدد الشكر للذين خدموا وضحّوا بأرواحهم ممن شاركوا في الحرب.&
&
تتوجّه الملكة البريطانية بشكرها أيضًا إلى "الأشخاص الذين يرسمون الحب والسعادة في حياتنا"، بدءًا من العائلة. وسجلت الملكة خطابها، وهي تجلس على طاولة في غرفة مكتبها، التي تعود إلى القرن الـ 18 في الجناح البلجيكي في قصر باكنغهام، وتبدو في الخلفية شجرة عيد ميلاد كبيرة.
&
وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أنها قد كتبت الخطاب بنفسها، وتعدّ هذه المناسبة من المناسبات النادرة التي تعبّر فيها عن رأيها الشخصي.
&
أسقف كانتربيري
إلى ذلك، حذر كبير أساقفة كنتربيري، جاستين ويلبي، من خطر تنظيم الدولة الإسلامية على المسيحية في الشرق الأوسط، حيث نشأت. ويقول ولبي، في عظة عيد الميلاد التي سيلقيها من كنيسة كانتربيري، إن تنظيم داعش يشعل "فتيل الخوف والعنف والحقد والقمع".
&
يضيف &فيها إنه "متأكد أن هذه هي الأيام الأخيرة في عمر التنظيم، فهو يستعمل قوة لا مثيل لها في الوحشية، ويستعدي الجميع، والدليل على أن أيامه قليلة، هي تلك الحرب التي تشنّ عليه".
&
يتابع قائلًا: "إنهم يكرهون من يختلف عنهم، سواء كان مسلمًا لا يفكر مثلهم، أو أيزيديًا، أو مسيحيًا، وبسببهم يتعرّض المسيحيون إلى الإبادة في المنطقة، التي ولدت فيها المسيحية".
&
ويقول الأسقف، وهو الزعيم الروحي لنحو 85 مليون مسيحي أنجليكاني عبر العالم: "ليعلم الذين يتعرّضون لوحشية وجبروت تنظيم الدولة الإسلامية أن عقاب الله قادم، لأنه وعد بالعدل".
&
أما كبير الحاخامات، إفرايم ميرفيس، فقد ندد، في رسالة وجّهها بمناسبة الاحتفالات، بـ"العلمانية العدائية، التي تهدد بالتقليل من قيمة الروح والقداسة في مجتمعنا"، وكذلك بـ"آفة الكراهية والقمع، التي تبقى هي أكبر التحديات في زمننا". أما الكاردينال فنسنت نيكولز، كبير أساقفة وستمينستر، وزعيم كنيسة الروم الكاثوليك في انكلترا وولز، فيقول إن "الحياة التي يشكلها الإيمان بالله، ليس فيها مكان للعنف".
&