يعرض معارضون سوريون أسيرًا إيرانيًا مقابل سجينات لدى النظام، بينما تمكن الجيش الحر من السيطرة بالكامل على تل الميسات الاستراتيجي في حلب، مبعدًا جيش النظام عن هدفه حصار المدينة.


بيروت: أتت الغارة الاسرائيلية على القنيطرة، لتقتل عميدًا إيرانيًا كان هناك، وتفضح التورط الإيراني في سوريا. واليوم، يتكشف أكثر فأكثر عمق هذا التورط، مع إعلان جبهة الشام السورية المعارضة مساء الثلاثاء أسر إيراني عارضين مبادلته مقابل نساء معتقلات لدى النظام السوري.

وقالت الجبهة إنها&تسعى لمبادلة الإيراني، الذي احتجزته في محافظة درعا الجنوبية الغربية في خلال المعارك التي جرت الشهر الماضي، مقابل نساء محتجزات في سجون الأسد.

جاء من قم

وكانت عدة جماعات مسلحة بدأت في كانون الثاني (يناير) الماضي، منها جبهة الشام، هجومًا كبيرًا في درعا، استولت خلاله على العديد من المواقع العسكرية، ومنها قاعدة استراتيجية للجيش في منطقة الشيخ مسكين.

ونقلت التقارير الاخبارية عن أبو أحمد، زعيم جبهة الشام قوله إن مقاتليه احتجزوا الإيراني بينما كان يقاتل إلى جانب قوات النظام في المحافظة، وقتلت تسعة جنود آخرين لدى استيلاء المقاتلين على محطة كهرباء قرب الشيخ مسكين.

أضاف أبو أحمد: "الايراني الذي استجوب عبر مترجم جاء إلى سوريا في العام الماضي من مدينة قم الايرانية، وهو في الثلاثين من العمر، ويجري سؤاله عن كيفية عمل الإيرانيين في سوريا، وأولوية الجبهة مبادلته مع سجينات"، ذاكرًا أن هناك الكثير من النساء في السجون الحكومية وتريد الجماعة مبادلتهن.

وقبل عامين، أطلق مقاتلون من المعارضة السورية سراح 48 إيرانيًا كانوا يحتجزونهم مقابل أكثر من ألفي سجين مدني كانت تحتجزهم الحكومة السورية. وتطالب المعارضة بالافراج عن آلاف النساء اللواتي سجنَّ بسبب مشاركتهن في نشاطات مناهضة للحكومة منذ آذار (مارس) 2011 حين بدأت الحرب الأهلية، كاحتجاجات شوارع سلمية.

سقوط تل الميسات

إلى ذلك، سيطر مقاتلو الجيش السوري الحر الثلاثاء على تل الميسات الاستراتيجي، المطل على حلب. ويُعتبر هذا التل حصنًا عسكريًا للنظام، وسقط بعد هجوم مفاجئ للجيش الحر، قتل وأسر فيه عشرات من عناصر القوات النظامية والميليشيا الموالية لها، ما يعرقل خطط النظام لإحكام الحصار على ثانية كبريات مدن سوريا، ويضع خطوط إمداده في مرمى نيران مقاتلي المعارضة.

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الجيش الحر سيطر بشكل كامل أمس على تل الميسات الإستراتيجي المطل على دوار البريج شمال حلب، الذي كان يحد من حركة الثوار في المنطقة جراء القصف المتواصل من قوات الأسد، لافتاً إلى أن الثوار أسروا 15 عنصرًا، بينهم إيرانيون، إضافة إلى مقتل قائد غرفة العمليات في التل وعشرات من قوات الأسد.

وبث ناشطون معارضون مقطع فيديو ظهر فيه عناصر من القوات النظامية، كتب على لباسهم العسكري "رجال النمر"، في إشارة إلى قائد عمليات قوات النظام العقيد سهيل الحسن، الملقب بـ "النمر".

دمشق منطقة عسكرية

وأعلن زهران علوش، قائد جيش الإسلام، في بيان أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان، مدينة دمشق "منطقة عسكرية". وقال علوش في بيانه: "ردًا على الغارات الجوية الهمجية التي ينفذها النظام على مدينة دوما وبقية مدن الغوطة الشرقية، وبسبب اكتظاظ العاصمة بالثكنات العسكرية والمراكز الأمنية ومرابض المدفعية وراجمات الصواريخ ومقرات القيادة والسيطرة التابعة للنظام، فإننا نعلن مدينة دمشق بالكامل منطقة عسكرية ومسرحًا للعمليات".

أضاف البيان: "نرجو من المدنيين وأعضاء البعثات الدبلوماسية وطلاب المدارس والجامعات عدم الاقتراب من أيّ مقر من مقرات النظام أو حواجزه، أو المسير بجانب السيارات التابعة للنظام، أو التجول أثناء أوقات الدوام في شوارع العاصمة، مع توخي الحيطة والحذر الشديدين، بدءًا من صباح الأربعاء 4 شباط (فبراير) 2015 وحتى إشعار آخر".

وهذه هي المرة الثانية التي يتوعد فيها علوش دمشق بالقصف خلال 10 ايام، بعدما أمطر العاصمة السورية الاحد الماضي بعشرات الصواريخ، ردًا على القصف الجوي على الغوطة الشرقية بريف دمشق، ما أدى إلى مقتل وجرح نحو 50 مواطنًا سوريًا.