أعلنت السلطات الأمنية في تونس اعتقال العشرات من المشتبه في تخطيطهم لتنفيذ تفجيرات تستهدف مواقع مدنية وأمنية حساسة في العاصمة ومحافظات أخرى.


إسماعيل دبارة من تونس: أحبطت الأجهزة الأمنية التونسية مخططا ارهابيا ضخما كان يستهدف مواقع مدنية ومقرات أمنية في العاصمة ومدن أخرى.

وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي، السبت، عن "إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف مواقع أمنية ومدنية من بينها مقر وزارة الداخلية" مفيدا انه "تم إيقاف العشرات من الإرهابيين".

وأوضح العروي في لقاء مع الصحافيين بثكنة الحرس الوطني في العاصمة ان "وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للحرس الوطني أحبطت بالتعاون مع وحدات أخرى للحرس& مخططا إرهابيا كان يستهدف مواقع أمنية وأخرى مدنية بالعاصمة وبمحافظة قفصة"، وبمحافظة أخرى بالجنوب التونسي لم يكشف عن اسمها.

وأضاف العروي ان من بين الأهداف "ثكنتين تابعتين للحرس والأمن الوطنيين".

وبلغ عدد الموقوفين 32 شخصا اعتقلوا في مناطق مختلقة من البلاد وصفتهم وزارة الداخلية "بالعناصر التكفيرية المرتبطة مباشرة بكتيبة عقبة ابن نافع التي تولت استقطابهم".

وكتيبة "عقبة بن نافع" هي جماعة "جهادية" تنشط في تونس ويتمركز عناصرها في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر، ويعتقد على نطاق واسع أن قياداتها بايعت زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية (داعش) في سوريا والعراق.

وكشفت وزارة الداخلية أنّ من بين الموقوفين "عناصر عادت من بؤر التوتر وتحديدا من سوريا".

وتخوض قوات الأمن التونسية منذ رحيل نظام بن علي في العام 2011، معارك مستمرة مع مسلحين قدموا من الجزائر ومن ليبيا، وانظم اليهم مقاتلون محليون، وقتل العشرات من الجانبين منذ ذلك التاريخ.

وتقول احصاءات غير رسمية إن 3000 شاب تونسي سافروا إلى سوريا بغرض القتال ضد قوات بشار الاسد والتحقوا بتنظيمات متطرفة.

من جهة أخرى، أشار محمد علي العروي الناطق باسم وزارة الداخلية في تونس إلى "تواصل عمليات الملاحقة لعناصر فارة ومطلوبة من بينها الإرهابي مراد الغرسلي"، الذي قال انه "تسلل من جبال محافظة القصرين رفقة مجموعة إرهابية باتجاه محافظة قفصة"، مضيفا ان وحدات من الحرس و الأمن و الجيش تقوم حاليا بمحاولة القبض عليه خصوصا بعد إفشال مخطط الاعتداء في العاصمة.

وفي رد على سؤال لوكالة تونس إفريقيا للإنباء حول طبيعة المحجوزات التي وجدت مع الموقوفين، قال العروي "ان العمليات لا زالت متواصلة مؤكدا توفر معلومات أخرى تحرص الوزارة على التكتم عليها في انتظار استكمال بقية العملية الأمنية".

وتعهدت الحكومة التونسية الجديدة برئاسة الحبيب لصيد والتي تسلمت الجمعة رسميا مهماها، بمكافحة ارهاب المتشددين وبسط الأمن.

وقال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لصحيفة الوطن الجزائرية خلال زيارة أداها للجارة الغربية لتونس، إنّ التونسيين "لم يعرفوا الإرهاب في السابق، وأعتقد أنهم غير قادرين على حل هذا المشكل بفاعلية بمفردهم، لأننا لم نكن مستعدين لذلك".

وقال إنّ التونسيين الذين واجهوا المجموعات "الجهادية" بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي في 2011، "أصبحوا الآن أكثر استعداداً ويحققون نتائج أفضل، لكن القضاء على الإرهاب لا يمكن أن يتم بشكل آني، وبهذا الخصوص لدينا تعاون جيد مع الجزائر التي كانت هي نفسها ضحية للإرهاب"، على حد تعبيره.