&ودعت السعودية أمس الدكتور راشد عبد العزيز المبارك، صاحب الأحدية الثقافية الشهيرة ودكتور كيمياء الكم، إذ وافته المنية فجر الأربعاء، وسيتم تشييع جثمانه اليوم الخميس إلى مقبرة النسيم في الرياض.

الرياض: ما إن أعلن خبر وفاة المبارك حتى ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بمئات التعازي التي تعبر عن حالة الحزن على رحيل أحد أهم رواد الأدب والفكر في السعودية وأنشأ المغردون في تويتر وسماً بعنوان "راشد المبارك رحمه الله"، تحدثوا فيه عن فضله الكبير على الثقافة والمثقفين.
&
ولد المبارك، في الأحساء (غربي السعودية) العام 1935، وهو شاعر وأديب و"مفكر تنويري"، وأستاذ جامعي متخصص في الكيمياء والفيزياء، وقد بدأ حياته في الأحساء طالباً للعلم، وتدرج في المراحل التعليمية، ومن ثم انتقل إلى القاهرة حيث حصل على الدرجة الجامعية في الفيزياء والكيمياء في العام 1964.
&
وبعد ذلك ابتعث للدراسات العليا لاحقاً في جامعة مانشستر ببريطانيا حيث نال درجة الدبلوم في خريف العام 1969، ومن ثم نال درجة الدكتوراة في "كيمياء الكم" من جامعة جنوب ويلز في العام 1974.
&
عاد الراحل إلى بلاده، حيث تقلد العديد من المناصب من أهمها كان مديراً للمختبرات الكيماوية بوزارة الزراعة، وعميداً للدراسات العليا بجامعة الملك سعود، وعضو مجلس الأمناء بمعهد تاريخ العلوم العربية بجامعة فرانكفورت، ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بمدينة الرباط بالمغرب، وعضو المجلس الأعلى للإعلام في السعودية، وعضو مجلس الإدارة بدارة الملك عبد العزيز .
&
نشر الدكتور المبارك العديد من الدراسات العلمية منها كتاب "كيمياء الكم" لطلبة الدراسات العليا والجامعية، و(هذا الكون ماذا نعرف عنه). ونشر أبحاثاً مبتكرة في عدة مجلات علمية عالمية.
&
وفي الفكر والسياسة والتاريخ له كتاب (قضايا المجتمع السعودي) &و(قراءة في دفاتر مهجورة) و(فلسفة الكراهية) ، و(التطرف خبز عالمي)، و(شعر نزار بين احتباسين) و(أوراق من دفاتر لم تقرأ). وله ديوانان من الشعر تحت عنوان (رسالة إلى ولادة) (قراءة في دفاتر مهجورة)، وللدكتور راشد المبارك ندوة كل يوم أحد يلتقي فيها نخبة من رجال الفكر ولأدب.
&
وصدر للكاتب عبدالله القفاري كتاب (راشد المبارك: ريادة في الفكر والثقافة) والذي يقع في 258 صفحة تحدث فيه عن علاقته بالدكتور المبارك، ولقاءاته المتعددة به، بحيث حاول في هذا الإصدار جمع ملامح الصورة الكلية التي تجسدها شخصية ثقافية قدمت الكثير لمشروع الثقافة الوطنية، وساهمت فكريا بقلمها وحضورها، وعبرت عن دور المثقف الوسيط اجتماعيا، وكان لها إسهامها الوطني والعربي من خلال مبادرات عربية وإسلامية، منها مبادرات يفصح عنها هذا الكتاب لأول مرة.
&
وبعد انتشار نبأ وفاة المبارك شهدت مواقع التواصل الاجتماعي اهتماماً لافتاً، ولا سيما عبر "تويتر"، حيث الشيخ سلمان العودة أن الراحل كان صديقا غيورا على قضايا أمته، فيما قال عنه حسن فرحان المالكي: "لقد كان لي ولغيري من الباحثين أباً ومعلما ومحتضنا ومنافحا وحاميا"، أما إبراهيم المديميغ فغرد قائلاً: "لا تملك إلا أن تنصت له عندما يتحدث بإدراك عن الثقافة والحضارة الإسلامية.
&