أعلن الرئيس التركي أردوغان أنّه سيبحث اليوم مع الحكومة وقيادة الجيش وسائل مساعدة القوات العراقية تسليحًا وتدريبًا لمواجهة إرهاب تنظيم "داعش"، واتخاذ خطوات مشتركة على هذا الطريق.. فيما دعا الحكيم إلى بناء منظومة دفاع اقليمي ووحدات مكافحة إرهاب مشتركة.
لندن:&عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلق بلاده لما يجري في العراق، وما ينفذه تنظيم "داعش" من جرائم هناك. وقال خلال اجتماع في أنقرة مع نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي "إن هذا يدعونا إلى اتخاذ خطوات مشتركة تجاه هذه التداعيات والتعجيل في العمل المشترك ودعم العراق في حربه ضد الاٍرهاب".
وشدد بالقول انه لذلك "سنعمل من اجل مساعدة القوات العسكرية العراقية بالتجهيز والتدريب، حيث سأبحث الموضوع مع الحكومة والجيش التركي" اليوم الخميس.. مؤكدًا& حرصه على دعم العراق بمختلف قومياته وأطيافه.
من جانبه، عبر النجيفي عن امتنانه للاستجابة السريعة لاردوغان لدعم العراق، وأشار إلى أنّ ما يربط بين العراق وتركيا من علاقات تاريخية "تجعلنا نتطلع إلى دور تركي متميز في مواجهة الاٍرهاب ودعم العراق للقضاء على تنظيم "داعش".
وعرض النجيفي رؤيته لطبيعة الصراع والتداعيات المُحتملة على المنطقة بأسرها واهمية العمل المشترك الذي أكده اردوغان ، وشدد على ان المناطق التي تحتلها "داعش" تشهد جرائم غير مسبوقة مما يقتضي دعم الجهد الذي يتصدى للإرهاب ومساعدة الأهالي للخلاص من أسر هذا التنظيم الإرهابي، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في اعقاب الاجتماع الليلة الماضية.
وقبيل ذلك بحث النجيفي موضوع الإرهاب في المنطقة مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو ، الذي أكد دعم بلاده للعراق في عمليات تحرير مدينة الموصل الشمالية من قبضة تنظيم "داعش"، والتي تجري استعدادات لاستعادتها خلال شهرين مقبلين، حيث سيزور وزير الدفاع التركي بغداد قريبًا للتعرف على احتياجاتها العسكرية.
وقال أوغلو انه بدون تحرير الموصل "لا يمكن ان نقول بأننا كسرنا ظهر داعش". وشدد بالقول: "اننا مع بناء جيش عراقي يضم مكونات الشعب العراقي كافة وسنقدم كل المساعدات والدعم المطلوب من تركيا".
وأشار إلى أنّ تركيا تهتم كثيرًا بما يحدث في الموصل "وسندعم أي جهد لتحريرها ولا يمكن القبول بالافعال الاجرامية لداعش فيها". وأضاف قائلاً "نحرص أشد الحرص على مشاركة مكونات العراق كافة دون تمييز في مواجهة داعش وتوطيد السلم الأهلي بعد الانتصار على داعش".
وشدد النجيفي على ان خطر "داعش" لا يتوقف عند العراق فحسب، بل يطال المنطقة بأجمعها ،"لذلك نتطلع إلى دور تركي متميز في دعم العراق وتسليح وتدريب جيشه ومساعدة المتطوعين من أهالي المناطق التي احتلتها داعش للخلاص من الفعل الأسود للإرهابيين".
يذكر أن القوات العراقية والبيشمركة الكردية تخوضان حاليا معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" في عدة مناطق من المحافظات الشمالية والغربية التي يحتلها التنظيم بهدف استعادة السيطرة عليها.. فيما يشن تحالف غربي عربي بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية على مواقع "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين، العراق وسوريا، وأعلن في حزيران الماضي عقب احتلاله مدينة الموصل العراقية قيام ما أسماه "دولة الخلافة".&&
الحكيم يدعو لمنظومة دفاع اقليمي ووحدات مكافحة إرهاب مشتركة
دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم إلى بناء منظومة دفاع اقليمي وتشكيل وحدات مكافحة إرهاب مشتركة واعادة بناء الثقة بين دول المنطقة، منوهًا إلى أنّ ما يحدث في العراق حاليًا هو مجرد مرتكز للمشروع الإرهابي الذي يشمل المنطقة من دون استثناء.
وقال الحكيم في كلمة خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي بمقر المجلس في بغداد الليلة الماضية، بحضور جمع غفير من ابناء العاصمة، إن التحديات التي يواجهها العراق اليوم هي تحديات عالمية قبل أن تكون اقليمية أو محلية..
وأوضح ان اختيار العراق كواجهة لهذه المعركة لم يكن عن طريق الصدفة انما هو العراق الذي يخوض معركة كبرى دفاعًا عن الاسلام وضد المنحرفين الذين اختطفوه بسلوكهم المشين وفتاواهم المريضة. وأضاف أن الإرهاب الذي يواجهه العراقيون في ساحات القتال ليس سياسياً أو دينيًا أو طائفيًا أو قوميًا.. انما هو مشروع إرهابي ينخر جسد الامة الاسلامية من الداخل ويختطف ابناءها.
وأشار إلى أنّ من يتصور أنه صراع طائفي فهو واهم ومساهم في تنمية هذا المشروع الظلامي الإرهابي، من حيث لا يشعر. وأوضح انه من المغرب إلى جنوب الفلبين مروراً بتونس وليبيا ومصر والاردن وسوريا والعراق والسعودية وصولاً إلى باكستان وافغانستان وماليزيا واندونيسيا، وعلى سعة الجغرافيا الاسلامية هناك بقع إرهابية متطرفة تتوحد باسم واحد وتعمل على تنفيذ مشروع واحد، وهي مدعومة من قوى عالمية كبيرة ومنظمة.
واكد الحكيم على الحاجة إلى بناء منظومة دفاع اقليمي مشترك وتجاوز الحساسيات الصغيرة والعابرة وتشكيل وحدات مكافحة إرهاب مشتركة&، لأن الإرهاب الان هو التحدي المشترك بين دول المنطقة. ودعا إلى عقد مؤتمر اسلامي اقليمي لوضع التصورات ومناقشة الآليات المطلوبة لمكافحة الإرهاب واعادة بناء الثقة بين دول المنطقة.&&
وأضاف انه بعد ستة اشهر من تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فإنها قد استطاعت اشاعة اجواء من الثقة والهدوء بين مختلف الاطراف، على الرغم من وجود بعض المنغصات السياسية.. وقال: "لكن مقارنة بالوضع غير الطبيعي الذي يعيشه البلد، فإن الجو السياسي الحالي يعد ايجابيًا بصورة كبيرة ويجري العمل بوتيرة متصاعدة من اجل تدعيم بيئة الثقة والتواصل بين مختلف الاطراف".
واستدرك بالقول "لكن الطريق مازال طويلاً وشاقاً امام الحكومة للوصول إلى بر الامان، حيث هناك تلكؤ في بعض الملفات المهمة والحساسة ومنها الاستحواذ على المواقع الحكومية والاخلال بمبدأ التوازنات واستمرار سياسة التعيينات بالوكالة، والتي مازالت تمثل عقبة حقيقية امام النهوض بالواقع الاقتصادي والخدمي للدولة... كما ان الخطوات الحكومية نحو تفعيل اللامركزية مازالت متعثرة ولم تصل إلى مرحلة التطبيق العملي الفعال.
وحول العلاقة بين بغداد وأربيل، أشار الحكيم إلى عودة التصعيد الإعلامي بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم.. وحذر من تحويل الصراع على النفط إلى صراع ارادات، وشدد على ضرورة ابقاء الخلاف& بحدوده الطبيعية في كونه صراع اجراءات ادارية وفنية.
وأضاف انه متى ما تحولت هذه العلاقة إلى صراع ارادات، فإنها ستدخل في نفق مظلم وسيكون من الصعب الخروج منه في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة والعراق، "ونكون قد قدمنا للإرهاب والقوى التي تتصيد بالماء العكر هدية مجانية".
لكنه عبر عن اطمئنانه مما قال إن في كردستان قيادة حكيمة تعرف جيداً كيف تحافظ على حقوق العراقيين جميعًا وتفوت الفرصة على الذين يعتاشون على الاختلافات بين الاخوة ويعملون على تشجيعها كي تتحول إلى صراعات.. وكذلك الثقة بحكمة الحكومة المركزية وقدرتها على ايجاد الحلول للمشكلات الصعبة والعمل بروحية الفريق الواحد مع حكومة اقليم كردستان وايجاد الحلول التي يتوافق معها الجميع.
وشدد الحكيم على أن ملف المصالحة الوطنية يجب ان يبدأ من منطلق ان المصالحة الحقيقية التي تتحقق مع الذين يملكون الإرادة القوية والتمثيل الحقيقي كي تكون فعالة وفاعلة في انتاج علاقات مستقبلية سليمة بين مختلف الاطراف.
وقال إن الشعب بصورة عامة لا يحتاج إلى مصالحة مجتمعية بقدر حاجته إلى مصالحة سياسية. وأشار إلى أنّ التجربة المريرة اثبتت أن العراقيين جميعًا وعلى اختلاف اعراقهم وطوائفهم يمثلون هدفًا موحدًا للإرهاب والتكفير والظلامية، لذلك فإن عنوان العراق الواحد الموحد سيكون هو الحقيقي الوحيد الذي يجمع العراقيين ويلبي طموحاتهم. وحذر الحكيم في الختام قائلاً "اننا اليوم امام خيارين لا ثالث لهما: إما مشروع الدولة وإما الفوضى".&&&&&&
&
التعليقات