تنظم مسيرة في وسط موسكو تكريمًا لذكرى المعارض والنائب السابق لرئيس الوزراء بوريس نيمتسوف، الذي اغتيل بالقرب من الكرملين، ليل الجمعة السبت، ويتواصل التحقيق للعثور على الجناة. في وقت تعهد بوتين خلال رسالة وجّهها لوالدة السياسي الراحل بمعاقبة الفاعلين والمخططين فور الكشف عنهم.


إيلاف - متابعة: شارك أكثر من سبعين ألف شخص الاحد في المسيرة التي تنظم في موسكو تكريما للمعارض بوريس نيمتسوف الذي اغتيل الجمعة قرب الكرملين، بحسب احد منظمي المسيرة. وقال الكسندر ريكلين احد منظمي المسيرة التي سمحت بها السلطات "نقدر عدد المشاركين باكثر من سبعين الف شخص".

وتحدثت الشرطة عن أكثر من 16 الف متظاهر.

وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت بأن يبذل كل الجهود لمعاقبة قتلة نيمتسوف، الذي سبب قتله صدمة لدى القادة الغربيين والمعارضة الروسية، بينما رأى فيه حلفاء الكرملين "عملًا استفزازيًا" يهدف إلى "زعزعة استقرار" البلاد.

مواسيًا: لمعاقبة الجناة
وتعهد بوتين في رسالة وجّهها إلى والدة نيمتسوف ببذل كل الجهود اللازمة&"لينال مخططو ومنفذو هذه الجريمة البشعة العقاب الذي يستحقونه". وأكد أن مقتل المعارض الشهير خسارة لا تعوّض، مشيرًا إلى أنه "ترك بصماته على تاريخ روسيا، في الحياة السياسية والعامة".

وأضاف أن نيمتسوف، الذي عمل نائبًا لرئيس الوزراء خلال رئاسة بوريس يلتسين في التسعينات، "تولى مناصب مهمة خلال فترة انتقالية صعبة لبلادنا". ولفت إلى أنه "عبّر دائمًا عن مواقفه بكل صراحة ونزاهة، ودافع عن وجهة نظره".

ووضع آلاف الأشخاص السبت باقات ورود وشموعاً على الجسر القريب من جدران الكرملين، حيث قتل نيمتسوف قبيل منتصف ليل الجمعة السبت، بينما كان يتنزه مع شابة قادمة من أوكرانيا، وقدمت على أنها صديقته.

وقبل ساعات من اغتياله، دعا نيمتسوف الروس عبر إذاعة صدى موسكو إلى التظاهر الأحد ضد ما وصفه بـ"عدوان فلاديمير بوتين" في أوكرانيا. وهذه التظاهرة ألغيت لتنظيم مسيرة تكريمًا لذكرى المعارض.

خسارة للبسطاء
وقال مسؤول في بلدية مدينة موسكو ألكسي مايوروف لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي "وافقنا على هذا الحدث". وقد سمحت السلطات بمسيرة يمكن أن يشارك فيها خمسون ألف شخص. وسادت أجواء من الانفعال على الذين قدموا السبت لتكريم المعارض. وقالت فالنتينا ديميترييفا "عندما علمت بالنبأ لم أنم طوال الليل". وأضافت: "إنها خسارة كبيرة بالنسبة إلينا نحن الناس البسطاء".

من جهته، أكد ألكسندر بادييف المتقاعد البالغ من العمر 59 عامًا أن "نيمتسوف كان من جيلي، والأمر يشبه توجيه ضربة قاضية إلى ديموقراطيتنا، وإلى آمالنا". وقالت لجنة التحقيق في موسكو في بيان "لا شك أن هذه الجريمة تم التخطيط لها بدقة تمامًا مثل المكان الذي تم اختياره للقتل" على الجسر الكبير قرب الكرملين تمامًا. وأضاف أن "السلاح الذي استخدم على ما يبدو هو مسدس من نوع ماكاروف"، وهو سلاح تستخدمه قوات الأمن والجيش ومنتشر بشكل كبير.

وقالت اللجنة إن "بوريس نيمتسوف كان متوجهًا مع رفيقته إلى شقته الواقعة في مكان غير بعيد، ومن المؤكد أن مرتكبي الجريمة كانوا على علم بمساره". وأوضحت الناطقة باسم وزارة الداخلية الروسية إيلينا اليكسييفا أن "سيارة اقتربت منهما عند الساعة 23:15، وأطلقت النار، مما أدى إلى إصابته بأربع رصاصات في الظهر ومقتله".

رصدت القاتل
وبثت قناة تي في سي الروسية مساء السبت لقطات صوّرتها كاميرا للمراقبة تقع في مكان بعيد ومرتفع على الجسر، قالت إنها لعملية الاغتيال، وبدت رديئة. ويبدو نيمتسوف وصديقته لحظة قتله مخفيين وراء آلية لإزالة الثلج في زاوية الكاميرا. وبعد ذلك يظهر شخص وصف بأنه القاتل، يجري إلى الرصيف قبل أن يصعد في سيارة لونها فاتح كانت تنتظر وغادرت المكان.

من جهة أخرى، أعلن أندريوس كوبيليوس رئيس الوزراء الليتواني السابق السبت لوكالة فرانس برس أن نيمتسوف كان ينوي طلب اللجوء السياسي إلى ليتوانيا العام 2012 خوفًا من تعرّضه لاضطهاد من جانب الكرملين، لكنه قرر في نهاية المطاف البقاء في روسيا.

ليتوانيا تتظاهر
وأكد أنه وعد نيمتسوف باستقباله في بلاده، خلال حديث خاص على هامش مؤتمر لحزبه المحافظ العام 2012، مؤكدًا أن المعارض الروسي "قال إنه يخشى اعتقاله وسجنه" إثر احتجاجات المعارضة الروسية على الولاية الرئاسية الثالثة لفلاديمير بوتين في 2012. وستشهد العاصمة الليتوانية فيلنيوس اليوم الأحد مسيرة تكريمًا لنيمتسوف وتضامنًا مع المعارضين الروس.

وأثار مقتل نيمتسوف استنكارًا كبيرًا في الغرب، الذي دان قادته "جريمة القتل الوحشية" و"الجبانة"، ودعوا إلى "تحقيق سريع وموضوعي وشفاف". وبرز نيمتسوف خلال التظاهرات التي هزت موسكو شتاء 2011 و2012. وفي 2013، قال إن 30 مليار دولار من أصل 50 مليار دولار حددت من أجل تنظيم الألعاب الأولمبية في روسيا اختفت تمامًا. ونفى الكرملين تلك الادعاءات.
&