القدس: يغيب الصراع مع الفلسطينيين عن الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية الاسرائيلية المقررة في 17 من اذار/مارس الحالي، لكن حركة نسائية اسرائيلية تسعى الى اعادة احياء "معسكر السلام" المتوقف منذ سنوات.

وحركة "النساء من اجل السلام" (ويمن ويج بيس)، التي تأسست بعد حرب الصيف الماضي على غزة، التي استمرت لخمسين يوما، انطلقت رسميا في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وتضم& اكثر من 7 الاف ناشطة و15 الف متضامنة على وسائل الاعلام الاجتماعية، بينهن عربيات ويهوديات، بحسب ميخال شامير، احدى مؤسسات الحركة.

وتظاهرت الاف منهن الاربعاء امام مقر البرلمان الاسرائيلي لمطالبة الحكومة المقبلة بان تضع التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في صلب اولوياتها. ولم تطرح الحملة الانتخابية حتى الان اي جديد حول امكانية التوصل الى اتفاق سلام.

ويتجنب رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، الذي يسعى الى الفوز بولاية رابعة، الخوض في هذا الموضوع الشائك، ويفضل الاصرار على قدرته التعامل مع الملف النووي الايراني. بينما قام منافسه الرئيس، زعيم حزب العمل& اسحق هرتسوغ، بالتطرق بحذر الى موضوع السلام مع الفلسطينيين، قائلا انه يؤيد قيام دولة فلسطينية، ولكنه اصر على ان الموضوع يعتمد على "مزاج الجانب الفلسطيني".

وعدلت منظمات غير حكومية من المجتمع المدني الاسرائيلي، والتي نجحت ابان الثمانينات والتسعينات في حشد الاف من الاسرائيليين من اجل السلام، أخيرا عن الدعوات الى التظاهر بسبب انعدام الحماسة الناجم من ركود عملية السلام. وتشرح شامير "نحن المنظمة الوحيدة غير الحزبية التي تعمل على الارض بشكل مستقل عن اي حزب سياسي من اجل اعادة الامل في السلام".

وتنظم هذه الحركة اجتماعات ولقاءات اسبوعية في منازل المؤيدات لها في مناطق مختلفة في اسرائيل، اضافة الى تظاهرات صغيرة في الشوارع. وتصر الحركة على انه ايا كان الحزب الحاكم الذي سيفوز في الانتخابات فان المهم هو التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وتقول هانا هرتسوغ استاذة علم الاجتماع في جامعة تل ابيب ومتخصصة في دور المرأة في المجتمع الاسرائيلي ان موضوع السلام اختفى تدريجيا من الخطاب السياسي الاسرائيلي بعد تراجع "معسكر السلام" عقب اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين عام 1995.

وقالت "كحركة شعبية، تجمع نساء عاديات يأتين من افاق سياسية مختفلة - حتى لو كانت الغالبية لنساء من الوسط واليسار - فان النساء من اجل السلام (ويمن ويج بيس) تحاول تصحيح هذا الوضع". وبعد اكثر من 66 عاما على الصراع وعشرات السنين على محاولات دبلوماسية لحله، فان مفاوضات السلام التي اطلقت برعاية اميركية واستمرت تسعة اشهر انهارت بسبب خلافات عميقة.

وشنت اسرائيل في تموز/يوليو الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة، ما ادى الى مقتل قرابة 2200 فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين. وقتل اكثر من 70 شخصا في الجانب الاسرائيلي كلهم من الجنود تقريبا. ودفعت هذه الحرب العديد من النساء الى الانضمام الى الحركة من اجل الدفاع عن السلام بين الفلسطينيين واسرائيل.

وقالت ليلي وايزبيرغر، وهي فنانة من منطقة تل ابيب لديها ابن يبلغ من العمر 21 عاما كان يقوم بخدمته العسكرية وقت الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، "قطعت عهدا على نفسي خلال الحرب انه في حال لم يقتل ابني (...) فانني سأقوم باي شيء لانهاء هذا الكابوس". من جانبها، قالت امل ريحان استاذة اللغة العربية من يافا "لا اريد هذه الحرب بين الشباب، من جهة هناك جنود بين 18 وعشرين عاما وعلى الاخرى هناك اطفال من الفلسطينيين". واكدت هذه الام لاربعة اطفال التي تعرف عن نفسها بانها "مسلمة وناشطة ونسوية" ان "الحل الوحيد هو التوصل الى اتفاق مقبول لدى الجانبين".
&