قتل أبو الهمام الشامي وقياديون في جبهة النصرة في سوريا، في حادث ما زال غامضًا، يرى فيه المراقبون مقدمة لتغيير النصرة لوجهها.


بيروت: تأكدت الأنباء عن مقتل أبو الهمام الشامي، القائد العسكري العام في جبهة النصرة، وثلاثة من قياديي الجبهة، الخميس، بعدما تم استهداف اجتماع كانوا عقدوه في سلقين على بعد نحو 100 كيلومتر من الهبيط في محافظة إدلب.

وقالت مصادر مقربة من الجبهة إن مكان الاجتماع تعرض لغارة بطائرة من دون طيار تابعة للتحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).

من قتلهم؟

لكن ناطقًا باسم التحالف قال إن طائراته لم تنفذ أية غارات جوية في إدلب خلال الـ 24 ساعة الماضية.

فسارع النظام السوري إلى ملء فراغ المسؤولية بادعائه الفضل في قتل قياديي النصرة.

وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري إن جيش النظام نفذ عملية أسفرت عن مقتل القائد العسكري العام لجبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، الخميس شمال غرب البلاد.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن مراسلها قوله إن أبو الهمام قتل مع عدد من متزعمي التنظيم خلال عملية نوعية للجيش في الهبيط بريف إدلب.

ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري قوله إن وحدات من الجيش نفذت ضربات مكثفة على "أوكار وتجمعات لإرهابيي جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات في أبو الظهور شمال شرق الهبيط.

أين ومتى؟

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هناك أنباء متضاربة عن مكان وزمان مقتل أبو همام.

فقد تحدثت تقارير عن ضربات جوية للتحالف، استهدفت اجتماعًا للنصرة بعد سيطرتها على الفوج 46 في ريف حلب، وطرد حركة حزم منه في الأسبوع الماضي، ما أدى إلى وقوع إصابات بين قيادات النصرة، وهو ما لم تؤكده مصادر الجبهة، التي قد تكون أخفت مقتل مسؤولها العسكري في حينها.

ونسبت وكالة الأناضول التركية عن أبو حذيفة الحلبي، القائد العسكري في النصرة، قوله إن أبو الهمام أصيب بجروح في قصف التحالف لمقر النصرة في قرية طلحة في شمال إدلب قبل أيام، مرجحًا وجود جهاز مراقبة في سيارته.
&
ليست مصادفة

بغض النظر عمن نفذ العملية، وعن مكانها وزمانها، يقول مراقبون إنها أتت في وقت يتصاعد فيه الكلام عن شقاق بين قيادات جبهة النصرة حول عرض لها بفك تواصلها بتنظيم القاعدة، والعودة إلى أحضان المعارضة السورية للنظام، مقابل رفعها عن لائحة التنظيمات الارهابية المحظورة.

ويرى هؤلاء المراقبون أن الغارة أو الانفجار، ايًا يكن، استهدف رجلًا في النصرة لا يقبل بالفكاك عن القاعدة، إذ تتأصل جذوره في التنظيم، الذي كان يعتبر الحي الأخير الذي عايش وقابل زعيم القاعدة اسامة بن لادن، وبايعه في أفغانستان بين 1998 و1999، وذهب بأمر منه إلى العراق قبيل سقوط بغداد في 2003، وكان مسؤولًا عن التجنيد في التنظيم، حتى التحق بالنصرة مسؤولًا عسكريًا، ولعب دورًا مهمًا في دفع الجبهة إلى مبايعة القاعدة وزعيمها الحالي أيمن الظواهري.

ويتساءل المراقبون إن كان في الاغتيال مصادفة اليوم؟ أم أن هذه الحادثة قد تغير وجه النصرة، بعد مقتل كبار الجناح المعارض فيها لعودتها عن مبايعة الظواهري؟

النصرة تتوعد الفصائل المُنسحبة من القتال

قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) هددت باحالة الفصائل السورية المقاتلة التي تنسحب من الاشتباكات الدائرة في ريف درعا الى المحاكم الشرعية.

ونقل المرصد عن مصادر تاكيدها ان جبهة النصرة هددت بعض الفصائل الراغبة بالانسحاب بتحويلها للمحاكم الشرعية وذكرتها بالعهود التي قطعتها بعدم ترك جبهات القتال.

وكان حزب الله اللبناني مدعما بمقاتلين ايرانيين وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني قد شنوا هجوما منذ عدة اسابيع للسيطرة على مثلث ريف دمشق الغربي – ريف القنيطرة – ريف درعا الشمالي الغربي وتمكنوا في العاشر من الشهر الماضي من السيطرة على قرى وبلدات (الهبارية وحمريت وسبسبا والدناجي وديرماكر ودير العدس وتل القرين وتلال فاطمة ومحيطها وخربة سلطانة).

ونقل المرصد عن مصادره ان بعض الالوية المقاتلة احيلت بشكل فعلي الى المحاكم الشرعية جراء انسحابها من المعركة.