&


اثينا:&اصبح يانيس فاروفاكيس وزير المالية اليوناني بفكاهته وابتسامته العريضة الوجه البارز في الحكومة اليونانية اليسارية الراديكالية، لكن بعد شهر ونصف من الحضور الاعلامي انتهى به المطاف بازعاج حتى فريقه.
&
وبدا رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس السبت وكأنه يؤكد الشائعة القائلة بانه طلب من وزير المالية التخفيف من تحركه. وعلى سؤال في هذا الصدد وجهته اليه مجلة دير شبيغل الالمانية اجاب تسيبراس انه "طلب من كل مجلس الوزراء الاقلال من الكلام والاكثار من العمل، ليس فقط من السيد فاروفاكيس".
&
ولفتت صحيفة افغي التابعة لحزب سيريزا الحاكم منذ 25 كانون الثاني/يناير، هذا الاسبوع الى ما اعتبرته "الظهور المفرط المؤذي" لفاروفاكيس.
&
وتخشى افغي من ان يبدد فاروفاكيس الذي وصفته صحيفة دي فيلت الالمانية ب"الجذاب جنسيا" "كل مكاسب" التعاطف الذي اسهم في تشكله حول حكومة تسيبراس، بحكم اطلالاته في وسائل الاعلام الوطنية والدولية.
&
وكتبت افغي "يانيس لا يفعل الكثير"، مضيفة "لان الاقتصاد لا يقتصر فقط على معرفة ادارة الميزانية بل ايضا معرفة التقليل في الكلام".
&
وسخر رسم كاريكاتوري في صحيفة كاثيمريني الاربعاء من حضور الوزير المهيمن على التلفزيون اليوناني. يشاهد فيه فاروفاكيس على الشاشة فيما تسأل ربة منزل زوجها بتغيير المحطة فيلبي الزوج مرات عدة طلبها لكن المرأة لا تلاحظ ذلك وتغضب منه لانه في كل مرة يغير فيها المحطة كان يظهر الوزير على الشاشة مجددا.
&
وفضلا عن اليونان التي لم يستسغ نظراؤها الاوروبيون دوما رؤية مشاريع وزارة المالية الذين يودون ان يكونوا اول من يطلع عليها على صفحات الصحف، تحدث فاروفاكيس الى كل ما تعده الدول الاوروبية الكبرى من وسائل اعلامية مالية. حتى انه اعطى حديثا لصحيفة شارلي ايبدو في عددها الاخير.
&
الى ذلك فانه يتحاور بحرية كبيرة مع بعض الصحافيين على موقع تويتر، ما لا يمنعه من التنديد على شبكة التواصل الاجتماعي نفسها ب"الصحافة الصفراء".
&
لكن فاروفاكيس يبدو اكثر حذرا في الاونة الاخيرة. فقد فاجأ الصحافيين &هذا الاسبوع في اثينا بدعوتهم ثم رفض بعد ذلك الاجابة على الاسئلة غير تصريحه المقتضب.
&
ويبدو ان موقفه ازاء الصحافيين لم يتحسن الجمعة بسبب التعليقات الهازئة او المندهشة التي ترافقت مع كشف احد التدابير التي اقترحتها &الحكومة اليونانية على شركائها الاوروبيين لملء خزائن الدولة: اي &توظيف طلاب وربات بيوت او حتى سياح لفترات قصيرة وتجهيزهم بكاميرات خفية لمطاردة الذين يتهربون من ضريبة القيمة المضافة.
&
واسرعت الحكومة في الرد على الاتهامات "الهازئة" التي وجهها اليمين مؤكدة انه بعد مطاردة المتهربين من ضريبة القيمة المضافة "سنرى فعلا من هو المثير للسخرية ومن ليس كذلك".
&
وبالرغم من تحذيرات تسيبراس لم يكن فاروفاكيس الوحيد الذي اكثر من الكلام في الحكومة مجازفا باثارة الاستياء لدى الشركاء الماليين لليونان الذين تطالبهم اثينا بالمزيد من المال.
&
وهكذا لم يتردد وزير الخارجية نيكوس كوتزياس السبت في لاتفيا في التلويح بالخطر المتمثل بملايين المهاجرين غير الشرعيين وبينهم الاف الجهاديين الذين يتدفقون الى اوروبا ان تخلى الاتحاد الاوروبي عن اليونان. وقال مهددا "على شركاء اليونان ان يأخذوا ذلك بجدية اكبر بكثير".
&
والجمعة ايضا استخدم وزير الداخلية نيكوس فوتسيس تعابير عدائية بقوله في البرلمان "ان البلاد في حرب مع دائنيها".
&