شكا أسامة النجيفي، المكلف من الرئيس العراقي فؤاد معصوم بالاشراف على الاستعدادات لتحرير مدينة الموصل من سيطرة "داعش"، من عدم تسليح وتجهيز آلاف المتطوعين في معسكرات تحرير المدينة، رافضًا إرسال مسلحين من محافظات أخرى، معتبرًا أن تحريرها مسؤولية الجيش والبيشمركة وأبناء المدينة.


لندن: أشار أسامة النجيفي، نائب الرئيس العراقي، إلى أنّه منذ اللحظات الأولى لسيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل (375 كم شمال بغداد) قد "أعلنا بوضوح وبشكل متكرر أن تحرير الموصل مسؤولية وطنية وتاريخية وأهل الموصل أولى من غيرهم بأن يكونوا رأس رمح موجه إلى قلب الإرهاب،&فهم من عانوا وتشردوا ودمرت مساجدهم وكنائسهم وشواهدهم الحضارية وآثارهم وأضرحة الأنبياء والأولياء، وما زال القسم الأعظم من أهل الموصل أسرى في مدينتهم، لذلك ومع تقديرنا العميق لأي جهد يصب في محاربة داعش نقول: إن أهل الموصل أقدر من غيرهم على المواجهة ورد الحقوق وضرب من اعتدى على مدينتهم".

وأضاف النجيفي في تصريح صحافي اليوم، اطلعت على نصه "إيلاف"، أن عشرات الآلاف من شباب نينوى هم الآن في معسكرات التحرير سواء كانوا من الشرطة أو الحشد الوطني أو من أبناء العشائر "، وبرغم نداءاتنا المتكررة فما زال الرجال المقاتلون يشكون من نقص كبير في التسليح والتجهيز والأمور اللوجستية حيث أن وزارة الداخلية لم تسلح أفواج الشرطة الملتحقين في معسكر تحرير نينوى في حين تحظى معسكرات أخرى بأفضلية واضحة".

وحول قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس بإلغاء تجميد سراياه المسلحة استعدادًا لتحرير الموصل، قال النجيفي: "نقول لسماحة السيد مقتدى الصدر وسماحته محل تقدير واحترام لمواقفه الوطنية وبعده عن الطائفية بأن أهل الموصل ليسوا متراخين إنما يشكون ظلم ذوي القربى، فلا تسليح ولا دعم&، والتلكؤ أوضح من اثبات وجوده&، وهي مناسبة أن ندعو سماحة السيد مقتدى الصدر والمرجعية الدينية ورؤساء الكتل والكيانات للضغط على الحكومة من أجل أن تتيح لأهل نينوى حق وواجب تحرير محافظتهم&، فالأعذار كثيرة والتلكؤ قائم حتى باتت الشكوك تحوم حول الأسباب الحقيقية لعدم تلبية حاجات محافظة نينوى في التسليح والتجهيز".

وشدد بالقول "اننا نرحب بقواتنا من الجيش العراقي الباسل ليمارس دوره في التحرير، ونرحب بقوات البيشمركة كظهير للحشد الوطني في تحرير نينوى لكن أن يأتي اخوان لنا من محافظات متعددة ويحضون بالتسليح والتجهيز في حين لا يحظى الموصليون بذلك، فإن الأمر يثير الريبة ويدعونا إلى البحث عن الأسباب الحقيقية لا التبريرات والمسوغات التي لا تقنع أحدًا"، في اشارة إلى متطوعي الحشد الشعبي الشيعي.

وشدد على أن الموصل سقطت لخيانة وتخاذل من كان مكلفًا بحمايتها من القادة العسكريين، "فقد منعوا أهل الموصل من حقهم في الدفاع عن مدينتهم، وكان كل مواطن يلاحق إذا ما احتفظ بقطعة سلاح شخصية وحين جاء يوم الواجب في الدفاع عن المدينة في وجه عصابات هربوا وتركوا المدينة تئن من الألم". واكد قائلاً: "نحن وطنيون ولسنا طائفيين ونؤكد على الحكومة العراقية أن تتعامل مع ملف التحرير على أساس وطني لا غير وسنكون شاكرين لأي جهد يصب في هذا الهدف".

سرايا الصدر تبحث مشاركتها بتحرير الموصل

وفي وقت سابق اليوم، وتنفيذاً لتوجيهات مقتدى الصدر لقادة تياره الصدري وسرايا السلام المسلحة التابعة له، بالتنسيق مع القيادة العسكرية للمشاركة في تحرير الموصل، فقد بحث رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية القيادي الصدري حاكم الزاملي برفقة قياديين في سرايا السلام مع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي آلية اشتراك السرايا في عملية تحرير الموصل من تنظيم "داعش"، وتهيئة المستلزمات والآليات الكفيلة بانجاح المعركة ورفع مستوى التنسيق بين تشكيلات سرايا السلام وقوات الجيش العراقي،&والقطعات الامنية المشاركة في عملية التحرير ودعم الصدر الكامل للقوات الامنية وبذل الجهود لتقوية الجيش العراقي والحكومة في الحرب ضد الارهاب.

وكان الصدر انهى امس تجميد سرايا السلام المسلحة ووضعها تحت تصرف الجيش للمشاركة في عمليات تحرير الموصل، موضحًا أن اشتراك سرايا السلام سيكون بالتنسيق مع الجيش والحكومة والحشد الشعبي، وفقًا لما ترتضيه المرجعية والشعب.

وأكد أن اشتراك السرايا في تحرير الموصل "سيقلل من التصاعد الطائفي والاحتقان ضد السنة بعد التصرفات الوقحة من بعض الميليشيات التي تسيء إلى سمعة الإسلام والمذهب ، مطالباً عناصر السرايا البقاء على التجميد إلى حين الانتهاء من التحضيرات وعدم التدخل في الأمور السياسية والعمل المدني وعدم مسك الأرض بل تحريرها فحسب.

واليوم الاثنين، أعلن محافظ نينوى وعاصمتها الموصل اثيل النجيفي خطة مدنية تترافق مع الخطة العسكرية المنتظرة لتحرير نينوى، قال انه قدمها إلى مجلس المحافظة، في مقدمتها ضرورة الاستعداد لتوفير المستلزمات الانسانية لموجات نزوح جديدة منتظرة.&

وقال النجيفي إنه قدم الخطة إلى المجلس خلال استضافته له موضحًا انه دعا المجلس بتوفير الاعتمادات المالية لبعض تفاصيل هذه الخطة، التي اشار إلى أنّها تتضمن اربعة محاور: انسانية واقتصادية وامنية مجتمعية وتعزيز الديمقراطية.

وأوضح على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الاثنين، واطلعت عليها "إيلاف"، أن& المحور الانساني يتعلق بالاستعدادات للنزوح المحتمل لاهالي مدينة الموصل اثناء العمليات العسكرية وتوفير الإيواء والغذاء لهم، إضافة إلى توفير الخدمات الضرورية الاخرى كالماء والصحة والطاقة.

أما محور الامن، وهو الامن المجتمعي، فيتعلق بتطمين المواطنين من حالات الاعتداء أو الانتقام والرسائل الإيجابية التي يجب ان تصل إلى المواطنين وسرعة فتح مراكز الشرطة وآليات احتواء المواطنين مع مقترح تقسيم قضاء الموصل إلى 11 قطاعاً،& ثمانية منها داخل مدينة الموصل، وتاسع إلى نواحي جنوب الموصل، وعاشر ناحية بعشيقة، والحادي عشر يضم ناحية المحلبية وحميدات الملغاة.

وأوضح النجيفي أن المحور الاقتصادي فيتضمن الاهتمام بطرق ضخ السيولة العاجلة للمواطنين بهدف دوران العجلة الاقتصادية، وكذلك الإسراع بفتح البنوك وصرف مستحقات المحافظة المتأخرة. في ما
يتعلق المحور الرابع بتعزيز الديمقراطية من خلال إنشاء مجالس للأحياء السكنية تنتج عنها مجالس للقطاعات ترتبط بمجلس القضاء. ودعا مجلس النواب إلى إصدار قانون لإجراء انتخابات الأقضية والنواحي في المحافظة خلال مدة لاتزيد عن ستة اشهر بعد التحرير.

وكان تنظيم "داعش" قد سيطر في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي على مدينة الموصل قبل أن يوسع في وقت لاحق سيطرته على مساحات شاسعة في شمال وغرب العراق، فيما تعمل حاليًا القوات العراقية وتشكيلات من المتطوعين وقوات البيشمركة الكردية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها التنظيم.