مقديشو: شنت حركة الشباب الاسلامية الخميس هجوما داميا على بيداوة كبرى مدن جنوب الصومال، وتحديدا على منطقة محصنة تضم مقر الحكومة المحلية والمقر العام للقوة الافريقية ومكاتب للامم المتحدة. وقتل جندي اثيوبي في هجوم الخميس وفق ما افاد مسؤول صومالي في قوات الامن في بيداوة ومصدر امني غربي وكالة فرانس برس.

ودان ممثل الامم المتحدة في الصومال نيكولاس راي الهجوم لافتا الى انه "خلف قتلى وجرحى في صفوف قوات الامن وعابرين مدنيين" من دون تفاصيل اضافية. وقال المصدر الامني الغربي ان خمسة مهاجمين حاولوا اقتحام مجمع الرئاسة الانتقالية في الولاية الاقليمية الجنوبية الغربية الواقع داخل المنطقة، لكنهم فشلوا. واضاف المصدر الذي رفض كشف هويته ان رئيس السلطة التنفيذية الاقليمية شريف حسن شيخ آدن بخير.

واوضح انه تم "اعتراض المهاجمين عند حاجز" للقوات الاثيوبية التابعة لقوة الاتحاد الافريقي في الصومال. وقتل ثلاثة من المهاجمين بتفجير انفسهم فيما تم القضاء على الرابع. اما الخامس فاصيب بجروح بالغة بحسب المصدر نفسه. وفي اتصال مع فرانس برس، تبنى المتحدث العسكري باسم الشباب عبد العزيز ابو مصعب الهجوم، مؤكدا انه استهدف "اجتماعا امنيا بين الرئيس آدن ومسؤولين اثيوبيين".

وقال المسؤول في الشرطة محمد ضاهر ان المهاجمين كانوا "يرتدون بزات عسكرية صومالية"، واطلقوا النار عند مدخل المنطقة المحصنة. وتولى آدن في كانون الاول/ديسمبر منصبه على راس الحكومة الانتقالية في المنطقة الجنوبية الغربية، وهي سلطة جديدة كلفت ادارة مناطق جنوبية في اطار الدولة الصومالية الفدرالية المقبلة.

وتشهد الصومال هذا العام استفتاء على الدستور تليه في العام المقبل اول انتخابات تعددية منذ اربعين عاما بهدف ارساء سلطة مركزية فعلية في هذا البلد. وتكبد متمردو حركة الشباب، الذين سيطروا في فترة معينة على كامل اراضي وسط الصومال وجنوبها، سلسلة من الانتكاسات العسكرية منذ اب/اغسطس 2011 ما ارغمهم على التخلي عن جميع معاقلهم تقريبا. لكنهم ما زالوا يسيطرون على مناطق ريفية شاسعة.

وتواجه حكومة الرئيس حسن شيخ محمود التي تولت الحكم في 2012 صعوبة كبيرة في ارساء سلطتها خارج مقديشو رغم التراجع العسكري للاسلاميين الشباب. وياتي هجوم الخميس غداة تفجير سيارة مفخخة استهدف فندقا على الارجح في العاصمة واسفر عن قتيل على الاقل.

واعتبر ممثل الاتحاد الافريقي في الصومال مامان سيديكو الخميس ان هذين الهجومين "محاولتان يائستان من الشباب لاكتساب اهمية بعد الهزائم الكبيرة التي لحقت بهم بيد الجيش الصومالي وقوة اميصوم". وكانت بيداوة الواقعة على مسافة حوالى 220 كلم شمال غرب مقديشو من اهم معاقل حركة الشباب بين كانون الثاني/يناير 2009 وشباط/فبراير 2012. ثم استعادتها القوات الاثيوبية التي دخلت الصومال في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 وانضمت بعدها الى قوة الاتحاد الافريقي.

وشهدت المدينة اعتداء مزدوجا في مطلع كانون الاول/ديسمبر اوقع 15 قتيلا، حين فجر انتحاري نفسه داخل مقهى ثم انفجرت عبوة بعد بضع دقائق فيما كان المسعفون ينتشلون الجرحى. وفي مقديشو، تمكن عناصر من الشباب يرتدون زي الجيش الصومالي في 25 كانون الاول/ديسمبر الفائت من دخول المقر العام للقوة الافريقية قبل ان يطلقوا النار داخله ويقتلوا اربعة اشخاص. ويشكل الشباب ايضا تهديدا للدول المجاورة للصومال. وقد شنوا هجمات دامية في الاعوام الاخيرة وخصوصا في كينيا.