غصّت المستشفيات الميدانية في سرمين بمصابين مختنقين بسبب استخدام النظام غاز الكلور في قصفه قرى في ريف إدلب الاثنين. وطالب الائتلاف المعارض معاقبة النظام على ذلك.

قال ناشطون سوريون إن عشرات حالات الاصابة بالغثيان نقلت إلى المستشفيات الميدانية في سرمين، في ريف إدلب، نتجت من استنشاق غاز كلور الذي انتقل بسرعة في المنطقة، في ظل ندرة معدات الوقاية، وعدم وجود كوادر طبية كافية تستوعب أعداد المصابين.
&
وطلبت هذه المستشفيات الميدانية مدها بالمضادات الطبية اللازمة لعلاج العوارض التي خلفها القصف بغاز الكلور، كما نصحت التنسيقيات المدنيين بعدم النزول إلى الملاجئ والطوابق الأرضية، فالغاز ينتشر على طبقة منخفضة من الأرض، وطالبتهم بالصعود للطوابق العليا، التي يصلها الغاز بنسبة أقل.&
&
عائلة كاملة
&
وأدى هذا القصف إلى وفاة عائلة بأكملها من مدينة سرمين، مكونة من أب وأم وجدة وثلاثة أطفال، جراء استنشاقهم غاز الكلور، بعدما فشلت محاولات إنعاشهم.
&
كما أصيب 25 طفلًا في قرية قميناس المتاخمة لسرمين بحالات اختناق، كما أكد طبيب في مستشفى سرمين الميداني.
&
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى في الأسبوع الماضي قرارًا يدين استخدام غاز الكلور في سوريا، وهدّد بفرض إجراءات تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال عدم احترام القرارات الأممية.&
&
وصادقت 14 دولة عضوا، بينها روسيا، على القرار، الذي اعتبر أن أي استخدام لغاز الكلور كسلاح في سوريا انتهاك لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وللقرار الدولي رقم 2118.
&
تقصي حقائق
&
وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مجلس الأمن الدولي بإرسال بعثة تقصي الحقائق بسرعة إلى ريف ادلب، وفتح تحقيق حول استخدام النظام لغاز الكلور، وشدد على ضرورة محاسبة المجرمين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، ضمن التدابير المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2118.
&
وأدان نائب رئيس الائتلاف هشام مروة بشدة الجريمة البشعة التي نفذها نظام الأسد في سرمين، مؤكدًا أن مسؤوليات مجلس الأمن الدولي توجب عليه تنفيذ بنود قراره الأخير 2209 والذي يقرر أن غاز الكلور سلاح كيميائي.
&

وقال بيان صادر عن مروة: "رغم تعهد نظام الأسد بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة، ورغم إصدار مجلس الأمن قراره رقم 2209 القاضي بإدانة استخدام غاز الكلور في سوريا، قام الأسد يقصف مدينة سرمين في ريف إدلب عبر طيرانه المروحي بأربعة براميل متفجرة، اثنان منها يحويان غاز الكلور، ما أدى إلى سقوط ستة مدنيين من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة نحو 70 آخرين بجروح وحالات اختناق من بينهم أعضاء في فرق الإنقاذ".
&
جرائم حرب
&
قالت منظمة العفو الدولية إن النظام انتهك القانون الدولي بقتله مدنيين، في قصف جوي على الرقة. وذكر التقرير الذي نشر الثلاثاء أن الغارات التي نفذها النظام على الرقة، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بين 11 و29 تشرين الثاني نوفمبر) الماضي، أودت بحياة 115 مدنيًا، بينهم 14 طفلًا، مصنفًا ذلك في لوائح جرائم الحرب، إذ استهدفت مسجدًا وسوقًا تجارية آهلة وأبنية مدنية.
&
قال فيليب لوثر، مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط: "بعض هذه الهجمات تستوفي أركان جرائم الحرب".&
&
ونقل التقرير عن شاهد عيان قوله إن الغارة التي استهدفت السوق التجارية في الرقة دمرت 40 مبنى، واستهدفت مسجدًا مكتظُا بالمصلين، وبين القتلى مسلحون وعدد كبير من المدنيين.
&
وأورد التقرير رد النظام على هذه الاتهامات بالقول إن الغارات استهدفت مقاتلي داعش، وهو ما رفضه لوثر قائلًا: "وجود عناصر التنظيم في المدينة لا يمنح الحق للقوات السورية بإلقاء القنابل على المنطقة، والمجازفة بسلامة المدنيين".
&
هجمات خاطفة
&
ميدانيًا، قال ناشطون سوريون إن قوات المعارضة اتبعت في معاركها الأخيرة في ريف اللاذقية أسلوب حرب العصابات، لتكبد قوات النظام وميليشياته خسائر كبيرة، مؤكدين أن عدد قتلى النظام وميليشياته في هذه المعارك تجاوز 150 قتيلًا، بينهم لبنانيون وإيرانيون وأفغان.
&
ونجح الثوار في طريقة هجومهم التي اتبعوها بمعارك اللاذقية، إذ في خضم المعارك بدورين قرب مدينة سلمى، باغت الثوار وعناصر جبهة النصرة قوات النظام، ودخلوا دورين عصرًا وقتلوا 15 مقاتلًا من ميليشيا الدفاع الوطني، بينهم قيادي من آل مخلوف، مستغلين المناخ العاصف، الذي حرم النظام من التغطية الجوية. وعاد الثوار أدراجهم من دون خسائر تذكر.
&
وكذلك شن الثوار هجمات خاطفة قرب قمة النبي يونس، أعلى قمم الساحل السوري، وسيطروا على ثلاث نقط استراتيجية، لا تبعد عن القمة سوى عشرات الأمتار، وكبدوا النظام عشرات القتلى، فيما فرّ الجنود مخلفين أسلحتهم وراءهم.
&
والفضل في ذلك أن الثوار من أبناء المنطقة، وهم أدرى بشعابها من مرتزقة الأسد، الذين أتى بهم النظام من لبنان والعراق وأفغانستان.
&
صواريخ حمص
&
في حمص، رد الثوار على إلقاء مروحيات الأسد براميل متفجرة على حي الوعر المحاصر باستهداف معاقل النظام والشبيحة في أحياء حمصية موالية بالصواريخ. وكانت حوامات الأسد ألقت ثلاثة براميل متفجرة الثلاثاء على حي الوعر، ما أدى إلى سقوط 3 قتلى وعشرات الجرحى كلهم مدنيون. وكذلك ألقت المروحيات البراميل المتفجرة على تلبيسة.
&
وفي ريف حمص الشرقي، دارت معارك عنيفة بين داعش والنظام على حاجزي ثنية الطيبة والسد على مداخل بلدة السخنة شرق مدينة تدمر. وتمكن داعش من السيطرة على حاجز الثنية وقتل وجرح عدد من عناصره، ثم انسحب منه بسبب القصف العنيف.
رد النظام بشن أكثر من 5 غارات جوية على محيط الثنية، وبعض الجبال المحيطة لا سيما جبل الضاحك.

&