مع تعهد الرئيس التركي بجعل الجيش التركي أكبر قوة رادعة في العالم، أثار مسؤول في حزبه ضجة، بعد تغريدة قال فيها: "استعدوا الخليفة قادم .. رجب طيب أردوغان".


نصر المجالي: قال الرئيس التركي طيب رجب أردوغان إن "تركيا دولة لها أهداف كبيرة، ومن ثم ينبغي أن تكون دولة كبيرة في المجالات كافة". أضاف أردوغان في الكلمة التي ألقاها، أمس الخميس، خلال زيارته لقيادة الأكاديميات الحربية التركية، الجمعة، والتي نُشرت على الموقع الإلكتروني للرئاسة التركية: "نحن عازمون على جعل جيشنا أكبر قوة رادعة في العالم والمنطقة، من خلال تعزيز صناعاتنا الدفاعية، وتزويده بأسلحة ومعدات من إنتاجنا نحن".

وأكد: "سنفعل هذا من خلال ما لدينا من تصورات خاصة بنا في المجالات كافة، فنحن مضطرون لنكون أقوياء بقواتنا المسلحة وصناعاتنا الدفاعية". واستطرد أردوغان، حسب ما نقلته وكالة أنباء (الأناضول) الرسمية، قائلًا: "ونحن مضطرون لأن نصبح قوة كبيرة، ليس فقط من أجل الحفاظ على أمن بلادنا، وإنما أيضًا من أجل كل الأخوة الذين عقدوا علينا آمالًا كبيرة".

أضارف شارحًا "ورغبتنا في أن نصبح قوة كبيرة ليس لنوايا ما نخفيها، كأن نكون طامعين في أراضي أي دولة، أو نرغب في شن هجوم على أحد، بل على العكس من ذلك، نريد أن نكون قوة كبيرة، حتى لا يطمع أحد في أراضينا نحن، ولا يفسد معيتنا وترابطنا التاريخي والجغرافي المستمر منذ 1000 عام".

وتابع الرئيس التركي: "إن لم نكن ننعم بالأمن والأمان، ولم تكن لدينا قوة رادعة، فإن مستقبنا يكون محفوفا بالمخاطر"، مشددًا على أنه دائمًا وأبدًا ما كان يقف بجوار القوات المسلحة وقادتها، وأنه مستمر في ذلك، وأضاف "سنواصل معًا تنفيذ العديد من المشروعات من أجل تجهيز قواتنا بأحدث المعدات".&

السلام الداخلي
وتطرق الرئيس التركي في كلمته إلى مسيرة السلام الداخلي، وأكد الحرص على المضي قدمًا فيها "وكل الذي يكفينا في هذه العملية هو حب الشعب ودعمه لنا، فجميع طوائف الشعب في كل الولايات شرقًا وغربًا يعقدون آمالًا كبيرة على هذه العلمية".

وقال: "ولا يمكن أن نخيّب آمالهم من خلال الالتفات إلى الاستفزازت التي نراها بين الحين والآخر طوال هذه المسيرة"، مضيفًا "نحن بكل إخلاص نريد التخلص من الإرهاب بلا رجعة، نريد أن ننعم بأجواء الاستقرار، وقادرون على حل مشاكلنا في إطار قانوني، ومناقشتها داخل الحدود السياسية المشروعة".

وأكد أردوغان قدرة تركيا على حل مشاكلها تزيد بشكل مضطرد مع تقدمها وتطورها اقتصاديًا، وديمقراطيًا، مشددا على أنه لا توجد لديهم أية مشكلة في ثقتهم بذاتهم، وبقدراتهم المختلفة على الأصعدة كافة، على حد تعبيره.

دولة قانون
وأوضح أن "تركيا ظلت دولة قانون ديمقراطية اجتماعية وعلمانية، على الرغم من كل الصعاب التي تعرّضت لها في الماضي"، مؤكدًا أنهم قادرون على حل المشاكل كافة التي تواجههم من خلال تبني هذه المبادئ مجتمعة من دون الاستغناء عن أي منها.

وتابع الرئيس التركي "لذلك أنا أقول إن تركيا لا يمكن أن تتوقف عن مواصلة نضالها في مجالي الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتركيا لن تتراجع عن العلمانية، التي تضمن حرية العقيدة لمواطنيها، وتركيا ستسمر في تحقيق الرفاهية لمواطنيها، بحكم كونها دولة اجتماعية، كما سنحافظ على مبدأ دولة القانون بحساسية بالغة، وسنكون أوفياء في ذلك".

ولفت أردوغان التركي إلى أنه عازم على المضي قدمًا في تخطي العقبات كافة التي تعترضهم في مسار التوجه إلى تحقيق أهداف العام 2023، موضحًا أن مسيرة السلام الداخلي، تعتبر واحدة من أخطر المنعطفات على هذا المسار، وأنهم يبذلون كل ما في وسعهم من أجل إنجاحها.&

يذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا كانت انطلقت قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، وأوجلان، المسجون في جزيرة "إمرالي"، في بحر مرمرة منذ عام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقا، وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.

شملت المرحلة الأولى من المسيرة: وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً. وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية إلى تعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين في العودة، الذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة على العودة، والانخراط في المجتمع.

وكان عبدالله أوجلان، دعا في 28 فبراير (شباط) الماضي (من خلال النائب البرلماني التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي "سري ثريا أوندر") قيادات المنظمة، إلى عقد مؤتمر طارئ خلال فصل الربيع، "لاتخاذ قرار تاريخي بالتخلي عن العمل المسلح".

الكيان الموازي
بخصوص الكيان الموازي، ذكر الرئيس التركي أن الدولة التركية بدأت منذ استشعار خطورة ذلك الكيان، في اتخاذ التدابير اللازمة كافة للتصدي له، مستعرضًا بعض المحاولات التي خطط لها الكيان من أجل الانقلاب على الحكومة التركية في العامين 2013، و2014.

وذكر أردوغان أن عناصر الكيان الموازي استهدفوا جهاز الاستخبارات التركي من خلال الإبلاغ عن 3& شاحنات تم إيقافها في 9 يناير (كانون الثاني) 2014، إثر الاشتباه في حمولتها، على الطريق الواصل بين ولايتي "أضنة"، و"غازي عنتاب"، في جنوب البلاد، حيث تبيّن لاحقًا أن الشاحنات تحمل مواد إغاثية متجهة إلى تركمان سوريا، برفقة عناصر من الاستخبارات التركية كانت مكلفة بتأمين وصولها بسلام.

وأضاف الرئيس التركي: "فهذه عمليات خططوا لها لاستهداف ضباطنا وجنودنا وقادة الجيش، بتخطيطهم للعمليات نفسها التي خططوا لها للإطاحة بالحكومة ومسؤولين مختلفين"، مشيرًا إلى أنه لم يكن راضيًا على الإطلاق عن علميات اعتقال عدد من القادة الأتراك على خلفية قضية "المطرقة".

الخليفة قادم
إلى ذلك، أثار مسؤول محلي في حزب العدالة والتنمية، الحاكم، في تركيا جدلًا واسعًا عقب تغريدة على حسابه على موقع "تويتر"، قال فيها "استعدوا للخليفة" الرئيس رجب طيب أرودغان، وفقًا لما نقلته صحيفة "حريات" اليومية التركية الناطقة بالإنكليزية.

وحسب موقع (سكاي نيوز عربية) جاءت تغريدة رئيس الفرع الإقليمي للحزب في مقاطعة سيرت شرقي البلاد، فؤاد أزغور جلبكولو، في تغريدته التي أطلقها قبل أيام، ردًا على تصريحات مناهضة لأردوغان.

وقال فؤاد إن خصوم أردوغان زعموا في الماضي أنه، أي أردوغان "لن يصبح حتى زعيمًا لقرية"، لكنه نجح في الواقع في الوصول إلى رأس السلطة في تركيا. وأضاف: "والآن يقولون إنه لن يصبح رئيسًا (بموجب النظام الرئاسي)، الخليفة قادم، استعدوا"، مشيرًا إلى أردوغان بوصفه "الرجل الطويل"، كما هو حال الكثيرين من أنصاره.

وبعد الجدل الذي أثارته التصريحات، عاد المسؤول الحزبي لتوضيح أن فهمه لموضوع "الخليفة" مختلف، بحسب بيان صدر منه الخميس. وأضاف: "إنني أستخدم هذه الكلمة (الخليفة) للإشارة إلى القائد، الذي بيده حل كل المشكلات، ويدير المؤسسات والهيئات في بلده، الزعيم المستقل ونصير المظلومين في العالم، وحامي المقهورين، الجيد والناجح والرائد.. الذي يتمتع بنظرة مستقبلية".

وأكد أنه عبّر عن وجهة نظره بصورة سلمية، وينبغي أن "تحترم الآراء بموجب حرية الفكر والتعبير". يشار إلى أن المسؤول الحزبي قام لاحقًا بحماية صفحته على تويتر، بحيث لم تعد الصفحة مفتوحة لمن يريد، وإنما للمتابعين له فقط.

&