قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إنه لا يريد البقاء لولاية ثالثة، مؤكدا أن قيادة جديدة ستكون أمرا جيدا. ومن المتوقع أن تثير تصريحات كاميرون تكهنات حول من سيخلفه.

لندن: أكد رئيس الوزراء البريطاني أنه لا يريد البقاء ولاية ثالثة في منصبه "لأن زوجين جديدين من العيون وقيادة جديدة ستكون أمرا حسنا". &
وقال كاميرون في مقابلة مع بي بي سي، إن هناك آخرين مؤهلين لخلافته بينهم وزير الخزانة جورج اوزبورن، ووزيرة الداخلية تيريزا ماي وعمدة لندن بوريس جونسون. &
وتابع قائلًا إنه يشعر بما يكفي من اللياقة والصحة الجيدة للاضطلاع بمهام عمله، وانه متحمس للبقاء خمس سنوات أخرى، ولكنه لا يعتزم الاستمرار أبعد من ذلك في ولاية ثالثة. وقارن كاميرون منصب رئيس الوزراء بمن يتناول قطعة حلوى، اثنتان منهما لذيذتان ولكن الثالثة ستكون إفراطًا. &
&
ويعتبر اعتراف كاميرون غير معهود من السياسيين الذين يتوخون الحذر عادة، حين يتعلق الأمر بالحديث عن تنحيهم خشية التسبب بعدم استقرار سياسي.&
وتوقع مراقبون أن تثير تصريحات كاميرون تكهنات بشأن خلفه، وهي قضية من المرجح أن تستأثر باهتمام البرلمان القادم، في حال فوز المحافظين في انتخابات أيار (مايو) المقبل. &
&
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها كاميرون عن ولاية ثالثة في رئاسة الحكومة. &وكان الافتراض السابق أنه سيتنحى عام 2018 بعد إجراء استفتاء على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر في مقر رئيس الوزراء أن ما قاله كاميرون "لا يعني قطعًا انه لن يخوض دورة ثالثة من الانتخابات، بل ما يقوله إنه لن يبقى 15 سنة في المنصب، خذوا مارغريت ثاتشر وتوني بلير ـ ان 15 سنة وقت طويل". &
وقال كاميرون إنه يعتزم البقاء خمسة أعوام كاملة أخرى، ويشعر بما فيه الكفاية من اللياقة لأداء مهام عمله، وانه متلهف للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقبلة، وسيصاب بخيبة أمل إذا لم يفلح في ذلك. &
ولكنه عندما سُئل إن كان مستعدًا للبقاء ولاية ثالثة قال "كلا أنا أعتزم البقاء ولاية ثانية". واشار إلى تحسن الاقتصاد البريطاني قائلا "أُريد ان أُكمل المهمة". &
وعن المرشحين لخلافته قال كاميرون ان وقتا يأتي حين يكون زوج جديد من الأعين وقيادة جديدة امرا جيدا. واضاف ان لدى حزب المحافظين رعيلا "عظيما" بينهم وزيرة الداخلية تيريزا ماي، ووزير الخزانة جورج اوزبورن، وعمدة لندن بوريس جونسون مؤكدًا مؤهلاتهم لمنصب رئيس الوزراء.&
&
وليس من عادة رؤساء الوزراء البريطانيين ان يدلوا بتصريحات مثل تصريحات كاميرون عن مستقبلهم السياسي. إذ أصرت ثاتشر على انها ستبقى "وتبقى" اجلا غير مسمى قبل ان تتنحى في حين ان توني بلير اثار غضب وزير الخزانة في حكومته غوردن براون باعلان نيته في البقاء ولاية ثالثة بعد انتخابات 2005.&
وخاضت ثاتشر صراعات مريرة داخل حزبها قبل أن تُدفع إلى التنحي في حين ان عقد بلير في الحكم أخذ ينحدر بعد سنته السادسة وخاصة في اعقاب الغزو الاميركي ـ البريطاني للعراق عام 2003. &وأُجبر بلير في النهاية على التراجع عن البقاء ولاية ثالثة كاملة وسط ضغوط شديدة عليه من براون. &
وقلل كاميرون من شأن الاشارات القائلة ان اصوله وانتماءه إلى الطبقات المرفهة تجعل من الصعب عليه التواصل مع الناخبين. &وقال ان البريطانيين يحكمون على الشخص بقدرته على أداء المهمة وليس بأصوله الاجتماعية.&
واتهم حزب العمال كاميرون بالغطرسة حين اعتبر انتخاب البريطانيين له والبقاء ولاية ثانية مسألة مفروغا منها.&
&