قبيل مباحثات يجريها في واشنطن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع الرئيس الأميركي أوباما منتصف الشهر المقبل، أجرى وفد من البنتاغون مباحثات في بغداد اليوم للتعرف على احتياجات العراق التسليحية حيث دعا وزير الدفاع إلى تسريع عمليات تسليح قوات بلاده.. فيما رفض نائب الرئيس العراقي المالكي اتهامات بترايوس له بالمسؤولية عن ظهور تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

لندن: أجرى وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في بغداد مباحثات عسكرية مع مدير وكالة الأمن الدفاعي والتعاون في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الفريق ريكسي والوفد المرافق له تناولت سبل تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين وخاصةً برنامج المبيعات الأميركية ( أف أم أس) حيث أوضح الجانب العراقي حاجته الماسة إلى الطلبات العسكرية من العتاد والسلاح الأميركي.

وشدد الوزير العراقي على ضرورة اختصار الوقت في تجهيز القوات العراقية بما تحتاجه من عتاد وسلاح نظرا لان البرنامج يتميز بطول فترة التجهيز كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمته "إيلاف" اليوم الاربعاء.

&ومن جهته بين القائد الأميركي الذي كان يرافقه السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز بأن بلاده تبذل قصارى جهدها في توفير المساعدة الأساسية والضرورية وتلبية المتطلبات العسكرية والتسليحية للجيش العراقي.

وتأتي المباحثات في وقت يستعد فيه القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الوزراء حيدر العبادي لإجراء مباحثات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بواشنطن في 14 من الشهر المقبل تتناول الجهود المشتركة لمواجهة الارهاب والتعاون في المجالين العسكري والأمني وتوفير الدعم والتسليح للقوات العراقية في حربها ضد تنظيم "داعش".

وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا يضم عشرات الدول العربية والاجنبية لدعم ومساندة القوات الامنية العراقية والكردية في مواجهة تنظيم "داعش" الذي سيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.

وتعد الولايات المتحدة الأميركية من ابرز مصادر تسليح العراق والتي أعلنت في الثاني من الشهر الماضي تزويدها العراق بشحنة تسليحية جديدة شملت 21 مليونا وستمئة الف اطلاقة فضلا عن ستة وثلاثين الف صاروخ وثلاثة آلاف وسبعمئة قذيفة توزعت على عشرة ملايين اطلاقة من عيار خمسة فاصلة خمسة وعشرين ملم وسبعة ملايين وخمسمئة اطلاقة عيار سبعة فاصلة اثنين وستين ملم اربعة ملايين اطلاقة عيار صفر فاصلة خمسين ملم بالأضافة إلى ستمئة الف اطلاقة بندقية.

وتضمنت الصفقة ايضا صواريخ متنوعة توزعت على الف وخمسمئة صاروخ هيل فاير وخمسة وثلاثين الف صاروخ حجم اثنين فاصلة خمسة وسبعين بوصة.. كما ضمت خمسة عشر الف قذيفة دبابة عيار مئة وعشرين ملم وثلاثة وعشرين الف قذيفة مدفعية عيار مئة وخمسة وخمسين ملم اثنين وعشرين الف قذيفة هاون عيار ستين ملم وعشرة آلاف قذيفة هاون عيار واحد وثمانين ملم بالأضافة إلى ثلاثمائة الف قذيفة مضادة للدبابات عيار اربعين ملم شديدة الإنفجار وثنائية الغرض واربعة آلاف رمانة يدوية.

فيديو لاجتماع وزير الدفاع العراقي مع مدير وكالة الأمن الدفاعي والتعاون في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الفريق ريكسي:


المالكي يهاجم بترايوس: لست مسؤولا عن ظهور داعش

إلى ذلك، رفض نائب الرئيس العراقي نوري المالكي اتهامات الجنرال ديفيد بترايوس رئيس جهاز المخابرات الأميركية السابق الذي قاد قوات بلاده في العراق بين عامي 2006 و2007 له بالمسؤولية عن ظهور تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

وقال متحدث باسم المالكي إن التصريحات التي ادلى بها الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس والتي تحمل في طياتها الكثير من الاتهامات الباطلة ضد الحكومة السابقة التي كان يرأسها المالكي وتحميلها مسؤولية وجود داعش في العراق تمثل عملية تضليل متعمد او غير متعمد للرأي العام المحلي والدولي.

وأضاف المتحدث في تصريح صحافي حصلت "إيلاف" على نصه ان بترايوس "غفل وتناسى النجاح الساحق للحكومة السابقة في التصدي للعصابات الخارجة عن القانون والتنظيمات الارهابية ودون تمييز بين الطوائف والمذاهب والتي حظيت بالكثير من الدعم والإعجاب عند المراقبين حتى عند الادارة الأميركيه، ولا سيما عندما كان بترايوس قائدا عسكريا للقوات الأميركية في العراق آنذاك وشهد بنفسه الكثير من الانتصارات الوطنية الكبرى التي حققتها القوات العراقية بحيادية كاملة سواء في البصرة والانبار أو مدن العراق الاخرى".

وأشار إلى أنّ الحكومة العراقية السابقة كانت قد زوّدت&الادارة الأميركية مرارا بمعلومات تفصيلية تتعلق بقيام تنظيم داعش الإرهابي باقامة معسكرات في مناطق قرب الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، وطالبت الحكومة الأميركية الوفاء بالتزاماتها تجاه العراق طبقا لاتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين، لكن الادارة الأميركية التزمت جانب التسويف والمماطلة.

ثالثا: ان هذه التصريحات الصادرة من مسؤول سابق في الادارة الأميركية تعكس حالة من الإرباك التي يظهرها بعض القادة السابقين في الادارة الأميركية، وتعد تدخلا مضر بالعلاقات بين البلدين وأنها ستبقى عامل اثارة للفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي من خلال الإيحاء بوجود تهميش واقصاء لإحدى المكونات العراقية، في الوقت الذي يقف جميع العراقيين صفا واحدا في خطوط المواجهة ضد تنظيمات داعش الارهابية الا من راهن على داعش لأغراض سياسية ومصالح حزبية وطائفية.

وأضاف "ان موقف بترايوس يثير الاستغراب والتساؤل عن دوافعه كما ان بترايوس والإدارة الأميركيه الحالية والسياسيين العراقيين يدركون ان الذي مهد الطريق لدخول داعش في سوريا كان بتدبير من تنظيم القاعدة وليس نحن".

وكان الجنرال ديفيد بترايوس قد اتهم الاثنين الماضي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالتسبب في نشوء تنظيم "داعش" وتهميش المكون السني.. وأشار إلى أنّه بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية عام 2011 همشت سياسات المالكي المكون السني منددا بطريقة تعامل المالكي مع المتظاهرين السلميين في الأنبار والحويجة ما أدى إلى حياد المكون السني عن العملية السياسية.

كما أكد بترايوس أن القوة العراقية التي تقاتل تنظيم "داعش" حاليا يجب أن تكون لديها الشرعية والمقبولية من قبل أهالي المنطقة.. موضحا انه من الضروري إحياء عملية المصالحة وتشكيل قوات صحوة في الأنبار ومناطق الفرات ومناطق دجلة أيضاً.. وقال ان كل هذه الأمور يمكن لرئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي فعلها.