أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير مدينة تكريت بالكامل ورفع العلم العراقي فوق مبنى المحافظة.. فيما أعلنت القوات المشتركة تحرير جميع القصور الرئاسية في المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" اضافة الى المجمع الحكومي والمستشفى العام.
لندن: أعلن القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي عصر اليوم عن تحرير مدينة تكريت بالكامل ورفع العلم العراقي فوق مبنى محافظة صلاح الدين. وشدد بالقول انه تم "تحرير مدينة تكريت بشكل كامل". وأضاف أنه تم أيضاً "رفع العلم العراقي فوق مبنى محافظة صلاح الدين".
وفي تصريح صحافي وزعه مكتبه الاعلامي واطلعت على نصه "إيلاف" فقد استعرض رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي التطورات والنتائج الميدانية في عملية تحرير محافظة صلاح الدين في بداية الجلسة الاعتيادية للحكومة التي عقدت صباح اليوم. وقال " ان قواتنا الامنية وصلت الى مركز مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) وحررت الجانبين الجنوبي والغربي وتتحرك للسيطرة على كامل المدينة".
وأكد ان عملية تحرير تكريت تتم بجهود مشتركة من قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي وابناء عشائر واهالي مدينة تكريت (التي يقطنها حوالي 400 الف نسمة) وبغطاء جوي وقصف مركز من القوة الجوية العراقية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي لعصابات داعش، مشيدا بشجاعة الطيارين العراقيين.
وشدد العبادي على أن تجربة تكريت الناجحة ستتكرر في بقية المناطق لما حققته من نتائج ميدانية وعلى الصعيد الانساني وحماية المدنيين الى اقصى حد الى جانب قلة الخسائر في القوات الامنية العراقية. ومن جانبه أكد مصدر امني في محافظة صلاح الدين ان الاشتباكات المسلحة في مدينة تكريت شبه منهية.. فيما اعلن رئيس مجلس محافظة صلاح الدين احمد الكريم ان بشرى تحرير المدينة بالكامل ستزف قريبا.
العبادي يؤكد احترام حقوق الانسان في المناطق المحررة
كما أكد العبادي أن "خطتنا العسكرية لتحرير مدننا من سيطرة إرهابيي داعش تنطوي على توجيهات مشددة لاحترام حقوق الانسان والحفاظ على سلامة المدنيين والاملاك والمنشآت ما جعل رجالنا موضع الترحيب الكبير من اهالي المناطق المحررة بعد تخليصهم من الارهابيين".
وجاء ذلك خلال اجتماع للعبادي في بغداد اليوم مع وفد من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي برئاسة السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ بحضور السفير الاميركي في بغداد ستيوارت جونز حيث نوقشت العلاقات بين البلدين وسير عمليات القوات العراقية في تحرير المدن من تنظيم داعش والجهود الدولية لمساعدة البلاد في هذه الحرب.
وشدد العبادي على اهمية تطوير وتعميق العلاقات بين البلدين وان لا تقتصر على الجانب الامني بل تتعداه إلى مختلف القطاعات وقال "إننا في الوقت الذي نحرر فيه المدن نركز على اهمية احترام حقوق الانسان وان قواتنا تلاقي الترحيب الكبير من اهالي المناطق المحررة بعد تخليصهم من العصابات الإرهابية".
بدوره ثمن الوفد "الانجازات المتحققة من قبل الحكومة العراقية برئاسة العبادي خلال المدة القصيرة الماضية من عمرها وبالانتصارات المتحققة ورؤية رئيس الوزراء الاصلاحية للبلد" كما نقل عنه بيان صحافي للمكتب الاعلامي للعبادي.
&
&طرد مقاتلي داعش من القصور الرئاسية
وعلى الصعيد نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن إن قوات الشرطة الاتحادية تمكنت الثلاثاء من تحرير المجمع الحكومي ومبنى المحافظة والمراكز الأمنية الاخرى والقصور الرئاسية جميعها وعددها 13 قصراً.
وأضاف أن العمليات العسكرية في تكريت اصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) اسفرت عن قتل عشرات الانتحاريين وتدمير عدد كبير من عجلات مقاتلي "داعش" وتفكيك عشرات العبوات. وأشار إلى رفع العلم العراقي فوق مبنى محافظة صلاح الدين وسط تكريت وقتل 40 عنصراً من عناصر "داعش".
والقصور الرئاسية في تكريت أو مجمع القصور الرئاسية هو مجموعة من القصور التي شيدها الرئيس السابق صدام حسين ابان فترة حكمه للعراق في مدينة تكريت وبعد سقوط نظامه تحولت إلى ادارات حكومية وبيوت مسؤولين حكوميين. وشيد صدام قصوره هذه على الساحل الأيمن لنهر دجلة بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 واستمر بناؤها خمس سنوات.
وعلى الجانبين الشمالي والجنوبي وجزيرة وسطية في نهر دجلة بنى صدام حسين مجمع قصوره الرئاسية على أطراف تكريت مسقط رأسه، ليراها البعض انها شيدت كفردوس على الأرض، ويبدو انه لم يكن يتوقع مغادرتها يوما. ومجمع قصور تكريت واحد من نحو عشرة مجمعات رئاسية في عموم العراق ويعد أكبر المجمعات بعد المجمع الرئاسي في بغداد فهو يضم أهم قصرين وهما قصر الفاروق الذي كان قد تعرض للقصف الأميركي خلال عام 2003 وقصر ذو الفقار الذي تحول إلى بناية حكومية.
ويغطي مجمع القصور الرئاسية الذي تتصدره بوابة ضخمة مساحة اربعة كيلومترات مربعة من ارض تكريت ويبعد عنها خمسة كيلومترات فقط. وتحيط بالقصور بحيرات صناعية وجزر وحدائق غناء وطرق وممرات فيما تجسد تصاميمها الهندسية مراحل متعددة من تاريخ الفن المعماري، وفيها تطعيمات زخرفية مغربية وأندلسية حُفرت ونُقشت على أحجار من أفضل أنواع الرخام في العالم.
وحول سير العمليات في تكريت فقد أشار مصدر أمني إلى أنّ القوات المشتركة من الجيش والشرطة والاتحادية والحشد الشعبي تتقدم نحو وسط تكريت من ثلاثة محاور: الأول من منطقة الديوم غربي تكريت ووصلت إلى محطة القطار وتوقفت هناك.. والثاني هو الجنوبي ووصلت فيه تلك القوات إلى مستشفى تكريت ومبنى المحافظة وسجن التسفيرات.. والثالث هو الشمالي حيث تمكنت القوات المشتركة من السيطرة على مناطق حي الطين وكراج نقل المسافرين والقادسية.
&وأشار إلى أنّ القوات المشتركة اطقلت امس واليوم خلال مهاجمة الاهداف الحيوية في تكريت حوالى 200 صاروخ وقذائف هاون ثقيل على تجمعات "داعش" وبدأت بعدها عملية الاقتحام الليلة الماضية والتي تخللتها حرب شوارع واشتباكات مع عناصر التنظيم أدت إلى مقتل 35 عنصراً منهم على الاقل جميعهم من العرب والاجانب.
وامس أعلنت ميليشيا "عصائب أهل الحق" اليوم عن عودة مشاركتها وباقي فصائل الحشد الشعبي للمتطوعين ضد تنظيم "داعش" في معارك تحرير تكريت اثر اتفاق مع رئيس الوزراء حيدر العبادي تضمن ايقاف تدخل قوات التحالف الدولي.
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة نعيم العبودي إن "فصائل المقاومة المتمثلة بعصائب اهل الحق، وكتائب حزب الله، وقوات بدر، اجتمعت مع رئيس الوزراء حيدر العبادي واتفقت معه على عدة نقاط أبرزها استئناف مشاركتها في معارك تحرير تكريت".
وأضاف العبودي في تصريح لوكالة المدى أن "رئيس الحكومة تفهم قرار تعليق الفصائل مشاركتها في معارك تكريت بسبب تدخل التحالف الدولي"، مشيراً إلى أن "العبادي اتفق مع قادة الفصائل على مطالبة التحالف الدولي ايقاف ضرباته ليتسنى عودة مشاركة الحشد الشعبي في معارك تحرير تكريت".
وأوضح الناطق باسم عصائب أهل الحق أن "الاتفاق مع رئيس الحكومة تم أيضاً على عدم مشاركة فصائل المقاومة بأي معركة يتدخل فيها التحالف الدولي".. مبيناً أن "الاجتماع مع العبادي، جاء بعد دعوة المرجعية الدينية في النجف الأشرف، إلى ضرورة التنسيق والتفاهم بين فصائل المقاومة والقوات الأمنية والحكومة، وعدم التقاطع بينهم". واوضح أن "عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وبقية الفصائل أرسلت منذ الأمس، تعزيزات إضافية إلى تكريت استعداداً لاقتحامها.
وكانت بعض فصائل الحشد الشعبي أعلنت انسحابها احتجاجاً على مشاركة واشنطن في الهجوم العسكري لاستعادة صلاح الدين من مسلحي "داعش" إذ انسحبت ثلاث قوى مسلحة من أرض المعركة بعد بدء الهجوم الأميركي الذي انطلق ليلة الأربعاء الماضي.
وكان قائد عمليات محافظة صلاح الدين ومركزها تكريت الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قال في تصريح صحافي الاسبوع الماضي إن مشاركة التحالف الدولي "ضرورية" في عملية استعادة مدينة تكريت (170 كم شمال العاصمة بغداد)، حيث تتقدم القوات الأمنية بشكل "بطيء" في مواجهة القنص والعبوات الناسفة التي زرعها "داعش".
يذكر أن القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر، باشروا منذ الاول من الشهر الحالي بعملية أمنية واسعة لتطهير محافظة صلاح الدين من تنظيم "داعش" واستطاعت هذه القوات تحرير مناطق العلم والدور والبو عجيل وجلام سامراء والفتحة وعدد آخر من المناطق التابعة للمحافظة.
التعليقات