اندلعت حرب كلامية عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي حول تبني مقتل عزة الدوري منذ يوم الجمعة الماضي بين كل من كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وفصائل عراقية أخرى.
عبد الرحمن الماجدي: تدور خلافات بين عناصر الحشد الشعبي في العراق منذ أن أعلن مقتل نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين في السابع عشر من الشهر الجاري بشأن الجهة التي قتلته.
فعصائب أهل الحق كانت أول من تبنى مقتل عزة الدوري يوم الجمعة الماضي من خلال المتحدث باسم الحركة نعيم العبودي الذي أعلن في بيان خاص بالحركة أن "المقاومة الاسلامية عصائب اهل الحق نفذت عملية نوعية في محافظة صلاح الدين تمكنت خلالها من قتل المجرم عزة الدوري"، مشيراً إلى أن العملية تمت من قبل عصائب العلم وعصائب الجبور الذين انضموا مؤخراً للحركة.
وقبل أن تصل جثة الدوري الى العاصمة بغداد تسابقت فصائل مسلحة أخرى للاحتفال بإعلان مقتله&على شاشات التلفزة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تصريحات لقادتها توحي أنها هي من نفذت العملية، مثل منظمة بدر، حيث قال أمينها العام بدر هادي العامري، إن العمل جارٍ على التأكد من جثة الدوري عبر مطابقة بصماته وفحص حمض الـ DNA الخاص به، مبينًا أن مقتله تم في المنطقة المحصورة بين ناحية العلم وجبال حمرين.
وكذلك كتائب حزب الله التي عرضت في اليوم التالي شريط فيديو قصيراً في قناتها الاتجاه، يظهر جثة الدوري مسجاة على محفة معدنية تفتحها أكف بقفازات طبية مع تركيز الكاميرا على مقاتلين بزي مرقط& يحمل شارة كتائب حزب الله، ليرد في اليوم التالي عبر قناة العهد التابعة لعصائب أهل الحق القيادي جواد الطليباوي شاهراً مسدس عزة الدوري الذي قال إنه غنمه من الدوري بعد قتله ويهديه "الى المرجعية الدينية والشعب العراقي".
أعلنت وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود أن الوزارة لم تتسلم جثة نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري حتى يوم الاحد 19 نيسان (أبريل). وبعد يوم من جولة التسابق على تبني مقتل الدوري صرح المتحدث باسم كتائب حزب الله جعفر الحسيني لـ "رويترز" أن النتائج النهائية تثبت أن الجثة تعود "للمجرم عزة الدوري".
وأشار إلى أن الكشف عن الحمض النووي جرى في مستشفيات خاصة بكتائب حزب الله. ولم يكشف عن تفاصيل بشأن مكان هذه المستشفيات، مضيفاً "نحن متأكدون مئة بالمئة."& وقال إن الجثة سوف تسلم الى الحكومة العراقية يوم الاثنين 20 نيسان.
عصائب العلم
وقال أحد قادة كرحة النجباء المنشقة عن عصائب أهل الحق لـ "إيلاف" إن من قتل الدوري مجموعة عصائب العلم من مقاتلي عشيرة الجبور الذين انضموا الى الحشد الشعبي تحت لواء عصائب أهل الحق.
وشرح هذا القيادي تفاصيل مقتل الدوري واللغط الذي دار حول تبني مقتله، حيث قال إن مجموعة مسلحة مكونة من عدد من السيارات ذات الدفع الرباعي تعرضت في منطقة العلم لموقع تابع لعصائب العلم بإطلاق نار كثيف ثم ولت هاربة باتجاه جبال حمرين فلحقتها مجموعة منهم بوابل ناري كثيف أصاب عجلتين من المهاجمين، وقتل كل من فيهما.
وعندما فتش المقاتلون جثث المهاجمين كانت المفاجأة بوجود جثة عزة الدوري بين الجثث في إحدى السيارات ليزفوا البشرى لقائدهم خالد جبارة الذي نقلها لقادة العصائب من السنة والشيعة. فطلبت المجموعة التي قتلت الدوري بهدية أولية كانت عبارة عن تسع سيارات ذات دفع رباعي تسلمها جبارة، حسب قوله، لتصل الجثة مقر العصائب في العلم ويعيدون تفحص الجثة ومصادرة ما كان لدى الدوري من بينها سلاحه الشخصي.
ويضيف المتحدث لـ "إيلاف" أن القيادي في عصائب العلم خالد جبارة طلب من مقاتلي العصائب مهلة دقائق ريثما يملأ خزان سيارته الحوضية ذات الدفع الرباعي بالوقود من محطة قريبة. لكنه حين عاد لم تكن جثة الدوري في حوزته، ليخبرهم أنه وجد نفسه في كمين نصبه مقاتلون من كتائب حزب الله طلبوا منه جثة الدوري شاهرين أسلحتهم فسلمها لهم تجنباً لنشوب قتال بين الكتائب والعصائب يفوت على الجميع فرحة مقتل الدوري قائلاً: "هل نتقاتل من أجل جيفة؟".
وأضاف أن المستشفى الذي نقل اليه عناصر الكتائب جثة الدوري هو مستشفى عراقي استجابت إدارته لطلب فحص الجثة وتصويرها.
باع الجثة!
لكن القيادي في النجباء أخبر "إيلاف" عن شكوك لدى قادة في العصائب من أن يكون جبارة الذي حمل جثة الدوري قد باعها لكل من العصائب والكتائب، خاصة أنها فرصة كبيرة له تمكنه من جني أرباح كبيرة وتمنح من ادعى تبنيه مقتل الدوري سمعة أكبر لدى مناصريه.
مراقبون لفتوا الى أن الحكومة العراقية الغائب الأكبر عن نزاعات مقتل الدوري تاركة الأمر الى الميليشيات لتفض نزاعاتها حول جثة الدوري التي لم تتسلمها الى الآن، وهو ما&يبين السطوة الكبيرة لهذه الفصائل المسلحة في العراق، خاصة أنها باتت الوحيدة التي لديها القدرة على الوقوف بوجه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" بعد تكرار مناشدات قادة في الجيش والشرطة العراقيين بضرورة أن يتقدمهم مقاتلو الحشد الشعبي في معاركهم ضد داعش.
ويضيف هؤلاء المراقبون لـ "إيلاف" أن ما يجري في العراق من سطوة للفصائل المسلحة هو تأسيس للدولة العميقة التي تتجذر اليوم في العراق، حسب قولهم. يذكر أن محافظ صلاح الدين رائد الجبوري أعلن، في وقت يوم الجمعة 17 نيسان 2015، عن مقتل الدوري بعملية استباقية في محافظة صلاح الدين بمنطقة حمرين.
&
التعليقات