بعد 90 عامًا من الاحتلال الإيراني، لم تعد قضية الاحواز منسية، هذا ما أكده مؤتمر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز الذي عقد على مدى يومين في مدينة لاهاي الهولندية، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات العربية.

إيلاف - متابعة: اختتم يوم الاحد، في مدينة لاهاي الهولندية، مؤتمر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، والذي استمر لمدة يومين، تحت شعار "90 عاماً من النضال للتحرر من الاحتلال الفارسي"، وسط مشاركة العديد من النشطاء الأحواز والعرب، وعدد كبير من الشخصيات العربية من وزراء وسفراء ونواب برلمانيين ومفكرين وباحثين وإعلاميين ومسؤولي أحزاب، يمثلون كل التوجهات السياسية والفكرية في العالم العربي.

وعقدت أعمال المؤتمر الدولي على مدار يومي السبت والأحد الماضيين، لحشد الدعم والتضامن العربي والدولي مع "نضال الشعب العربي في مناطق الأحواز في قضيته العادلة من أجل نيل حريته من الاحتلال الفارسي".

الاحتلال الإيراني

قبع إقليم الأحواز تحت حكم الخلافة الإسلامية منذ انتصار المسلمين على الفرس في معركة القادسية، وحتى الغزو المغولي، ثم نشأت الدولة المشعشعية العربية، وحصلت على اعتراف الدولة الصفوية والخلافة العثمانية كدولة مستقلة إلى أن نشأت الدولة الكعبية (1724- 1925) فحافظت على استقلالها حتى سقطت على يد الشاه بهلوي.

ففي عام 1920، اتفقت بريطانيا مع إيران على إقصاء أمير الأحواز (عربستان) وضم الإقليم إلى إيران، حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزغل الكعبي، ومن بعدها صارت الأحواز محل نزاع إقليمي بين العراق وإيران، وقد أدى اكتشاف النفط في الأحواز إلى تصارع القوى المتعددة للسيطرة عليها.

ويعد السبب الأقوى لاحتلال إيران لهذه المنطقة هو أنها غنية بالموارد الطبيعية من النفط والغاز وخصوبة الأراضي، التي يصب فيها نهر كارون، ومنطقة الأحواز هي المنتج الرئيس لمحاصيل مثل السكر والذرة في إيران، وتساهم الموارد المتوافرة في هذه المنطقة (الأحواز) بنحو نصف الناتج القومي الصافي لإيران وأكثر من 80% من قيمة الصادرات في إيران.

وتأسست حركة النضال العربي لتحرير الأحواز سنة 1999، من قِبل مجموعة من أبناء شعب الأحواز، ثم بدأت كفاحها المسلح ضد إيران في عام 2005.

عاصفة الحزم

وبعد انطلاق عمليات عاصفة الحزم، التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد ميليشيات الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن في 26 اذار، صعّد سُكّان إقليم الأحواز من تحركاتهم للمطالبة بحقوقهم في تحدٍ كبيرٍ للسلطات الإيرانية التي تنتهج العنف ضد سكان الإقليم.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز عادل صدام إن الدول العربية اظهرت تفاعلاً كبيرًا مع قضيتهم، وبرز ذلك من خلال مشاركة شخصيات سياسية ونشطاء بارزين، مؤكدًا أن توقيت المؤتمر كان مناسباً من حيث التزامن مع عاصفة الحزم التي يدعمها.

وقال صدام إن قضيتهم تجاوزت الكثير من المراحل، وأبرز مرحلة تجاوزتها هي مرحلة النسيان ودخلت مرحلة الظهور فلم تعد قضية منسية.