يقول محللون سياسيون لـ" إيلاف" إن عاصفة الحزم تمكنت من تحقيق أهدافها، وأزالت خطر الميليشيات الحوثية، مشيرين إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد عودة العملية السياسية في ظل اعتراف الحوثيين بسلطة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.

الرياض: اعتبر محللون أن مرحلة ما بعد "عاصفة الحزم" وانطلاق عمليات "إعادة الأمل" ستكون حساسة ودقيقة للغاية، وسترسم ملامح اليمن إما جهة البناء والإنماء أو العكس، مشيرين إلى أن الرئيس عبد ربه منصور سيكون هو المشرف على عملية ومراحل الانتقال السياسي بين مكونات المجتمع اليمني، حتى تشكيل حكومة توافقية.
&
وأكد محمد عبد السلام مدير مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية في صنعاء ان انتهاء عاصفة الحزم لا تعني انتهاء العمليات العسكرية، بل تغير الأولويات والأهداف وما جرى هو انتقال من مرحلة إلى أخرى ‏عن طريق عملية "إعادة الأمل" بأهداف جديدة تهتم بالبناء أكثر.

وقال عبد السلام في حديثه لـ "إيلاف" المرحلة الجديدة سيكون أولوياتها إعادة العملية السياسية والبدء في عملية إنسانية.

&سيناريوهات

وأشار إلى أن السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة، تتفرع إلى اتجاهين، الأول العودة للعملية السياسية مع وجود مبادرة وافق عليها الحوثيون وحزب علي صالح للعودة إلى الشرعية، الثاني عدم تنفيذ الحوثيين ما طلب منهم في غضون المدة المحددة للانسحاب من المدن وتسليم السلاح الثقيل والانخراط في العمل السياسي، وهو ما سوف يؤدي إلى عقوبات دولية تحت البند السابع.

وفي ما يتعلق بالرئيس عبد ربه منصور هادي، قال عبد السلام انه الرئيس الشرعي للدولة، و سيظل في الواجهة للإشراف على مرحلة الانتقال حتى إجراء الانتخابات والعمل بالدستور، مشيرا إلى أن هادي لديه نائب يحمل صلاحيات كبيرة تخوله إدارة الكثير من المهام والمسؤوليات، مع احتمال تشكيل مجلس عسكري لتسيير شؤون الجيش والجهات الأمنية حتى الإعلان عن حكومة توافقية.

&وكانت دول التحالف قد أعلنت، الثلاثاء، انتهاء عملية عاصفة الحزم وبدء عمليات "إعادة الأمل"، وذلك بعد إزالة التهديدات الموجهة للسعودية ودول الجوار، إثر تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني.

على أهبة الاستعداد

وبدوره، أوضح الدكتور أنور عشقي، رئيس مركز الشرق للدراسات الإستراتيجية إن عاصفة الحزم أثبتت أنه بالإمكان حسم المعركة عن طريق الحرب الجوية دون تدخل بري، فقد حققت عاصفة الحزم أهدافها العسكرية وتمكنت من السيطرة على الجو والبحر.

وقال عشقي في حديث لـ "ايلاف" إن دول مجلس التعاون أكدت في مجلس الأمن أنه لا مجال لإيقاف إطلاق النار في اليمن ما لم يلتزم الحوثيون بالقرار الأممي الذي يطالبهم بالتخلي عن السلطة وتسليم السلاح.

وحول توقعاته للمرحلة المقبلة، قال الدكتور عشقي إن الخطوط العامة تشير إلى تعليق العاصفة وبداية إعادة الأمل، وعودة السلطة الشرعية لليمن، وهي مرحلة حساسة فيما ستبقى قوات التحالف والقوات السعودية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي اختراق لقرارات مجلس الأمن.

وبيّن أن ساعة الصفر لإعادة الأمن والسلام إلى ربوع الأمة العربية قد بدأت باليمن وستحافظ الأمة العربية والإسلامية على أمنها القومي.

الحزم حقق أهدافه

وقال الأكاديمي اليمني، توفيق عبد الهادي أوضح أن الأهداف المعلنة من عاصفة الحزم تحققت من خلال اعتراف الحوثيين بسلطة الرئيس الشرعي والجلوس مع الحكومة على طاولة الحوار، مشيرا في حديثه لـ "إيلاف" أن توقف عاصفة الحزم جاء بناء على طلب الحكومة اليمنية و الرئيس الشرعي، فهذا يعني أن الطرفين توصلا لاتفاق لكن هذا لا يعني عدم اللجوء للقوة في حال الضرورة.

وأكد عبد الهادي أن الفترة المقبلة ستشهد بزوغاً للدور السياسي، حيث سيكون هو الطاغي، وان اليمنيين سيكونون هم الفاعلين في هذا الشأن، مبينا ان الحكومة الشرعية بدأت من اليوم في تحركات لإعادة التواصل مع القوى اليمنية في إطار تشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما ستكون بالتأكيد السعودية ودول التحالف العربي داعمة ومساندة لمراحل الانتقال السياسي في السلطة.