قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا تمر بفترة حرجة للغاية، على الساحتين الداخلية والخارجية، ومعنية بحزام النيران الذي يطوقها، وأكد من جانب آخر&أن النظام السياسي الجديد الذي يسعى إليه سيكون بطعم العسل.


نصر المجالي: شدد أردوغان في كلمة له في مركز "أتو كونغريسيوم" للمؤتمرات، في أنقرة، على أن التحول إلى نظام رئاسي في تركيا هو بمثابة الانطلاق بسرعة نحو الأمام بالاستفادة من دفع جريان التيار، وأن على تركيا التخلص من النظام الحالي الذي يستنزفها من خلال التجذيف بعكس التيار.

وقال إن تركيا لم تعد قادرة على مواصلة الطريق بعربة مهترئة بات وقودها موشكًا على النفاد.
واضاف إردوغان يوم الخميس إن الرئاسة القوية التي تتمتع بسلطات تنفيذية والتي يسعى إلى تطبيقها في تركيا لا تشبه الدكتاتوريات الآسيوية أو الأفريقية لكنها ستكون "مثل نحلة ... تأخذ شيئا من كل زهرة" فتنتج عسلا فريدا.

تفرد تركيا

وأضاف أن النظام الجديد "ستنفرد به تركيا. سيكون مثل نحلة تصنع العسل وتأخذ شيئا من كل زهرة فتعطينا مذاق عسل مختلفًا فعلا".

ويضع حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي شارك إردوغان في تأسيسه هذه المسألة في قلب برنامجه للانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من يونيو (حزيران) المقبل.

وقال إردوغان إن التفويض الشعبي الذي ناله عندما فاز بالانتخابات الرئاسية العام الماضي بنسبة 52 في المئة من الأصوات يظهر أن الأجواء في تركيا مهيّأة للتحول عن النظام البرلماني الحالي.

لا أغلبية

ورغم أن حزب العدالة والتنمية في طريقه للبقاء كأكبر حزب بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن المخاوف المتعلقة بالنظام الرئاسي المقترح يمكن أن تحرم الحزب من الأغلبية الكبيرة التي يحتاجها من أجل تغيير الدستور دون الحاجة إلى أي استفتاء أو دعم أحزاب أخرى.

ويسعى إردوغان لتغيير الدستور لتعزيز صلاحيات الرئيس وهو شيء يقول معارضوه إنه سيعزز حكمًا يرونه بالفعل شموليا على نحو متزايد، وكان منصب الرئيس (شرفيًا) إلى حد كبير، لكن إردوغان كسر هذا التقليد واحتفظ بقبضة قوية على الحياة السياسية.

ووجه إردوغان كلامه بوضوح إلى المنتقدين الذين يتهمونه بالتعنت وحتى للمتعاطفين الذين يخشون أن يؤدي نظام دستوري جديد إلى تقليص الحريات الديمقراطية التي تدور الشكوك حولها بالفعل.

حزام النيران

وحسب ما نقلته عنه وكالة أنباء الأناضول الرسمية، قال إردوغان: "إن تركيا معنية بحزام النيران الذي يطوقها، بالتزامن مع استمرار استعار نيران المعارك في دول الجوار حيث تستعر نيران الحرب في سوريا والعراق في الجنوب، وأوكرانيا في الشمال، فيما لا تزال المشاكل التي تخلقها المنظمة الإرهابية الانفصالية والحزب السياسي الذي يأتمر بأمرها (في إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي المعارض ذي الأغلبية الكردية) تشكل تهديدًا على مستقبل البلاد".&

وأشار إردوغان إلى أن "رئاسة الشؤون الدينية، هي المؤسسة المعنية بإيجاد الحلول للقضايا الدينية التي تعني المجتمع، والشعب التركي هو من سينظر في قضية أولئك الذين يطلقون على أنفسهم صفة السياسيين، ويهددون بإلغاء مؤسسة رئاسة الشؤون الدينية في حال وصولهم إلى السلطة في البلاد، مطلقين الشتائم والهجمات على قيمنا الدينية والإيمانية".

تحقيق الأغلبية

وتابع الرئيس التركي: "لم ندّخر جهدًا في السعي لإعداد دستورٍ جديدٍ للبلاد، لكن أحزاب المعارضة وعلى رأسهم المعارضة الرئيسية (حزب الشعب الجمهوري) لم تتوان عن وضع كل أنواع العوائق من أجل إفشال المشروع".

وطلب اردوغان من الرأي العام التركي دعم تحقيق الأغلبية البرلمانية لتتمكن تركيا من تأسيس دستور جديد. وشدد على أنه يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، وأنه لا يطلب من الرأي العام إعطاء أصواته لحزب بعينه لتحقيق الغالبية البرلمانية (400 مقعد في البرلمان) بل يطلب منه الإجماع على أي حزب ومنحه غالبية برلمانية تخوله إعداد دستور جديد للبلاد.

وفي الختام، أشار إردوغان إلى أن الدولة التركية اتخذت خلال اجتماع مجلس الأمن القومي في أنقرة يوم أمس، مجموعة من القرارات اللازمة، لمكافحة المنظمات التي تعمل على تشتيت شمل الأمة، وحرق رايتها، وتقسيم وطنها، وبث فيروساتها في جسد الدولة، وعلى رأسها تنظيم "الكيان الموازي"، منوهاً إلى أن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن القومي تم إرسالها للحكومة من أجل مباشرة تنفيذها.