دونيتسك: يتهم زعيم المتمردين الموالين لروسيا الكسندر زاخارتشنكو في مقابلة مع وكالة فرانس برس كييف "بتجاهل اتفاقات مينسك بشكل كامل" ولا يستبعد استئناف القتال في شرق اوكرانيا.

وقال "رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية" التي اعلنها الانفصاليون الموالون لروسيا قبل عام "بالتأكيد كييف تنتهك اتفاقات مينسك واستئناف المعارك ليس مستبعدا". واضاف ان "تحركات السلطات الاوكرانية تثبت ان كييف تتجاهل بالكامل هذه الاتفاقات".
&
وكانت منظمة الامن والتعاون في اوروبا ذكرت الاربعاء انها "لاحظت ارتفاعا في انتهاكات وقف اطلاق النار في منطقة دونيتسك".
&
وتحدثت عن اطلاق قذائف هاون ودبابات ومدفعية وحتى قائفات صواريخ متعددة الرؤوس غراد على الرغم من وقف اطلاق النار الذي اعلن في شباط/فبراير في اطار اتفاقات مينسك التي تهدف الى انهاء النزاع المستمر منذ عام واسفر عن سقوط ستة آلاف قتيل.
&
وزاخارتشنكو (38 عاما) الذي انتخب على رأس "جمهورية دونيتسك" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في اقتراع اعتبرته روسيا وحدها شرعيا، يستقبل ضيوفه ببزة عسكرية في مكتب مزين بايقونات وصورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
&
اما هاتفه النقال فيرن لحن لنشيد الوطني الروسي.
&
ويلمح القائد المتمرد الى ان جمهورية دونيتسك يمكن ان تطلق بنفسها الاعمال العدائية لتستعيد بعض المدن التي كانت تسيطر عليها وانتقلت الى سلطة كييف بعد الهجوم الاوكراني الصيف الماضي وخصوصا مرفأي ماريبولو وسلافيانسك.
&
وقال "يجب استعادة الاراضي المحتلة موقتا. من الافضل ان يتم ذلك بوسائل سلمية"، مؤكدا ان اتفاقات مينسك تنص على عودتها الى "جمهورية دونيتسك" تلقائيا.
&
واضاف ان "الخلاف الاساسي بيننا وبين كييف هو اننا نتفهم انه يجب اجراء اصلاح دستوري في اوكرانيا تعاد لنا عن طريقه الاراضي المحتلة موقتا. نحن نعيش بشكل مستقل ونبني علاقاتنا مع كييف كما يحلو لنا".
&
وتابع "اتفهم انهم في كييف لديهم طريقتهم لتفسير هذه الاتفاقات بشكل مختلف تماما عن فهمنا".
&
ويبدو ان مفهومه لاتفاقات مينسك بعيد قليلا عن النص الذي وقعه المتمردون الموالون لروسيا وموفدو الحكومة الاوكرانية بوساطة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
&
فزاخارتشنكو يرى ان اتفاقات مينسك "اعترفت بجمهورية دونيتسك الشعبية كدولة"، بينما يقضي النص "بالغاء المركزية" لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك المتمردتين بعد اصلاح الدستور الاوكراني قبل نهاية السنة الجارية.
&
اما فيما يتعلق بمراقبة الحدود مع روسيا التي يفترض ان تعود بالكامل الى اوكرانيا "في كل منطقة النزاع" حسب نص الاتفاق، فهي امر غير قابل للنقاش بالنسبة لزاخارتشنكو.
&
وقال متسائلا "لماذا سيكون على اوكرانيا مراقبة الحدود؟ حرس الحدود التابعون لنا هم الذين سيقومون بمراقبتها طبقا لاتفاق مينسك"
&
ويسيطر المتمردون على اكثر من 400 كلم من الحدود مع روسيا.
&
ونفى زاخارتشنكو بشكل قاطع ان تكون روسيا ترسل وحدات او معدات لمساعدة المتمردين كما تؤكد كييف والغربيون. وهو يتحدث عن وجود "متطوعين روس فقط بينهم عسكريون سابقون او عسكريون استقالوا وجاؤوا ليقاتلوا".
&
ومثل كثيرين غيره من مسؤولي المتمردين، يشعر زاخاراتشنكو ببعض الحنين للاتحاد السوفياتي السابق بقوله انه "الاتحاد السوفياتي كان بلدا عظيما وتدميره من قبل السي آي ايه (وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية) واجهزة الاستخبارات الاخرى كان خطأ كبيرا".
&
واضاف ان "اوروبا ودولا اخرى كان تخاف منه الى درجة الهلع".