جاء قرار البرلمان الباكستاني، الجمعة، بعدم إرسال قوات للمشاركة في "عاصفة الحزم"، التي تقودها السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، بعد خمسة أيام من النقاش والمشاورات الكثيفة.
نصر المجالي: قالت مصادر برلمانية باكستانية إن القرار الذي اتخذه البرلمان بالإجماع غير ملزم لحكومة نواز شريف "لكن من المستبعد جدًا أن تتحدى الحكومة القرار". يذكر أن صاحب القرار كان غلام إسحق خان وزير المال والعضو البارز في الرابطة الإسلامية، وهي الحزب الحاكم بزعامة نواز شريف، الذي يجد نفسه الآن في وضع محرج مع السعودية، التي كانت استضافته العام 1999 لعشر سنوات، حين انقلب عليه رئيس الأركان السابق والرئيس لاحقًا الجنرال برويز مشرف.
وعلى الرغم من إعلان حكومة نواز شريف دعم التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وإرسالها وزير دفاعها خواجه عاصف إلى الرياض للتحادث مع القادة السعوديين، فإنها في المقابل وجدت نفسها في الأسبوع الماضي أمام خيار دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية.
جهود دبلوماسية
وشهدت إسلام أباد في الأيام القليلة الماضية محادثات مع مسؤولين أتراك وإيرانيين في محاولة لفتح الطريق للجهود الدبلوماسية وصولًا إلى حل سلمي للأزمة اليمنية.& واستقبلت العاصمة الباكستانية، الخميس الماضي، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي تحادث مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، وقائد الجيش راحيل شريف ومستشار الأمن القومي، بشأن الازمة في اليمن.
خلال المحادثات، أكد نواز شريف خلال المحادثات الحاجة إلى التفكير في سبل ووسائل إنهاء النزاع بأسرع وقت "بطريقة سلمية"، وفق بيان صادر من مكتبه. إلى ذلك، فإن البرلمان الباكستاني حث يوم الجمعة حكومة نواز شريف إلى بدء العمل مع مجلس الأمن للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي لتحقيق وقف لإطلاق النار في اليمن.
وكان الجيش الباكستاني، الذي حكم البلاد لأكثر من نصف تاريخها، قد قال إنه سيحترم قرار الحكومة المدنية، التي تسعى إلى إرضاء السعودية حليفتها من جانب، وإيران جارتها المعارضة بشدة للتدخل السعودي في اليمن من جانب آخر.
توترات طائفية
وجادل معارضو التدخل العسكري الباكستاني في اليمن بالقول إن البلاد منهمكة أساسًا في عمليات عسكرية كبرى خاصة بها ضد المتشددين الإسلاميين بما في ذلك حركة (طالبان) الباكستانية، وهم يرون أنه لا يمكن التورط في أية عمليات عسكرية في اليمن" نتيجة لذلك. كما يخشى كثيرون من أن مشاركة باكستان في عمليات عسكرية في الخارج وخاصة في (عاصفة الحزم) تزيد من لهيب التوترات الطائفية داخل البلاد.
وشهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في الهجمات التي تنفذها جماعات سنية متشددة مسلحة ضد الأقلية الشيعية في باكستان، بما في ذلك التفجيرات المدمرة للأحياء وأماكن العبادة.
عامل مهم
ويرى مراقبون من جانب آخر، أن هناك عاملًا ثالثًا مهمًا يجعل المشاركة العسكرية في العمل العسكري أمرًا غير مستساغ لإسلام أباد، وهو حاجتها إلى الحفاظ على العلاقات مع جارتها الغنية بالغاز في إيران، والتي تأمل أن يساعد& تخفيف& العقوبات الدولية ضد إيران في تخفيف&نقص الطاقة المزمن.
وفي الختام، فإنه رغم رفض المشاركة في (عاصفة الحزم) والالتزام بالحياد في المسألة اليمنية، وهو أمر يراه المحللون مخيّبًا للآمال السعودية، فإن البرلمان الباكستاني عبّر عن دعمه الكامل للمملكة العربية السعودية، وأكد أنه في حالة انتهاك سلامة أراضيها أو وجود أي تهديد للحرمين الشريفين، فإن باكستان ستقف كتفًا بكتف مع السعودية وشعبها.&
&
&
برلمان باكستان على الحياد في أزمة اليمن |
&
التعليقات