نفت وزارة الدفاع المصرية مشاركة أي قوات برية في حرب "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين &في اليمن، كما نفت سقوط قتلى في صفوف الجيش المصري في العمليات العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية. بينما قال خبراء عسكريون إن العمليات العسكرية الجوية والبحرية في اليمن تسير بشكل جيد، وتؤتي ثمارها بسرعة، واستبعدوا لجوء قوات التحالف إلى التدخل برياً. واعتبروا أن التهديدات الإيرانية بتفجيرات في الرياض تؤشر الى نجاح العمليات، وهزيمة الحوثيين.



صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال المتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، إن القوات المسلحة المصرية لم تشارك بأية قوات برية في الحرب، ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. ووصف تداول معلومات في هذا الصدد بأنها "حرب المعلومات".
&
وأوضح في بيان له: "في إطار إستغلال بعض الجهات المعادية لحروب الجيل الرابع (حرب المعلومات) بغرض التأثير على الأمن القومي المصري، تم رصد بعض المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الإجتماعي والتي تتناول إستشهاد وإصابة عدد من جنود القوات المسلحة المصرية، أثناء إشتراكهم في عملية (عاصفة الحزم) في دولة اليمن الشقيق".
&
وأضاف: وفي هذا الصدد تؤكد القوات المسلحة على الآتي: لا صحة مطلقاً لهذه المعلومات المتداولة". وتابع: "سبق وأن تم الإعلان في بيان رئاسة الجمهورية بتاريخ 26 / 3 / 2015 عن مشاركة القوات المسلحة المصرية، بعناصر من القوات البحرية والجوية فقط، ضمن قوات التحالف المكون من دول مجلس التعاون الخليجي، وعددا من الدول العربية والإسلامية في عملية (عاصفة الحزم)".
&
لا قوات برية في اليمن
&
ونفى وجود قوات برية في اليمن، وقال: "لا تواجد لأي قوات برية مصرية ضمن القوات المشاركة في عملية (عاصفة الحزم) حتى الآن". ونشرت وسائل إعلام مصرية مؤخراً، أنباء حول نقل شركة مصر للطيران جنودا وضباطا مصريين إلى أرض المملكة العربية السعودية، للمشاركة في عمليات برية ضد الحوثيين في اليمن، كما نشرت أنباء عن مقتل عدد من العسكريين في المعارك الدائرة لاستعادة الشرعية في اليمن.
&
وفي السياق نفسه، قال خبراء عسكريون إن العمليات العسكرية تسير بشكل جيد، ولا حاجة للتدخل البري، معتبرين أن البديل الذي تقوم به السعودية هو تدريب وتسليح القوات الموالية للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي.
&
وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، إن العمليات العسكرية في اليمن تسير بشكل جيد، مشيراً إلى أن &الضربات الجوية والحصار البحري المفروض على الحوثيين، وعمليات تزويد أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي تؤتي ثمارها.&
&
تخطيط جيد
&
وأضاف لـ"إيلاف" أن ليست هناك أي حاجة في الوقت الراهن إلى إنزال قوات برية إلى اليمن، مستبعداً أن تقدم قوات التحالف على هذه الخطوة، لأن العمليات الحالية تعتمد على استراتيجية وأهداف محددة مسبقاً. وأوضح أن الخطة الموضوعة هي تقليم أظافر إيران في اليمن، وإجبار الحوثيين على العودة إلى المسار السياسي والإشتراك مع باقي الفصائل السياسية في إدارة شؤون الدولة.
&
واعتبر أن النجاح المتحقق حالياً، يؤكد أن الحرب تم التخطيط لها جيداً من قبل السعودية، مشيراً إلى أن الخليجيين لديهم خبرة واستطلاعات عالية وقواعد اشتباك قائمة.
&
وقلل من المعلومات المتدولة بشأن فشل التحالف أو التهديدات الإيرانية بشن حرب ضد السعودية وتفجيرات في العاصمة الرياض، معتبراً أن هذه التهديدات تؤشر الى تحقيق نجاح واضح في العمليات، وليست مؤشراً الى الفشل.
&
وحسب وجهة نظر اللواء محمود سعيد، الخبير العسكري، فإن إنزال قوات برية في اليمن، سوف يكرر سيناريو الحرب اليمنية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، محذراً من خطورة هذه الخطوة، لا سيما أن بعض اليمنيين المتعاطفين مع الحوثيين سوف ينظرون إليها على أنها غزو لأراضيهم، وسوف تستغلها إيران لحشد الشيعة في شتى بقاع الأرض لقتال السنة في اليمن، وتتحول إلى بؤرة طائفية جديدة. وأضاف لـ"إيلاف" أن قوات التحالف تدرك جيداً مخاطر التدخل برياً في اليمن، مستبعداً أن يتم اللجوء إلى هذا السيناريو.
&
ولفت إلى أن البديل عن التدخل البري الذي تقوم به السعودية وقوات التحالف هو تدريب وتسليح الفصائل السياسية المؤيدة للشرعية في اليمن، من أجل استعادة شرعية الرئيس هادي، واستعادة الأراضي التي احتلتها الميلشيات الشيعية بقوة السلاح.
&
بينما اتهم المهندس محمد صلاح زايد رئيس حزب النصر الصوفي، الغرب وإيران بمحاولة اضعاف القوة القتالية للجيوش العربية ونشر الفوضى في المنطقة وصولا للتقسيم.
&
وأضاف زايد في تصريح أرسله إلى "إيلاف" أن إيران تمتلك مفاتيح التنظيمات والميليشيات الإرهابية مثل حزب الله والحوثيين والتي تجاوزت الخلافات الأيديولوجية لتحقيق مصالح الغرب بالتعاون مع منظمات من المفروض أن تكون سليمة مثل حماس والقاعدة وداعش والإخوان، لافتا إلى أن الطائفية بالنسبة لطهران وسيلة وليست غاية.
&
إيران نشرت الفوضى
&
وقال زايد، إن إيران نجحت في نشر الفوضى وإضعاف الجيوش العربية دون أي خسارة، مؤكدا أن الغرب هو المستفيد الأول والأخير بفضل إيران وميليشياتها.
&
وأشار زايد إلى أن إيران استغلت رفض السعودية للعرض الذي قدمه أسامة بن لادن بأن تكون القاعدة ذراعا عسكرية للسعودية، وسحبت منه الجنسية وغادر إلى السودان ليكون فريسة للمخابرات الإيرانية من خلال الملحق العسكري الإيراني في السودان، وأيضا استغلت إيران عداء الغرب لحماس ومقاطعتها وقامت بدعمها ماديا حتى استحوذت عليها.
&
وطالب زايد بالعمل على احتضان حركة المقاومة الاسلامية حماس، وإتمام الصلح الفلسطيني مؤكدا أن مصر والسعودية يمكنهما القيام بهذا الدور، ويكون ذلك صفعة لإيران تعادل "عاصفة الحزم".
&
كما طالب زايد بدعم لبنان والشرعية الليبية والمقاومة الشعبية في اليمن، والإسراع بتكوين القوة القتالية المشتركة، لافتا إلى أن كل ذلك يضعف& قوة المشروع الغربي الإيراني، وما يحيط بالمنطقة العربية.
&
ودعا زايد الشعوب المغرر بها من إيران بحجة دفاعها عن آل البيت، أن تعلم أن إيران تتاجر بهم، مشيرا إلى أنها تتحالف الآن مع القاعدة وداعش وحماس والإخوان، وهم محسوبون على السنة وعلى السلفية الجهادية، مؤكدا أن ما يحدث الآن يندرج تحت "المصالح تتصالح".