&خرج عشرات آلاف المعلمين الإيرانيين في تظاهرات احتجاجًا على تدهور أوضاعهم المعيشية، فيما اعتقلت السلطات الإيرانية الصحافية والناشطة الحقوقية نرجس محمدي.
&
أسامة مهدي : ازاء تدهور الاوضاع الاقتصادية في ايران وهبوط معدلات مرتباتهم الى تحت خط الفقر، نظم عشرات الآلاف من المعلمين الايرانيين تظاهرات في طهران والاحواز و12 مدينة أخرى مطالبين بتحسين اوضاعهم.
وبناء على دعوة مسبقة تجمع امام مبنى البرلمان الايراني في طهران منذ صباح الخميس آلاف المعلمين في وقت انتشرت قوات مكافحة "الشغب" في الموقع حيث حاولت ترويع المعلمين ومنعهم من التجمع بعد ان تجاوز عددهم ظهر اليوم العشرة آلاف معلم وهو في ازدياد مستمر.
وأبلغ مصدر ايراني معارض في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية "إيلاف" أن المعلمين المحتجين حملوا منشورات وكتيبات كتب عليها "أصرخ بملء الفم مهما حصل في أجواء العاصفة والاضطهاد"، و"أطلقوا سراح رسول بداقي"، و"المعلم يقظ ويكره التمييز".
&
الأسباب&
&
وتأتي انتفاضة المعلمين هذه المتصاعدة منذ اكثر من شهر احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية التي يعانون منها جراء تعمّق آثار العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد وتراجع أسعار النفط، &فيما اعتبره كثيرون الانعكاس الأول لمأزق الحكومة الخارجي على الجبهة الداخلية.
&
اشتعال&
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد ان تشعبت الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إيران وانعكست على فئة المعلمين الذين ينظمون احتجاجات واسعة في مدن البلاد المختلفة على تردي مستواهم المعيشي.&
وتتخوف السلطات الايرانية من تحول احتجاجات المعلمين الى شرارة تنتقل إلى فئات أخرى في المجتمع الإيراني، وتشعر الحكومة بالقلق من انتقال عدوى الاحتجاجات إلى النقابات العمالية والموظفين الحكوميين الذين يعانون هم أيضا من تراجع مدخولاتهم .
وقال بعض المعلمين في طهران إن سبب احتجاجهم يعود بالأساس إلى التمييز الممارس ضدهم في النظام التعليمي في البلاد وعدم تطبيق القرارات التي من شأنها أن تحسن أوضاعهم المعيشية في إطار قانون الخدمة المدنية للدولة .
&
رواتب متدنية
&
وأعلن محمود بهشتي لنكرودي المتحدث باسم نقابة المعلمين أن "الاحتجاجات تتم بسبب خفض المبالغ المخصصة في الموازنة العامة لوزارة التربية والتعليم".&
وقال إن "معدل راتب مدرس هو 12 مليون ريال شهريا (350 دولارا) .. والحد الأدنى الشهري للراتب في إيران يبلغ حوالى 200 دولار.
وهذه هي المرة الأولى منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في حزيران (يونيو) عام 2013 التي يحصل فيها تحرك اجتماعي احتجاجي في ابران . & &.
وحدد خط الفقر في طهران لعام 2014 لأسرة مكونة من 5 أشخاص بدخل شهري بقيمة مليونين و500 ألف ريال (أي 900 دولار تقريباً)، بينما متوسط دخل المعلمين الشهري يبلغ بين 200 و300 دولار فقط وهذا يعني أن غالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر حسب الإحصائيات.
&
عريضة
وكان 16 الف معلم يمثلون نقابات المعلمين في إيران قد وقعوا على عريضة أرسلت في كانون الثاني (يناير) الماضي إلى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني اشتكوا خلالها من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها.. مؤكدين أن "المعلمين يعيشون تحت خط الفقر".
&
ظروف اقتصادية متردية&
&
ومع توالي ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمياه والكهرباء بدأ الإيرانيون الذين يكافحون لسد احتياجاتهم يفقدون إيمانهم برئيسهم حسن روحاني ووعوده بمستقبل مشرق. وبعد تأثر تحركات إيران الخارجية خاصة مع التراجع الكبير الذي تشهده الأسعار في سوق النفط العالمية بدأت بوادر الأزمة تنعكس على الجبهة الداخلية وكان المعلمون أول من يقرر الخروج للتعبير عن ذلك.
&
دعوة للافراج عن &محمدي
&
وفي سياق آخر، اقتحم عناصر مخابرات النظام الثلاثاء الماضي منزل نرجس محمدي الصحافية والناشطة في مجال حقوق الإنسان واعتقلوها ونقلوها إلى سجن "ايفين" سيئ الصيت في طهران قسريا بعد تهديدها باشد العقوبات. &
&
محكمة
&
وجاء اعتقال محمدي في وقت تمت محاكمتها في الثالث من الشهر الحالي في "محكمة الثورة" التابعة للنظام برئاسة صلواتي بتهمة "الدعاية ضد النظام والتواطؤ للعمل ضد الأمن الوطني وتشكيل مجموعة غير قانونية والعضوية فيها" الا ان هذه المحكمة أجلت إلى جلسة تالية بسبب اعتراضات محاميها على سير النظر في الملف كونه لم يتم السماح لهم بمطالعة الملف رغم مراجعاتهم المتكررة إلى المحكمة.
&
وطالبت محمدي بعقد جلسة المحكمة علنية بسبب التهم الموجهة اليها، وقالت إنها " تهم تعود لناشط مدني فيجب النظر فيها في المحاكم العامة وليس في محكمة الثورة".
&
سجن وتعذيب
ونرجس محمدي أم لطفلين وتم اصدار الحكم عليها بالسجن لمدة 6 سنوات في حزيران ( يونيو) عام 2010 الا انها وجراء التعذيب والظروف المزرية التي واجهتها في سجون النظام الإيراني &اصيبت بمرض الاعصاب والشلل في العضلة خلال فترة التحقيق والاستجواب معها وبعد ذلك تم الافراج عنها بسبب تدهور حالتها الصحية وبكفالة باهظة المبلغ بحكم "عدم تحمل العقوبة".
وبعد انتشار خبر اعتقال محمدي احتشدت مجموعة من أمهات وعائلات شهداء الانتفاضة أمام سجن "ايفين" واعترضن على اعتقالها من قبل عناصر المخابرات.
وطالبت سرفناز جيت ساز رئيسة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الخميس في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" المنظمات الدولية لحقوق الإنسان بادانة الاعتقالات التعسفية لنظام طهران والعمل على اتخاذ خطوات مؤثرة للافراج عن نرجس محمدي وغيرها من السجينات السياسيات.
&
الإعتداء على &معزي&
وفي مدينة كرج أصدرت السلطة القضائية الايرانية حكما على السجين السياسي علي معزي البالغ من العمر 65 عاما، وهو &من انصار منظمة مجاهدي خلق بالسجن الاضافي لمدة عام آخر من خلال اختلاق ملفات ضده من جديد.&
وفي محاكمة سريعة في مدينة كرج يوم الاثنين الماضي تم ابلاغ معزي الذي نقل إلى المحكمة &قسريا بهذا الحكم الجديد ضده وذلك بعد ان استدعته السلطات للحضور في المحكمة لكنه ابلغها انه يعتبرها غير قانونية وغير مشروعة ولن يحضر فيها وعقب ذلك قامت عناصر من الحرس الثوري بالاعتداء عليه حيث شرخ جبينه وأصيب بنزيف شديد إثر اصابته بضربات قضبان حديدية.&
ونقل عناصر الحرس معزي إلى المحكمة رغم حالته المتردية، وقاموا بسحله على الأرض بينما كانت يداه ورجلاه مكبلة بالسلاسل. وقد وجه الملا آصف حسيني رئيس هذه المحكمة شتى الاهانات إلى معزي وهدده بإصدار حكم جديد عليه بالسجن لمدة عام اضافي، الا ان (معزي) امتنع عن توقيع الحكم. ويهدف فتح ملفات مختلقة ضد معزي وإعادة محاكمته إلى الحيلولة دون الافراج عنه حيث يعيش نهاية فترة حبسه.
&
معتقل سياسي
&
وعلي معزي وهو من السجناء السياسيين في ثمانينات القرن الماضي أعيد اعتقاله في طهران في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 بسبب زيارته لابنتيه في مخيم أشرف لمنظمة مجاهدي خلق شمال شرق بغداد قبل اغلاقه بعد ذلك ونقل ساكنيه الى مخيم الحرية ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي، كما اعتقل للمرة الثالثة في 15 حزيران (يونيو) عام 2011 بعد عدة أيام من خضوعه لعملية جراحية بسبب اصابته بمرض السرطان وبينما كانت حالته الصحية متدهورة تم نقله إلى زنزانات إنفرادية في عنبر رقم 209 في سجن ايفين. وكان سبب اعتقاله يعود إلى مشاركته في مراسم تشييع محسن دكمه جي& من انصار مجاهدي خلق والذي توفي بالموت البطيء بسبب حرمانه من أي عناية طبية.
&
التعليقات