ما زالت أزمة إزاحة علم الثورة السورية من مؤتمر صحافي شارك فيه خالد خوجة تتزايد داخل الائتلاف السوري المعارض، رغم توضيح رئيسه أن الأمر غير متعمد.

بهية مارديني: أثار إزاحة علم الثورة السورية بعيدًا في المؤتمر الصحافي المشترك للدكتور خالد خوجة، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، ولؤي حسين، أزمة حادة ونقاشات مطولة في مواقع التواصل الاجتماعي، ما استدعى رئيس الائتلاف للتوضيح على صفحته في فايسبوك.

وكانت أغلب التعليقات تدور حول وجوب عدم التنازل عن علم الثورة وثوابتها في وجه أي مؤامرة، يمكن أن تحاول الاطاحة بأبجديات الثورة. وطالبوا برفع العلم عاليًا، فهو رمز لا يمس.

خطأ بروتوكولي؟

واعتبرت أصوات عدة أن الأمر أخذ أكثر من أبعاده، والعلم كان موجودًا في المؤتمر الصحافي، والأمر خطأ بروتوكولي فني يمكن أن يحدث في أي مؤتمر. فيما لفت البعض إلى أننا يجب أن نترك خلافاتنا جانبًا حول أي شيء، وعندما يسقط النظام سنتفق على شكل العلم الذي نريده. بعض الناشطين رأوا أن الموضوع لو كان في مؤتمر صحافي آخر لما كان أخذ كل هذه الأبعاد، إلا أن وجود لؤي حسين في المؤتمر الذي أمطر الثوار بمواقف مدافعة عن نظام الأسد إثر انتصار الفصائل في جسر الشغور ساهمت في وجود هذه الحملة وغضب الناشطين.

خالد خوجة عبّر عن اعتزازه بعلم الثورة وتقديره له، لكن لؤي المقداد رئيس مركز مسارات وعضو الائتلاف طالبه باعتذار وعدم الاكتفاء بالتوضيح. وعبّر عضو الائتلاف الوطني منذر آقبيق لـ"ايلاف" عن عدم موافقته بالمطلق اذا جرى استبعاد علم الثورة بشكل متعمد، فيما تتواصل اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف اليوم ومن المتوقع أن تناقش هذا الأمر في الاجتماع.

مع الأمن والاستقرار

شدد ناشطون في رسائل للائتلاف على وجوب عدم التفريط بثوابت الثورة. وأكدوا أن علم الثورة يمثل الجميع وأنه لا يمكن القيام بأية تنازلات تفرضها بعض القوى المحسوبة على المعارضة.

هذا وتعهّد أمس خوجة بالعمل على إقامة مناطق آمنة في سوريا وتأسيس حكم مدني لإدارة شؤون هذه المناطق. واعتبر أن تأسيس جيش وطني للثورة السورية أصبح استحقاقًا أساسيًا لحماية المدنيين في جميع المناطق، كما لفت إلى أن التحالفات الأخيرة التي شهدتها ساحة المعارك السورية ستكون حجر أساس في هذا الجيش.

وأكد بيان مشترك أن الثورة السورية تقف مع الأمن والاستقرار وسيادة القانون ونبذ العنف وتحقيق السلم الأهلي، وأنها تهدف إلى إقامة نظام دستوري يحترم إرادة الشعب، ويلتزم حقوق الإنسان في بناء دولة حديثة عادلة وعصرية، تقوم على قاعدة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات من دون أي تمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو الطائفة، وترفض تمامًا وكليًا أي امتياز أو عقوبة تقوم على هذا الأساس.

جيش سوريا الجديدة

لفت البيان إلى أنه وبينما نظام الأسد يدمر المدن بالمدفعية والطائرات ويقتل السوريين بالسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة، فإنه يوهم الناس في الداخل والخارج بأن البديل عن إجرامه وتسلطه هو الفوضى والتطرف والإرهاب، بينما الحقيقة أن هذا النظام هو من يجسد الإجرام والخراب وهو من استدعى التطرف والإرهاب، وأسس لعدم الاستقرار والفوضى في سوريا.

وأكد البيان "ألا حلّ سياسي ينقذ سوريا مما هي فيه، إلا برحيل الأسد وزمرته، وألا يكون له أي دور في مستقبل سوريا، وأن الحوار الوطني الشامل بين السوريين هو المدخل لاجتراح الحلول المقبولة، التي تنهي معاناة الشعب، وتوفر الأمن والاستقرار للبلاد".

واعتبر البيان أن تأسيس جيش وطني للثورة السورية أصبح أمرًا ملحًا لمواجهة استحقاقات المستقبل بعد أن تهتك جيش النظام وبانت بداية نهايته، "فالانتصار الحقيقي للثورة سيتوج بولادة جيش سوريا الجديدة الذي يتولى الدفاع عن الوطن والشعب وحماية السيادة والاستقلال، وتوفير الأمن والاستقرار لجميع المواطنين في جميع المناطق. وتأتي خطوات التوحيد بين فصائل الثورة المقاتلة على الأرض لتكون اللبنة الأولى في بناء هذا الجيش، حيث يكون الثوار وضباط الجيش الحر والسوريون الأحرار في كل مكان عموده الفقري.