صبري عبد الحفيظ من القاهرة:&قررت محكمة مصرية إحالة أوراق الرئيس السابق محمد مرسي و104 آخرين إلى المفتي في قضية اقتحام السجون، بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كما قررت إحالة أوراق 16 متهماً في قضيتي "التخابر مع حركة حماس وحزب الله اللبناني"، إلى المفتي، وهو إجراء يسبق إصدار الحكم بالإعدام، بينما أجلت النطق بالحكم إلى جلسة 2 (يونيو) حزيران المقبل.

وظهر مرسي وجميع المتهمين خلال الجلسة، وهم يرتدون الملابس الزرقاء، وهي ملابس المحكوم عليهم بالسجن، بينما ظهر المرشد العام لجماعة الإخوان بالملابس الحمراء، وهي ملابس المحكوم عليهم بالإعدام. ورفع المتهمون شارة رابعة بأيديهم في بداية الجلسة.

رفض محاكمة مرسي

وأطلقت جماعة الإخوان ما وصفته بـ"حملة دولية" لرفض محاكمة مرسي، معتبرة أنه جاء "بانتخابات حرة ونزيهة"، كما اعتبرت القضايا التي يحاكم فيها بأنها "قضايا زائفة أهانت العدالة المصرية". وتتواصل الجماعة مع منظمات حقوقية خارجية بهدف الضغط على الحكومة، لإيقاف المحاكمات، والإفراج عن مرسي.

مكالمة الجزيرة

وتسببت محادثة هاتفية أجراها مرسي من سجن وادي النطرون يوم 28 (يناير) كانون الثاني 2011، إلى قناة الجزيرة القطرية، في وضعه ضمن المتهمين في قضية اقتحام السجون وتهريب السجناء، وقال في المكالمة: "نحن بخير ولم نفر، إذا كان هناك أي مسؤول في مصر، نريد أن يتصل بنا". وتابع: "أنا موجود و34 من قيادات جماعة الإخوان"، مشيراً إلى أن "أكثر من مائة شخص كانوا يبذلون كل جهد من أجل فتح باب السجن لأكثر من أربع ساعات".

وقال مرسي أثناء المحكامة للقاضي شعبان الشامي: "دخلت سجن وادي النطرون يوم السبت 29 يناير الساعة 5 مساء، وقابلتنا إدارة السجن ووزعونا في سجن 3، ودخلنا العنبر ونمنا في السجن وصحونا قبل الفجر على دخان القنابل المسيلة للدموع، وظللنا حتى صلينا الفجر وبعد ذلك استقرت الأوضاع، وأنا شخصيًا نمت والإخوة صحوني، وقالوا لي إن هناك أشخاصًا خارج السجن ولا يوجد هنا سوى الإخوان".

وتابع: "نحن لا نعرفهم، مساجين أم أهالي، وبعد كسر الباب وجدنا أنفسنا بمفردنا بالسجن وكان ذلك في الساعة 11 صباحًا، وأحد الأشخاص الذين فتحوا لنا الباب أعطاني تليفونا صغيرا نوكيا، وبعد 5 دقائق وجدت التليفون يرن، وفوجئت بقناة (الجزيرة) تتصل ووجدتها فرصة أن نعرف الأهالي أن الدنيا هايصة، وسردت التفاصيل والأسماء حتى نطمئن أهالينا، والشخص الذي أعطاني التليفون عاد واسترده مرة أخرى".


محامي مرسي: سنطعن في الحكم
وقال أشرف عمران محامي الرئيس السابق محمد مرسي، وقيادات الإخوان، إن "ما حصل اليوم لا يعدو&كونه حكما تمهيديا، وليس حكماً في الدعوى". وأضاف لـ"إيلاف" إن فريق الدفاع سوف ينتظر إلى جلسة 2 يونيو/ حزيران المقبل، عندما يصدر الحكم بعد ورود رأي المفتي في أوراق القضيتين، متوقعاً أن يصدر القاضي الحكم بإعدام المتهمين.

وأوضح أن فريق الدفاع سوف يتخذ الإجراءات القانونية بعد صدور الحكم، والطعن عليها بعد يوم 2 يونيو المقبل.
ولفت إلى أن القاضي أحال أوراق 16 من المتهمين في قضية التخابر إلى المفتي، بينما لم يصدر أية قرارات أو أحكام بشأن باقي المتهمين في القضية، ومن بينهم مرسي، مشيراً إلى أن باقي المتهمين البالغ عددهم نحو 27 متهماً، لن يصدر بحقهم أحكام بالإعدام، لأنه لم يشملهم قرار الإحالة إلى المفتي.

ونبه إلى أن الحكم المستقر في رأي المحكمة وهو الإعدام، وقال: "ربما لن يتغير بحق المتهمين المحالين للمفتي، بعد ورود رأيه في القضيتين، فالسابقات القضائية تؤكد أن المحكمة تتعامل مع رأي المفتي بإعتباره رأياً استشارياً غير ملزم لها، إلا في سابقة واحدة فقط أثناء شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي، عندما كان مفتياً ورفض إعدام رجل قتل ابنه، واستجابت المحكمة وخففت العقوبة إلى السجن المؤبد".

وحول ما تثيره منظمات حقوقية مصرية وأجنبية بشأن عدم توافر إجراءات المحاكمة العادلة، قال عمران، "إن هذه الأمور من أوجه الطعن التي سيتم ذكرها في الطعن على الحكم بعد صدوره، سنرصد أوجه الإخلال بطلبات الدفاع من المحكمة، التي أغفلتها".

ودعا ما يسمى "التحالف الوطني لدعم الشرعية" أنصاره إلى التظاهر حتى يوم 3 يوليو/ تموز المقبل، ضمن تظاهرات أطلق عليها اسم "النصر والقصاص". وقال في بيان له تلقت "إيلاف" نسخة منه: "تهمة التخابر، التي صدر الحكم بصددها اليوم كان الأولى توجيهها إلى الذين فرطوا في أمن مصر وثرواتها لصالح العدو، والذين صرحوا مرارا بأن مهمتهم هي حماية أمن إسرائيل، كما يؤكد التحالف أن قضية الهرب من سجن وادي النطرون ثبت مبكرا عبثيتها، حيث قامت إدارة السجن بإغلاق ملفها في الأيام الأولى للثورة، كما شهد رئيس الأركان السابق الفريق سامي عنان بعدم صحة المعلومات عن اقتحام سجن وادي النطرون من قبل عناصر حماس وحزب الله".

وربط التحالف بين ذكرى نكبة فلسطين والحكم في "قضية ما يسمى بالتخابر مع المقاومة الفلسطينية"، للزعم بأن النظام الحالي في مصر يعمل لصالح إسرائيل.
وبالمقابل، رحبت أوساط سياسية مصرية بالحكم، وقال محمد حسين منسق عام حركة "تمرد 25-30"، لـ"إيلاف" إن القضاء اقتص من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، مشيراً إلى أن قرار الإحالة إلى المفتي تمهيداً لإصدار حكم الإعدام أثلج صدور المصريين، لا سيما من عانوا من حكم الإخوان. ولفت إلى أن الجماعة وقياداتها باعت الوطن بثمن بخس، وحاولت تدمير الدولة واسقاطها بالتعاون مع منظمات إرهابية أخرى. وقال: إن هذا اليوم هو أسعد يوم في حياتي، حياة المصريين".

ومن المفارقات ظهور مرسي والمهتمين داخل قفص الإتهام وهم يرفعون شارة "رابعة"، كما ظهر القيادي بجماعة الإخوان صبحي صالح، وهو يدندن "يغني"، ويهز رأسه.
يذكر أن مرسي صدر بحقه حكم بالسجن لمدة عشرين عاماً في القضية المعروفة باسم "أحداث الإتحادية"، ويحاكم في قضايا أخرى منها التخابر مع قطر وتسريب وثائق تضر بالأمن القومي إلى قناة الجزيرة والمخابرات القطرية، كما يحاكم في قضايا أخرى تتعلق بالتحريض على العنف وتهديد الأمن القومي.

أسماء المحالة أوراقهم على المفتي
وتضم قائمة المحالة أوراقهم إلى المفتي، 16 متهمًا في قضية "التخابر مع حماس"، وهم: النائب الأول للمرشد العام للإخوان، خيرت الشاطر، ومحمد البلتاجي، ومدير مكتب مرسي عندما كان رئيساً للجمهورية، أحمد عبدالعاطي، ومحمود عزت، وصلاح عبدالمقصود، وعماد الدين على عطوي شاهين، وفايد البنا، وأحمد رجب سليمان، وسعد الشاطر، وسندس عاصم شلبي، وأبوبكر كمال مشالي، وأحمد محمد الحكيم، ورضا خليل ومحمد أسامة، وحسين القزاز، وإبراهيم الزيات. وقررت المحكمة انقضاء الدعوى بوفاة المتهم فريد إسماعيل.

كما تضم قائمة المحالة أوراقهم للمفتي في قضية اقتحام السجون كلًا من: محمد بديع، ورشاد بيومي، ومحيي حامد السيد أحمد، وسعد الكتاتني، ومحمد مرسي، وعصام العريان، ويوسف القرضاوي، ومحمد أحمد موسى، وعلي حسام عبدالله، وعاهد عبدربه، وعبدالعزيز صبحي العطار، وأحمد عيسى النشار، وأسامة فتحي على فرحان، وأنيس منصور وافي، وعيسى دغمش، وسعيد شوبير، وشادى حسن إبراهيم حنك، ومصطفى ناهظ شهوان، وهارون عبدالرحمن هارون، وبلال إسماعيل محمد، وتوفيق خميس حامد القدرة، وجمعة سالم، وحافظ عبدالنعيم، ورائد محمد حسن، ورامي حسن على صمصون، ورمزي زهدي، وسامي فايز، ونائل عطا، ومحمد سمير، وبلال فتحي، وأسامة على، وعبدالناصر رصرص، وبشير مشعل، ومحمد موسى، ورامي شوقي منصور، ومحمد خليل شبانة، وحسن سلامة، وفيصل جمعة أبوشلوف، ومحمد الصاوي، ورامي عياش، وسعد الله أبوالعمرين، وسعيد الحناني، ومحمد فايق جودة، وزكريا محمود النجار، وإياد صابر، ومحمد المغازي، وباسل إبراهيم الدجلي، ومحمد سهيل بدوي، ومحمود أبوخضيرة، ومحمد لطفي أبوعبيد، ومحمود فضل حسين، وأشرف عبدالمجيد، ومحمد خليل أبوشويش، وعلي إبراهيم الهنص، ورامي أحمد خير الله، وأحمد فايز، وصلاح العطار، ومحمد جامع، ومحمد أبوفخر،وأيمن محمود خليل أبوطاهر، وأكرم خليل جبر صيام، وخميس أبوالنور، ورائد العطار، وعادل مصطفى حمدان، ومحمد محمود عويضة، وإبراهيم مصطفى حجاج، ومحمود عزت، وإبراهيم عيسى، وأحمد على العابس، وناجي حسن الزمر، وأحمد رامي عبدالواحد، وعبدالغفار صالحين عبدالباري محمد، ومحمد حسن الشيخ موسى، وناصر سالم الحافي، ويحيى سعد فرحان سعد محمد، وأحمد محمد عبدالرحمن عبدالهادي، والسيد النزيل محمد العويضة، ورجب محمد محمد البنا، وعلي عز الدين ثابت على، وصلاح الدين عبدالمقصود، وأسامة سعد، وكمال علام، وأحمد زايد الكيلاني، ورمزي موافي، ومحمد رمضان الفار، وأيمن نوفل محمد الهادي، ومحمد حسن السيد، ومحمد يوسف منصور، وشهرته شهاب.
&

&