لاحظ مراقبون أن النظام السوري قفز في شكل إعلامي مكشوف على العملية الأميركية الخاصة التي قتلت مسؤولاً كبيراً في تنظيم (داعش) بادعاء قتل قواتها في عملية "نوعية" للقيادي وأعطت اسماً مختلفاً عن الاسم الذي أورده البيان الأميركي.
نصر المجالي: بينما حدد البيان الأميركي أن القيادي القتيل اسمه (أبو سياف) وأنه المسؤول عن العمليات النفطية والمالية لـ(داعش) وكذلك توجيهه لعمليات قتالية، سارع التلفزيون الرسمي السوري إلى بث نبأ الغارة نقلا عن مراسله في دير الزور وذلك قبل أن تعلن الولايات المتحدة الخبر.
وقالت وسائل إعلام سورية إن الجيش السوري قتل قياديا بتنظيم (الدولة الإسلامية) مسؤولا عن الشؤون النفطية كما قتل 40 آخرين في عملية نفذها بمحافظة دير الزور الشرقية.
وأعلن التلفزيون السوري في خبر عاجل "مقتل ما يسمى وزير النفط في تنظيم داعش الإرهابي المدعو أبو التيم السعودي مع 40 من أفراد مجموعته في عملية نوعية لوحدة من قواتنا في حقل العمر النفطي".
تقرير خاطىء
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تقريرا بثه التلفزيون الرسمي السوري وأفاد بأن الجيش السوري قتل قياديا في تنظيم الدولة الإسلامية خاطئ وإنه نسب للجيش الفضل في غارة نفذتها قوات أمريكية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن الغارة التي استهدفت حقلا نفطيا في محافظة دير الزور بشرق سوريا هي نفسها التي قال مسؤولون أمريكيون إن قوات خاصة أميركية نفذتها.
وحقل العمر هو أكبر حقول النفط السورية وانتزعه التنظيم من مسلحين منافسين في يوليو (تموز) الماضي.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن حوالي 19 من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا في ضربة جوية في الحقل النفطي. وأضاف أن 12 من القتلى أجانب.
وكان وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر، أعلن اليوم السبت ان القوات الخاصة الاميركية قتلت قياديا كبيرا في تنظيم "داعش" والقت القبض على زوجته في شرق سوريا.
تونسي الجنسية
واتضح في بيان أميركي أن القيادي (أبو سياف) هو تونسي الجنسية، وأن زوجته التي اعتقلتها القوات الأميركية ونقلتها إلى قاعدة عسكرية في العراق، عراقية الجنسية.
وجاء في بيان لكارتر ان القيادي أبو سياف الذي ساهم في ادارة عمليات عسكرية واخرى لتهريب النفط لصالح التنظيم المتطرف، "قتل خلال العملية في تبادل لاطلاق النار مع القوات الاميركية".
وقال موقع "سي أن أن" أن القوات الأميركية الخاصة نفذت عملية عسكرية في عمق الأراضي السورية خلال الليل، بهدف إلقاء القبض على القيادي في تنظيم "داعش".
وأضاف الموقع أن أبو سياف محاولة القبض عليه، وقتل خلال العملية، أما زوجته الملقبة بأم سياف، فقد تم إلقاء القبض عليها وتم نقلها إلى العراق لاستجوابها.
&
والمدعو أبو سياف هو المسؤول عن عمليات إدارة النفط والغاز في تنظيم داعش، وهو منخرط بشكل مباشر ومقرب من القيادة& في "داعش" وقد قتل في العملية نحو 10 من مقاتلي التنظيم خلال الاشتباك معهم، في منطقة دير الزور شرق سوريا، في حين عاد الجنود الأميركيون المشاركون في العملية دون خسائر في صفوفهم.
قرار أمني
ومن جهتها، قالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان السبت، إن الرئيس باراك أوباما منح التفويض للعملية الأميركية التي أدت إلى مصرع القيادي في (داعش) أبو سياف، "بناء على توصية أجمع عليها طاقمه للأمن القومي، بمجرد توفر المعلومات الاستخبارية الكافية لنجاح العملية الجريئة، وتوفير المستلزمات الضرورية لتنفيذ تلك العملية" بحسب ميهان.
وأضافت أن "هذه العملية تم شنها بموافقة كاملة من السلطات العراقية، وكغاراتنا الجوية الحالية ضد داعش في سوريا، فإنها تتوافق مع القانون المحلي والدولي".
التعليقات