تأتي النساء من الغرب ليعشن في أرض الخلافة، ويتزوجن من مجاهدي داعش، ويعشن حياة مرة، ويعرفن أن مهمتهن الأولى أن يكن زوجات صالحات.

بيروت: لطالما تساءل العالم ما الذي يجذب نساء الغرب إلى (داعش)، فيتركن كل شيء في دنيا الحضارة، لينضممن إلى الجهاديين في دولة الخلافة. تقول واشنطن بوست الأميركية إن المرأة الغربية تلعب دورًا حاسمًا في نشر الدعاية لداعش، أي يأتين إلى هذا الجزء من العالم لينفذن مهمات، وليس لمجرد أن يصبحن عرائس جهادية، كما يقول باحثون بريطانيون.

شعور بالعزلة

فبحسب الصحيفة الأميركية، سطحيٌّ وذو بعد واحد هو الرأي القائل إن النساء ينضممن إلى داعش رغبة في الزواج من مقاتلين أجانب، استنادًا إلى تقرير نشره معهد الحوار الاستراتيجي والمركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة كينغز اللندنية. فلانجذاب النساء إلى داعش أسباب عدة، منها شعورهن بالعزلة، وبأن المجتمع الإسلامي العالمي مهدد، ووعد بعلاقة دافئة تربط بين الأخوات في التنظيم، وهذه أمور تهتم لها المراهقات.

تقول ميلاني سميث، وهي إحدى معدات التقرير، في مؤتمر صحفي: "قيل الكثير عن الأفكار الرومانسية التي تحفّز الناس للذهاب إلى داعش، لكننا نعرف أن الواقع مغاير فعليًا".

كما قال باحثون إن زهاء 550 امرأة غربية يعشن في أراضٍ يسيطر عليها داعش، ومهمتهن الأولى والأهم أن يكنّ زوجات وأمهات صالحات. وقد أعرب بعضهن عن رغبتهن في القتال في الخطوط الأمامية، لكن التفسير الذي يعتمده داعش للشريعة الاسلامية يمنع ذلك. بالمقابل، يلعبن دورًا اساسيًا في الدعاية للتنظيم، وفي تجنيد نساء أخريات.

تزوجي سريعًا

يقول التقرير إن داعش اعتمد على شبكة لا مركزية من المراسلين، من أجل تعزيز دعايته ونشر رؤيته في العالم، مبرزًا حالة التوأمين البريطانيتين سلمى والزهراء هالاني، اللتين لا تغادران فرصة من دون تشجيع النساء على الهجرة إلى أرض الخلافة، وترشدان النساء في سبل تجنب الرقابة من خلال تغيير اسم المستخدم على الإنترنت، واستخدام تكتيكات الشكر والثناء لاسترداد شبكات المتابعين بعد تغيير اسم المستخدم الخاص بهن. كما تجيبان عن أسئلة المهاجرات المحتملات. فسلمى، على سبيل المثال، نصحت امرأة بالزواج سريعًا& بعد وصولها إلى أراضي داعش.

وقالت سميث: "أطول فترة قضتها امرأة من دون زواج في مناطق تنظيم الدولة الإسلامية هي شهران".

وتدرك نساء دولة الخلافة، بحسب واشنطن بوست، أن زواجهن قد لا يدوم، فـ"شمس" مثلًا طبيبة ماليزية تفرط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل مع أحدهم، وفي أول لقاء جمعهما عرض عليها الزواج. وقالت إنّها نشرت صورة لحفل زفافها متنقبة بالأبيض، وكتبت تحتها: "الزواج في أرض الجهاد: حتى يفرقنا الاستشهاد في سبيل الله".

تحت المراقبة

يراقب الباحثون عبر إنترنت نحو 100 إمرأة من 15 بلدًا يعشن في أراضٍ يسيطر عليها التنظيم، معظمهن في أواخر مراهقتهن أو في بداية عشرينياتهن، وأصغرهن في الثالثة عشرة فقط.

ورغم قول الباحثين إن الزواج لم يكن دافعهن الوحيد للانضمام إلى داعش، إلا أنهم يعترفون بأنه عامل مهم. يقول التقرير البريطاني: "على الإنترنت، يتم نشر صور أسد ولبؤة للإشارة إلى زواج جهادي بجهادية، وإلى وجود زوج شجاع، ويروج أيضًا لفكرة أنّ دعم الزوج وتبني عقيدة داعش يعززان دور المرأة داخل التنظيم الاسلامي".

إلى ذلك، تقول واشنطن بوست إن التقرير يركز على التناقض بين المجتمع الطوباوي الذي تمثله الدعاية الاعشية وبين الواقع. وتشعر النساء بالقلق أكثر فأكثر، وإن بشكل غير مباشر، حيال قضايا عدة، بينها عدم كفاية الرعاية الصحية، ونقص الكهرباء والمياه النظيفة، كما يتسلق بعضهن الأشجار لاستقبال إشارة إنترنت. وتعرضت إحداهن لإجهاض في المستشفى لغياب لغة مشتركة بينها وبين طبيبها. ويقول الباحثون إن تسليط الضوء على واقع الحياة المرير في ظل داعش قد يساعد على إقناع الفتيات بعدم الانضمام إلى داعش.