دعت الرئاسات العراقية التحالف الدولي إلى توسيع ضرباته لتنظيم "داعش" وتزويد العراق&بالاسلحة المتطورة الكفيلة بدحره.. وأكدت أن العاصمة بغداد مؤمنة ضد الإرهاب مشددة على ضرورة وضع خطط كفيلة بتسليح مقاتلي المناطق المحتلة وتوفير مستلزمات إنتصارهم على الإرهاب.
لندن: خلال اجتماع لرؤساء الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي ومجلس النواب سليم الجبوري اليوم جرى بحث شامل لمجمل التطورات السياسية والأمنية في العراق ونتائج الجهود المبذولة من اجل تحقيق المصالحة الوطنية والانتقال إلى الاجراءات الواقعية بشأنها بعد توحيد الرؤى والمقترحات والعمل على اقرار وضع الخطط وتشكيل الاطر المتفرغة القادرة على تحقيق النتائج الفعلية المستهدفة على المدى القريب والاستراتيجي، وذلك بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ونواب الرؤساء الثلاثة.
وفيما أثنى الإجتماع على إصرار الشعب العراقي "على حماية وحدته وسيادته ودحر الارهاب، واشاد بشجاعة وتضحيات قواتنا المسلحة وسلاحنا الجوي وقوات الحشد الشعبي والبيشمركة ومتطوعي العشائر وعزيمتهم الثابتة على تحرير جميع المناطق من أيدي العصابات الارهابية في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، فقد جدد التأكيد على ضرورة وضع خطط كفيلة بتسليح مقاتلي المناطق المحتلة من سكان تلك المحافظات وتوفير كافة المستلزمات لانتصارهم، كما أكد حصانة بغداد والمحافظات العراقية الاخرى بوجه الاخطار مفندًا اشاعات الارهابيين والاعلام المعادي للعراق في هذا الشأن"، كما قال بيان رئاسي عراقي اطلعت على نصه "إيلاف".
وشدد الإجتماع على ضرورة وحدة الخطاب السياسي والاعلامي الوطني، بما يضمن دحض الاعلام المضاد وتفنيد الشائعات التي يبثها للنيل من وحدة شعبنا وعزيمة قواته المسلحة.
وأكد الإجتماع على أهمية عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية كي يساهموا في تحسين أمن مناطقهم. وتم الاتفاق على التركيز على عدد من المناطق المحررة لتحقيق عودة ناجحة للنازحين ومباشرة فعلية في اعادة اعمار مناطقهم وكل ما من شأنه الاسهام في تعزيز الثقة بالجهود المبذولة لهذا الغرض.
وشدد إجتماع السلطات الثلاث على اهمية وحدة الموقف الوطني والخطاب السياسي على الصعيدين الاقليمي والدولي اجمالاً، بما يعزز اعلاء الوحدة الوطنية ويضاعف من قدرات شعبنا على دحر سريع وتام للارهاب، محذّرًا من أن الدعايات المغرضة من بعض الإعلام الخارجي وبعض وسائل التواصل الإجتماعي تهدف إلى إضعاف الحالة النفسية لأفراد قواتنا المسلحة وتحريض المواطنين على النزوح من ديارهم.
وحث الاجتماع الاطراف المعنية على اعتماد معالجات موضوعية وتوافقية لقضايا المشاركة والتوازن والاسراع باصدار القوانين التي تعزز من الوحدة الوطنية فضلاً عن اهمية التنسيق في مواجهة المشاكل والخلافات على مستوى المحافظات والهيئات والمؤسسات كافة.
دعوة التحالف الدولي لتزويد العراق بالاسلحة المتطورة
ودعا الاجتماع الدول الصديقة إلى اعتماد خطط منهجية متكاملة لقطع الطريق على الشبكات الارهابية من تحقيق المزيد من التغلغل في مجتمعاتها وتفعيل مراقبة افضل لتطورها وامتداداتها العابرة للحدود، وتشجيع المزيد من التنسيق والتعاون المعلوماتي المسبق مع العراق لتحقيق مواجهة فعالة لخطر الارهاب، الذي يهدد جميع دول المنطقة والعالم.
وحث الاجتماع التحالف الدولي المناهض للارهاب&على العمل بفاعلية اكبر واشمل في الهجمات العسكرية على مواقع عصابات داعش الارهابية والاهتمام بتزويد العراق بالاسلحة المتطورة والمعدات الضرورية الاخرى الكفيلة بدحرها سريعًا.
وقالت الرئاسة العراقية إن الإجتماع سادته الصراحة التامة والتفاعل الإيجابي في بلورة الآراء، حيث تم الإتفاق على عقد اجتماع قريب لمتابعة ما اتفق عليه. وقبيل اجتماع الرئاسات الثلاث، قال نائب الرئيس العراقي آياد علاوي إن هذا الاجتماع المهم سيتدارس اﻻوضاع السياسية واﻻمنية التي تشهدها البلاد على ضوء المواجهات المحتدمة مع تنظيمات داعش اﻻرهابية واﻻثار المترتبة عليها.
وأكد علاوي في تصريح صحافي تلقته "إيلاف" على ضرورة ان ينتهي اﻻجتماع إلى اعتماد استراتيجية محددة وواضحة المعالم تنفذها الجهات المعنية سواء ماهو متعلق بالعمل السياسي بكل اشكاله وخاصة المرتبط بتحقيق المصالحة الوطنية الناجزة أو ذلك المتعلق بالوضع العسكري وتفعيل دور الجيش العراقي وقياداته، وجعل الدولة هي المظلة لكل النشاطات العسكرية بالكامل وأن ﻻتكون هناك قوى خارج اطارات الدولة، واعتماد قواعد التجنيد في التطوع للقوات المسلحة.
وشدد على ضرورة ان تتكامل هذه الاستراتيجية مع الجهد الدولي الداعم للعراق في معركته ضد التطرف واﻻرهاب، وفي قلب هذه الاستراتيجية العنصر السياسي المرتبط باصدار عفو خاص عن بعض الرموز في حالة تبنيها لمواقف معادية للتطرف. وأشار إلى أهمية تواصل هذه الاجتماعات ايامًا عديدة وتستمع إلى آراء المتخصصين في الجانبين السياسي والعسكري للخروج بالاستراتيجية المنشودة، بحسب قوله.
وجاء اجتماع الرئاسات العراقية عشية عقد التحالف الدولي لمناهضة داعش اجتماعاً في باريس غدًا الثلاثاء بمشاركة العراق الذي يترأس وفده رئيس الوزراء حيدر العبادي، وبحسب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان ندال فإن المشاركين في الاجتماع سيؤكدون الارادة المشتركة لدحر الارهاب والبحث في اهمية التوصل إلى حل سياسي شامل لتحقيق مصالحة وطنية في العراق.
وأضاف أن هدف الاجتماع توجيه رسائل صارمة بشأن ضرورة التوصل إلى حلول سياسية دائمة للأزمة العراقية، التي تعتبر السبيل الوحيد لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي بفعالية والاصرار على دعم الحكومة العراقية من اجل التنفيذ الفعلي لعمليات الاصلاح الضرورية لتحقيق المصالحة الوطنية.
وكانت السلطات العراقية أعلنت الثلاثاء الماضي رسميًا انطلاق عملية لتحرير محافظة الأنبار الغربية من سيطرة تنظيم داعش، الذي احتل عاصمتها الرمادي في السابع عشر من الشهر الماضي. ورغم خسارة داعش للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديإلى شمال شرق ونينوى وصلاح الدين شمال غرب، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014.
التعليقات