أعلنت السلطات العراقية أنها ستسلم جثمان نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، طارق عزيز، إلى عائلته المقيمة في الأردن حيث يتوقع أن يدفن هناك تنفيذا لوصيته فيما أبدى بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل الأول ساكو استعداده لإجراء مراسم دفن جثمان طارق عزيز في حال تم الطلب منه ذلك.

قالت وزارة العدل إن عائلة طارق عزيز (79 عاما) كانت على اطلاع تام على حالته الصحية وتزوره بشكل دوري اثناء المواجهات الرسمية واخرها يوم الخميس اي قبل يوم واحد من نقله الى مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) الذي نقل اليه من سجن المدينة بعد اصابته بذبحة صدرية حيث توفي بعد نصف ساعة من وصوله الى المستشفى.
&
وقال المتحدث باسم الوزارة حيدر السعدي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف"أن &طارق عزيز كان مودعا في سجن الناصرية المركزي ويخضع لمراقبة طبية باشراف مباشر من ادارة السجن &وسيسلم جثمانه الى عائلته بعد استكمال اﻻجراءات القانونية التي قد تستغرق ثلاثة أيام.
&
ومن جهتها، قالت ادارة سجن الناصرية المركزي إن طارق عزيز كان يعاني امراضًا مزمنة في الفترة الاخيرة قبل وفاته .. وقال مدير سجن الناصرية المركزي خالد حسين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس دائرة صحة محافظة ذي قار سعدي الماجد إن "النزيل طارق عزيز كان يعاني عدة امراض مزمنة وكان ينقل على اثرها الى مستشفى الحسين التعليمي لتلقي العلاج ولكن في المرة الاخيرة اشتدت حالته المرضية وتوفي في المستشفى بعد نصف ساعة من وصوله اليها".
&
وأضاف ان عائلة عزيز لم تطلب نقله لتلقي العلاج في بغداد وانما طلبت نقله الى سجن اخر لتسهيل عملية مواجهته الدائمة من قبل اسرته. واوضح ان "اجراءات تسليم طارق عزيز الى السلطات المعنية تعتمد على قرار من قاضي التحقيق في محكمة استئناف ذي قار تمهيدا لتسليمه إلى ذويه".
&
أما رئيس دائرة صحة ذي قار سعدي الماجد فقد اشار الى ان الرعاية الصحية كانت تقدم للنزيل المتوفي طارق عزيز على اعلى المستويات من اطباء اختصاص في كل مرة ينقل فيها للمستشفى.. موضحا ان حالته ساءت في الفترة الاخيرة لاصابته بعدد من الامراض المزمنة وتقدمه في العمر ما ادى الى وفاته .
&
وقد ابدى أبدى بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل الأول ساكو استعداده لإجراء مراسم دفن جثمان طارق عزيز في حال تم الطلب منه ذلك.
&
و قال البطريرك ساكو إن "المصالحة الوطنية في العراق تتطلب أن يكون هناك غفران ومسامحة باستثناء من تلطخت أيديهم بالدماء" كما نقلت عنه وكالة "المدى بريس".. مؤكدا ضرورة "طي صفحة الماضي من اجل بناء عراق جديد وإنهاء الصراعات".
&
وأبدى ساكو، استعداده لتولي مراسم دفن جثمان عزيز في حال طلب منه ذلك.. مبينا أن "كل شخص يجب أن يدفن حسب دينه بغض النظر عن الجانب السياسي".
&
عائلة عزيز طلبت نقل جثمانه الى عمان لدفنه هناك .. والبعث ينعاه مناضلا
&
وقال مصدر عراقي ان عائلة عزيز طلبت من الحكومة العراقية نقل جثمان عزيز إلى العاصمة الاردنية &عمان حيث تقيم زوجته وأبناؤه.
&
وكان زياد نجل طارق عزيز قد كشف في تشرين الاول (أكتوبر) عام 2010 عن وصية أرسلها والده عزيز إلى عائلته عبر محاميه يطلب فيها أن يدفن في الأردن في حال إعدامه أو وفاته على أن يدفن في مرحلة ما بعد تحرير العراق في بلده خشية تعرض قبره للتمثيل به من قبل من أسماهم بـ"الغوغائيين".
&
وقد نعى حزب البعث في العراق طارق عزيز.. وقال المتحدث الرسمي باسمه خضير المرشدي في بيان صحافي "إرتفع شهيداً بإذن الله الرفيق المناضل الاستاذ طارق عزيز عضو القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ونائب رئيس الوزراء في دولة العراق الوطنية ، وهو يصارع الظلم والعدوان والمرض في سجون الاحتلال الايرانية المجرمة بعد اعتقاله من قبل القوات الاميركية الغازية عام 2003.. وتأكد أنه لم يحظ &بالرعاية اللازمة بعد تدهور حالته الصحية ليلتحق خالداً بمسيرة شهداء البعث والعراق والامة". &&
&
واشار المرشدي الى انه من المرجح دفن طارق عزيز في الأردن حيث ترى قيادات الحزب أنه المكان الأنسب لذلك حيث تقطن عائلته بعد خروجها من العراق عام 2003 . وأضاف " أن الرفيق المناضل الاستاذ طارق عزيز عضو القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ونائب رئيس الوزراء في دولة العراق الوطنية رحل وهو يصارع الظلم والعدوان والمرض في سجون الاحتلال الايرانية المجرمة بعد اعتقاله من قبل القوات الاميركية الغازية عام 2003".&
&
من نائب رئيس الوزراء إلى محكوم بالإعدام
&
&وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا قد أصدرت في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2012 حكما بالإعدام شنقا حتى الموت بحق عزيز في قضية تصفية الأحزاب الدينية .
&
يذكر أن طارق عزيز واسمه الحقيقي ميخائيل يوحنا، ولد عام 1936 قرب مدينة الموصل لأسرة كلدانية كاثوليكية وكان يمثل الواجهة الدولية للنظام العراقي السابق. وقد برز على الساحة الدولية بعد توليه وزارة الخارجية خلال حرب الخليج الثانية عام 1991التي اندلعت اثر احتلال العراق للكويت في اب (أغسطس) عام 1990 وكان المتحدث باسم الحكومة الأمر الذي جعله دائم الظهور في وسائل الإعلام الغربية بسبب إتقانه اللغة الانكليزية .. وقام عزيز بتسليم نفسه الى القوات الاميركية في 24 نيسان (ابريل) عام2003 اثر دخولها الى بغداد في التاسع من الشهر نفسه. &
&
وقد ولد عزيز لاسرة متواضعة في السادس من كانون الثاني (يناير) عام 1936 في قرية تل كيف المسيحية قرب الموصل في شمال العراق .. وهو مسيحي كلداني وهي أكبر طائفة مسيحية في العراق ووجوده في حكومة صدام كان يستخدم عادة كدليل على التسامح الديني للنظام السابق.
&
ودرس عزيز الادب الانكليزي في جامعة بغداد قبل ان يعمل في الصحافة وبتأييد من صدام أصبح رئيسا لتحرير صحيفة الثورة الرئيسة الناطقة بلسان حزب البعث حيث تعود علاقة عزيز وصدام لفترة طويلة سابقة فقد عملا في الخمسينات في حزب البعث الذي كان محظورا آنذاك والذي سعى الى الاطاحة بالملكية .&
&
وقد عين عزيز وزيرا للاعلام في اواخر السبعينات من القرن الماضي وفي عام 1977 انضم الى مجلس قيادة الثورة وهو لجنة تضم كبار المسؤولين في حزب البعث الذي كان يحكم العراق وأصبح نائبا لرئيس الوزراء في عام 1979.
&
ثم أصبح عزيز شخصية بارزة في الحروب الثلاث التي خاضها العراق وساعد في الحصول على تأييد الولايات المتحدة للعراق في حربه مع ايران التي استمرت في الفترة من عام 1980 الى عام 1988 وفي اقامة علاقات اقتصادية قوية مع الاتحاد السوفيتي.
&
وقد صعد نجم عزيز أكثر في وسائل الاعلام العالمية بعد غزو الكويت في عام 1990 والازمة التي أعقبت ذلك حيث قام بدور دبلوماسي بارز في الفترة التي سبقت حرب الخليج عندما كان وزيرا للخارجية وأظهر اتقانا للغة الانكليزية وقوة أعصاب ومهارات تفاوضية.&
&
وقد رفض رسالة من الرئيس الاميركي آنذاك جورج بوش الاب الى صدام في محادثات اللحظات الاخيرة في كانون الثاني (يناير) عام 1991 بسبب لهجتها "المهينة".. وبعد أيام بدأ التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملة عسكرية اخرجت القوات العراقية من الكويت. وعقب ذلك أصبحت سفريات عزيز أقل وكانت آخر مرة ظهر فيها رسميا في مناسبة عامة يوم 19 آذار (مارس) عام 2003 عشية الحرب للاطاحة بصدام للقضاء على شائعات بأنه ضرب بالرصاص أو انشق.
&
عزيز بعد احتلال العراق
&
كان عزيز رقم 43 في قائمة المطلوبين للولايات المتحدة من المسؤولين العراقيين عندما سلم نفسه للقوات الاميركية اواخر نيسان عام 2003 بعد اسبوعين من سقوط نظام صدام ثم ظهر كشاهد في محاكمات سابقة لاعضاء النظام السابق بمن فيهم صدام.
&
وفي آذار (مارس) عام 2009 حكم عليه بالسجن 15 عاما لدوره في اعدام عشرات التجار عام 1992 .. ثم حكم عليه بعد ذلك بالسجن سبعة أعوام في اب (أغسطس) عام 2009 لدوره في عمليات تهجير اجباري للاكراد من شمال العراق .. وفي كانون الثاني (يناير) عام 2013 نقل الى المستشفى اثر اصابته بجلطة.
&
وأعلن الجيش الأميركي في نيسان عام 2003 عن استسلام طارق عزيز الذي كان الرقم 12 الذي يقع بيد القوات الأميركية ضمن مسؤولي نظام الرئيس السابق صدام حسين. وخلال محكمة الدجيل دافع طارق عزيز في أول ظهور له في المحكمة بقوة عن الرئيس صدام حسين ومتهمين آخرين معتبراً الأول "رفيق دربه" وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي "صديق عمره".
&
وفي محكمة الأنفال حمل طارق عزيز الرئيس العراقي صدام حسين مسؤولية العمليات العسكرية عام 1988 ضد الاكراد ومسؤولية قرار سحق انتفاضة في جنوب العراق عام 1991.
&
&