&
ساراييفو:&ابدى البابا فرنسيس السبت في ساراييفو قلقه من "مناخ الحرب" السائد في العالم ودعا الى السلام والمصالحة في هذه المدينة التي لم تندمل جراحها بعد مرور عقدين على الحرب بين مجموعاتها لكنها تعتبر رمزا للتعايش بين الثقافات والديانات.
وقال الحبر الاعظم امام نحو 65 الف شخص احتشدوا في الملعب الاولمبي الفسيح في العاصمة البوسنية، "انها اشبه بحرب عالمية ثالثة تشن +بشكل متفرق+ وفي سياق عولمة الاتصالات نشعر بمناخ حرب" مضيفا "هذا المناخ هناك من يريد خلقه وتأجيجه عمدا بخاصة اولئك الذين يسعون الى (اثارة) الصدام بين مختلف الثقافات والحضارات، وايضا اولئك الذين يراهنون على الحروب لبيع اسلحة".
&
لكن الحرب كما قال تعني ايضا "الدمار والكثيرين الذين تحطمت حياتهم. تعلمون ذلك جيدا لانكم اختبرتم ذلك هنا فعلا، كم من المعاناة وكم من الدمار والالم".
وكان البابا الارجنتيني خورخي برغوغليو قال بعيد وصوله صباح السبت الى العاصمة البوسنية "ان ساراييفو والبوسنة لهما مغزى خاص بالنسبة لاوروبا وللعالم اجمع".
&
وقال في اول خطاب له اليوم ان تعايش المجموعات الثلاث التي تنتمي الى طوائف مختلفة "يشهد للعالم اجمع بان التعاون بين مختلف الاتنيات والديانات من اجل الخير العام امر ممكن".
واضاف متوجها الى الرئيس البوسني الحالي ملادن ايفانيتش انه يتوجب المزيد من العمل بخاصة هنا في البوسنة. وملادن ايفانيتش يمثل المكون الصربي داخل الرئاسة الثلاثية (الصرب، الكروات والمسلمون) علما بان ممثلو المكونات الثلاثة يتناوبون مداورة على الرئاسة.
&
وشدد على "ضرورة" المساواة بين جميع المواطنين امام القانون وفي تطبيقه.
واكد ايفانيتش من جهته ان السلطات البوسنية المتعددة الاتنيات "مستعدة للعمل من اجل الحد من النزعات القومية" وطلب من الحبر الاعظم "دعمه التام" لمساعدة البوسنة والدول الاخرى في البلقان في سعيها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
&
ورد الحبر الاعظم بقوله ان البوسنة "جزء لا يتجزأ من اوروبا" داعيا المجتمع الدولي وبخاصة الاتحاد الاوروبي الى مساعدة هذا البلد في مساره الاوروبي. وقال ان هذا التعاون "اساسي".
ثم توجه البابا فرنسيس الى الملعب الاولمبي بسيارته "بابا موبيل" المكشوفة وهو يحيي الجماهير ويقبل الاطفال الذين يقربون منه كعادته اثناء تنقلاته.
&
وقال برانيمير فويتشا (50 عاما) وهو طبيب من كيسلياتش (وسط) موجود في الملعب مع زوجته واولاده الثلاثة "جئت الى هنا لانني اتمنى ان يعم السلام في العالم اجمع وان تتوقف الحروب والكراهية".
وقال البابا للصحافيين اثناء الرحلة "ساراييفو المسماة +قدس الغرب+ مدينة عانت كثيرا في التاريخ وباتت على طريق صحيح للسلام. لذلك اقوم بهذه الرحلة كمؤشر سلام وللصلاة من اجل السلام".&
&
اوقعت حرب البوسنة (1992-1995) حوالى مئة الف قتيل اضافة الى اكثر من مليوني نازح ولاجئ، اي اكثر من نصف التعداد السكاني للبلاد.
وبعد مرور عشرين سنة على توقيع اتفاقات دايتون (الولايات المتحدة) التي وضعت حدا لتلك الحرب بين الصرب الارثوذكس والكروات الكاثوليك والمسلمين البوسنيين، باتت المدينة تعيش في سلام لكنها تبدو في حالة جمود بدون مصالحة حقيقية بالرغم من الجهود الكثيرة المبذولة في صفوف الشعب.
&
وقالت كاترينا دزريك وهو كرواتية بوسنية جاءت لتستقبل البابا "ان البوسنة بحاجة لرسالة السلام التي سيوجهها البابا نظرا الى استمرار انعدام الثقة بين اطياف هذا البلد".
&
وكتب البابا في رسالة وجهها الاثنين الى سكان ساراييفو "آتي اليكم (...) لاعبر عن دعمي للحوار المسكوني والحوار بين الاديان وللتشجيع خاصة على تعايش سلمي في بلدكم".
&
وستتوج هذه الزيارة الخاطفة التي لا تستمر سوى نحو عشر ساعات، بلقاء بين الاديان مع ممثلين عن المسيحيين الكاثوليك والارثوذكس والمسلمين واليهود.
وكان الكاردينال بييترو بارولين سكرتير دولة الفاتيكان، اي ما يوازي رئيس الوزراء، قال صباح الجمعة عبر اذاعة الفاتيكان "ان البابا يذهب الى هذه المدينة التي اعتبرها القديس يوحنا بولس الثاني بمثابة +قدس اوروبا+، كحاج للحوار والسلام".
&
ويعد المسلمون الغالبية في البوسنة حيث يمثلون حوالى 40% من تعدادها السكاني. ويأتي بعدهم الارثوذكس الصرب مع 31% ثم الكاثوليك وجميعهم تقريبا من الكروات مع 10%. اما اليهود فلم يعودوا سوى اقلية صغيرة.
ويزور البابا فرنسيس ساراييفو في سياق وضع امني دقيق للغاية بحيث تعتبر هذه الزيارة برأي بعض الخبراء تحديا كبيرا للقوات الامنية.
&
ودعا اسلاميون يؤكدون انتماءهم الى تنظيم الدولة الاسلامية الى الجهاد في منطقة البلقان وذلك في شريط فيديو تناقلته الصحافة المحلية الجمعة عشية زيارة الحبر الاعظم.
ولمناسبة الزيارة البابوية ينتشر حوالى خمسة الاف شرطي السبت في سائر ارجاء العاصمة البوسنية.
&
&

&