تبرأ رجال الدين وساسة من السنة العراقيين من شيوخ العشائر الذين انتشرت صورهم مبايعين تنظيم داعش في الفلوجة مؤكدين أن لا صفة دينية أو عشائرية لهم.
&
&أمستردام: نفت هيئة إفتاء أهل السنة في العراق أن يكون الشيوخ الذين بايعوا تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش يمثلون سنة العراق.
&
وقالت الهيئة في بيان وزعت اليوم السبت على وسائل الاعم العراقية إن الشيوخ الذين انتشر مقطع فيديو وزعه تنظيم داعش يظهرهم يبايعونه في الفلوجة والرمادي الاسبوع الماضي، هم رجال عاديون اجبرهم التنظيم على مبايعته كشيوخ عشائر لهاتين المدينتين في محافظة الانبار غرب العراق التي يحتل تنظيم داعش أجزاء واسعة منها.
&
وكان تسجيل فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ومحطات تلفزة عراقية يظهر مبايعة شيوخ عشائر في الفلوجة لتنظيم داعش، الذي كان ينفذ حكم الاعدام بجندي عراقي أمامهم ليهتفوا مباركين بعبارة (الله اكبر).
&
ليسوا شيوخا
&
وجاء في بيان الهيئة أن "الامانة العامة لدار الافتاء والامانة العامة للمجع الفقهي العراقي اجتمعتا في جامع أم الطبول ببغداد وأجرتا اتصالات مكثفة مع المفتين في محافظات الانبار وديالى وصلاح الدين والبصرة والمرجع الديني بدر الدين الهلالي والمرجع الديني مراد العجيلي بشأن مبايعة شيوخ عشائر الرمادي والفلوجة وبيجي لداعش".
&
وأضافت الهيئة أن "العلماء خرجوا بنقاط وهي أن شيوخ العشائر الذين ظهروا هم اناس عاديون وهم مبايعون لداعش قبل عامين، وأن البيعة كانت تحت ضغط والتهديد والاجبار حسب ماورد من دقة المعلومات".
&
وأوضحت الهيئة أن "كبار شيوخ العشائر في الانبار ترفض هولاء ولايمثلونهم ولا يمثلون المحافظة وإن إظهارهم في مثل هذا الوقت هو دعاية للحرب واستخدامهم كداعية للحرب باعتبار ان المعركة اليوم غالبها دعايات اعلامية".
&
وحملت الهيئة الحكومة مسؤولية التقاعس عن تسليح رجال العشائر السنية ضد تنظيم داعش، مشيرة إلى أن "تباطئ الحكومة في تسليح أبناء العشائر جعل الدواعش يفرضون قوتهم على الناس وأجبارهم تنفيذ مايريدون".
&
صد الفكر التكفيري&
&
ودعت الهيئة "أبناء المحافظة وجميع الغيارى لملمة أنفسهم لصد هذا الفكر التكفيري وانقاذ الامة منه بعد ما أصاب أهل العراق جميعا أذيته وذاقوا مرارة فتنته واستباحته لكل محرم".
&
وكان ماقيل إنهم وجهاء وشيوخ عشائر الفلوجة أعلنوا خلال تسجيل فيديو وقوفهم مع تنظيم داعش ومبايعتهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وشنوا هجوماً على ممثلي السنة في الحكومة العراقية والبرلمان بسبب مواقفهم المؤيدة لما سموها الهجمة الطائفية لحكومة حيدر العبادي وميليشياتها على مناطق السنة.
&
وقالوا إنهم "على العهد ماضون وعلى نهج الخلافة سائرون لقتال الكفار والمرتدين والروافض".
&
مبايعة&
&
وأكدوا، خلال مشاركتهم في مؤتمر عشائري في الفلوجة، على مباركتهم أهل الأنبار "النصر والفتح"، مشيدين بما وصفوها "وقفة أوسد الوغى"، في إشارة إلى ما حققه داعش.
&
وأثنى هؤلاء الشيوخ على خطاب البغدادي الذي جاء موافقا لمطالب شيوخ ووجهاء عشائر الأنبار بشأن "الصفح وفتح باب التوبة بوجه من ظلم نفسه".
&
كذب
&
وكان القيادي في اتحاد القوى العراقية، خالد الدليمي، قال إن "عدداً كبيراً من الوجوه التي أظهرها داعش على أنها لشيوخ عشائر هو كذب، وأحدهم يعمل راعياً عند شيخ عشيرة، وآخر يعمل على إعداد القهوة بالمضيف، ألبسهم العقال وأظهرهم بمظهر شيوخ".
&
من جهته، نفى قائم مقام الرمادي دلف الكبيسي اليوم أن يكون الشيوخ الذين أعلنوا بيعتهم لداعش يمثلون شيوخ الأنبار.
&
وأوضح الكبيسي في تصريح لموقع "عين العراق" المحلي أن الشيوخ الفعليين للانبار معروفين لدى أهالي المدينة والحكومة على حد سواء.
&
بيعة تحت&التهديد
&
وبين أن "أغلب من حضر عملية بيعة تنظيم داعش في الفلوجة لا يمثلون الأهالي أكثر مما يمثلون أنفسهم " مؤكداً أن " البيعة كانت ذات طابع إجباري حيث القوة السائدة في المنطقة هناك هي تنظيم داعش ومجرد الخلاف معه قد يؤدي الى موت غير المبايعين "
&
ورأى الكبيسي أن "المبايعين ينقسمون بين من هو مؤيد للتنظيم فعلاً وبين المغلوب على أمره في ظل الطريقة التي يعامل بها التنظيم غير المنتمين له " مشيراً إلى إن " أغلب شيوخ المحافظة استنكروا الواقعة ولا يمكن حساب أي عملية فردية على سكان المنطقة بشكل عام".
&
عملية للجيش العراقي
&
وفي تطور أمني مرتبط، قال مصدر أمني عراقي إن الفرقة التكتيكية الخاصة في الجيش العراقي تمكنت من بدخول الفلوجة مرتدين زي الدواعش وخلال العملية تم أسر المدعو (أحمد درع الجميلي) الذي تلى بيان شيوخ الفلوجة.
&
وقال المصدر الأمني لوكالة خبر للانباء "تم قتل المدعو (أحمد درع الجميلي) بالسرعة الممكنة وذلك بسبب الضغوط التي تعرضنا لها من قبل دواعش السياسة لغرض تسليمه حياً وثم إخراجه بدعوى المصالحة". ولم يتسن بعد من التحقق من صحة الخبر، لكن صورة قريبة الشبه بالشيخ أحمد درع الجميلي القتيل اتنشرت على صفحات التواصل الاجتماعي".
&
يذكر أن تنظيم داعش سيطر على مناطق واسعة في محافظات نينوى والانبار وديالى وكركوك وصلاح الدين منذ شهر حزيران (يونيو) عام 2014، ويخوض الجيش العراقي ومتطوعو الحشد الشعبي معارك ضد التنظيم تمكنوا خلالها من استعادة المناطق التي كان يحتلها التنظيم في محافظتي ديالى وصلاح الدين، ويحاصر الجيش مدينة الرمادي التي سقطت بيد داعش الشهر الماضي ومدينة الفلوجة من أجل تطهيرهما من داعش ليتفرغ للمعركة الكبرى في محافظة نينوى شمالاً. ويعاني الجيش العراقي من ضعف التسليح الجوي والدروع ومنظومات الاستخبارات.
&
التعليقات