أبلغ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند العبادي دعم بلاده للإصلاحات السياسية التي يقوم بها، فيما ربط التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش" توسيع وزيادة دعمه للعراق في حربه على التنظيم، بهذه الاصلاحات الهادفة لاشراك جميع مكونات البلاد في القرارت وتسليح العشائر لمواجهة الارهاب التي اكد التحالف انها ستكون طويلة الأمد .

لندن: خلال اجتماع عقده في قصر الاليزيه في باريس اليوم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تم بحث الاوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة والدعم الدولي لمحاربة تنظيم داعش الارهابي، والتطورات الميدانية الأخيرة في العراق والعلاقات بين البلدين.
وشدد العبادي على الدعوة إلى جميع دول المنطقة والعالم بضرورة العمل اكثر من اجل قطع امدادات داعش المادية واللوجستية ودعم واسناد العراق في حربه ضد التنظيم وتكثيف الجهود العسكرية للوقوف مع العراق في مواجهة داعش كما قال بيان صحافي لمكتب المسؤول العراقي اطلعت على نصه "إيلاف".
بدوره اكد هولاند دعم بلاده الكامل للعراق ولتوجهات رئيس حكومته الإصلاحية مبديا استعداد الشركات الفرنسية للإستثمار بمشاريع البنى التحتية في العراق.

فابيوس: لايمكن فصل السياسة عن العسكرية
وخلال مؤتمر صحافي مشترك في باريس عقب انتهاء اعمال اجتماع دول التحالف مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ونائب وزير الخارجية الاميركي توني لنكن، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن التحالف قرر توسيع دعمه للعراق في حربه ضد داعش من خلال زيادة ضرباته الجوية، وارسال المزيد من الاسلحة وتكثيف عمليات التدريب موضحًا ان هذه الجهود ستظهر عاجلا في محافظة الانبار من اجل تحرير عاصمتها الرمادي من سيطرة التنظيم.
واشار إلى انه لايمكن عزل خطط الحكومة العراقية لتحرير اراضي البلاد عن المصالحة الوطنية حيث لايمكن الفصل بين السياسة والعمليات العسكرية، ولذلك فأن الحكومة العراقية مطالبة بتنفيذ برنامج اصلاحات شاملة تحقق طموحات الشعب العراقي بأكمله وتضمن استقرار البلاد وهو امر ضروري لاستقرار سوريا ايضا لان ما يحصل فيها له تاثير كبير على العراق.

واشار إلى ان احتلال داعش لمدينة تدمر السورية يؤكد ان النظام هناك لم يعد قادرا على حماية بلده وشعبه ولذلك لابد من تنفيذ مقررات مؤتمر جنيف وتشكيل حكومة مؤقتة تضم ممثلين عن النظام والمعارضة تعمل من اجل وحدة البلاد وضمان حماية مكوناتها. وشدد على ان داعش ونظام الاسد هما وجهان لعملة واحدة لذلك لابد من مرحلة انتقالية في سوريا& منوها ان بلاده تعمل على تحقيق هذا الهدف مع اميركا وروسيا والدول الاوروبية. واكد انه سيتم منع داعش من الوصول إلى دمشق لتجنب الفوضى العارمة التي يمكن ان يشهدها هذا البلد.
واضاف فابيوس ان اجتماع التحالف اليوم اكد حشد امكاناته لمواجهة داعش لكنه اشار إلى ان الصراع مع هذا التنظيم سيكون طويل الأمد.

العبادي: تلقينا وعودا كثيرة لم ينفذ منها الا القليل
ومن جهته اشار العبادي إلى انه يشارك في هذا الاجتماع وشعبه، يقاتل على الأرض ضد الإرهاب على جميع الجبهات، وقد حقق فيها انتصارات برغم بعض التراجعات، وواحدة منها هو ماحصل في الرمادي التي سيطر عليها داعش اثر انسحاب القوات العراقية منها وحيث تم فتح تحقيق في هذا الامر.
واشار إلى ان بلاده ماضية في تحقيق الإصلاحات السياسية المطلوبة وقطعت شوطا كبيرا فيها على جميع المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية وتشريع القوانين المهمة.
وحذر من ان تنظيم داعش لايشكل خطرا على العراق وحده وانما على دول المنطقة والعالم بأجمعه ولذلك فأن جميع هذه الدول مطالبة بالعمل على التعاون مع العراق وتقديم مزيد من الدعم له على الارض.

ونوه إلى أن داعش يعتمد على الحرب النفسية التي يشنها لتخويف أعدائه، داعيا التحالف إلى مواجهة هذه الحرب وافشال اهدافها. واكد على ضرورة اتخاذ إجراءات مشددة لوقف تسرب المقاتلين الأجانب إلى العراق وقطع مصادر تمويل التنظيم الذي يتاجر في النفط والآثار. وقال ادعو الشركاء إلى زيادة دعم العراق لان الارهابيين يتدفقون عليه من جميع الدول وقد دعونا لايقاف هذا الامر ولكن لم نلمس حصول تباطؤ في تدفق الارهابيين إلى العراق لحد الآن.
وشدد ان العراق قادر على الحاق الهزيمة بداعش .. لكنه استدرك بالقول ان هذه ايضا مهمة التحالف الدولي لان هذا التنظيم يشكل خطرا على العالم بأجمعه.& وانتقد ضعف الدعم الدولي لبلاده قائلا "عدد كبير من الدول وعدتنا بالدعم ولكن لم يصلنا منها الا القليل".. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عملي لدعم العراق في حربه ضد داعش .

وعن التحضيرات لتحرير مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية اشار العبادي إلى ان عمليات تحرير نينوى من سيطرة تنظيم "داعش" قد بدأت فعلا مشيراً إلى توجه قطعات عسكرية نحو المحافظة. وقال إن "هناك قوات بدأت تتوجه إلى نينوى، وبالفعل بدأت عمليات تحرير المحافظة بعد تعيين قائد لعمليات تحرير نينوى".

لنكن: صراعنا مع داعش سيكون طويلا
ومن جانبه قال نائب وزير الخارجية الاميركي توني لنكن إن الاجتماع اليوم شهد نقاشات ايجابية وصريحة حول النجاحات والانتكاسات المتحققة في الحرب ضد داعش منوها إلى ان الحرب معه ستكون طويلة. واكد انه سيتم تشديد الضربات الجوية للتنظيم ومنع المقاتلين الاجانب من التدفق إلى العراق منوها إلى ان داعش مازال قويا وقادرا على اتخاذ مبادرات في العراق لكن التحالف له في مواجهة ذلك استراتيجية واضحة من خلال تصعيد الضربات الجوية وتسريع ايصال الاسلحة إلى العراق، موضحا انه سيتم تسليم هذا البلد نهاية الاسبوع الحالي بألفي صاروخ مضاد للدبابات لمواجهة المفخخات التي يفجرها انتحاريو داعش.
واشار المسؤول الأميركي إلى أن بلاده تدعم خطط العبادي لمشاركة وتسليح العشائر السنية وتوسيع عمليات التجنيد في الجيش العراقي، لكل المكونات العراقية وضمان وضع كل التشكيلات المقاتلة تحت سيطرة الدولة. واشار إلى ان بلاده تعمل على تقليل المناطق التي يسيطر عليها داعش ومنع تدفق الارهابيين وتجفيف منابع تمويل التنظيم، وشدد بالقول "تنظيم داعش ارهابي وسوف نهزمه بعزيمتنا من اجل تحقيق السلام فيي العراق".
وحول التقارير الاخيرة عن إرسال تركيا اسلحة إلى المقاتلين المعارضين في سوريا اشار إلى انه لابد من منع وصولها إلى الارهابيين ووقف تدفقهم غبر تركيا إلى العراق وسوريا.

وكان العبادي وصل إلى باريس الليلة الماضية يرافقه وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد علي ورئيس صندوق إعادة اعمار المناطق التي تضررت نتيجة الإرهاب ومسؤولين آخرين، لطرح ملفات مهمة خلال هذا الاجتماع الذي يشارك فيه وزراء خارجية 24 دولة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، تتعلق بأداء التحالف ومستوى الدعم& العسكري الذي يقدمه للعراق من خلال توفيره الغطاء الجوي للقوات العراقية في معاركها ضد التنظيم .&
وقد أخذ موضع تحرير مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية حيزا كبيرا في نقاشات الاجتماع حيث سيشرح العبادي الخطة التي تعتزم حكومته تنفيذها لاستعادة السيطرة على هذه المدينة وكيف يمكن للتحالف الدولي ان يساعدها في ذلك.
&
ممثلو 24 دولة يشلركون في الاجتماع
&وكان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان ندال قد اوضح في وقت سابق بأن المشاركين في الاجتماع سيؤكدون الإرادة المشتركة لدحر الإرهاب والبحث في اهمية التوصل إلى حل سياسي شامل لتحقيق مصالحة وطنية في العراق .
واضاف ان هدف الاجتماع توجيه رسائل صارمة بشأن ضرورة التوصل إلى حلول سياسية دائمة للأزمة العراقية التي تعتبر السبيل الوحيد لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي بفعالية والاصرار على دعم الحكومة العراقية من اجل التنفيذ الفعلي لعمليات الاصلاح الضرورية لتحقيق المصالحة الوطنية .

واوضح ندال ان "تطورات الوضع الأمني في العراق على ضوء عمليات "داعش" ستكون محور مباحثات الاجتماع الوزاري المصغر الثاني لوزراء الشؤون الخارجية للتحالف ضد التنظيم بحضور 24 مشاركا بين دول ومنظمات دولية بهدف تعزيز جهود القضاء عليه". واشار إلى ان الاجتماع سيتطرق ايضا إلى الازمة السورية نظرا لتطورات الوضع على الصعيد الأمني هناك .
وقال أن الاجتماع الذي يأتي إطار اللقاءات المنتظمة لأعضاء التحالف يهدف بشكل رئيسي إلى "تبادل وجهات النظر بخصوص استراتيجية التحالف في وقت يعتبر فيه الوضع الميداني هشا جدا وإعادة تأكيد عزمنا المشترك على دحر الإرهابيين المتطرفين التابعين لتنظيم داعش".&
&