أنهى قادة الدول السبع الكبار إجتماعهم في ألمانيا وشددوا على ضرورة إنهاء حالات الجوع المستشري في العالم.

إيلاف - متابعة: بحث زعماء السبع الكبار أو (G7) بنودًا عديدة على أجندة اجتماعهم في ألمانيا، وهي الإرهاب والصحة والمناخ ودور النساء في العالم وسياسة التنمية ومكافحة الفقر، بحضور رؤساء ليبيريا إيلين جونسون-سيرليف، والسنغال ماكي سال، وتونس باجي قائد السبسي، ونيجيريا محمد بخاري، ورئيسي وزراء إثيوبيا خايليماريم ديسالين، والعراق حيدر العبادي، الذي من المقرر أيضًا أن يعقد لقاءً ثنائيًا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وكان زعماء ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا افتتحوا في مدينة غارميش بارتنكيرخن، في ولاية بافاريا الألمانية، قمة& G7.

القضاء على الجوع

وأكدت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية في ختام اجتماعات مجموعة الدول السبع الكبار أن الدول المتجمعة تدعم تشكيل حكومة ائتلافية في ليبيا، "وأكدنا التزامنا القضاء على الفقر لنصف مليار شخص يعانون سوء التغذية بحلول 2030".

كما أوضحت خلال مؤتمر صحافي لإعلان نتائج الاجتماعات: "الدول ستعمل على بذل كل الجهود لمكافحة الإرهاب، ونعمل على مساعدة تونس لمراقبة حدودها مع ليبيا ويجب تعزيز مساعدتنا أكثر".

واكدت مجموعة السبع في بيانها الختامي "نعرب عن قلقنا من الاشتداد الاخير للمعارك على خط التماس. نكرر دعوتنا جميع الاطراف الى الاحترام التام لوقف اطلاق النار والى سحب الاسلحة الثقيلة".

وحرصت البلدان السبعة الاعضاء في هذه المجموعة على ابداء حزمها ووحدتها حيال روسيا التي استبعدت من هذه الاجتماعات منذ ضمت شبه جزيرة القرم في اذار/مارس 2014.

وحمل هذا الضم الاميركيين وبلدان الاتحاد الاوروبي على إقرار عقوبات.

واضاف بيان مجموعة السبع "نذكر بأن مدة العقوبات ترتبط ارتباطا صريحا بالتطبيق الكامل لاتفاقات مينسك وباحترام روسيا لسيادة اوكرانيا. ويمكن رفع هذه العقوبات لدى احترام روسيا التزاماتها".

لكن البيان اضاف "نحن مستعدون ايضا لتشديد التدابير لزيادة الاعباء على روسيا اذا ما جعلت تصرفاتها ذلك ضروريا".

وطلبت بلدان مجموعة السبع من روسيا "التوقف عن تقديم اي دعم عبر الحدود الى القوات الانفصالية"، و"ممارسة نفوذها الكبير الذي تتمتع به لدى الانفصاليين لحملهم على احترام تعهدات مينسك بالكامل".

المناخ

غير ان اليابان وكندا، والولايات المتحدة بدرجة اقل، ابدت ترددا في هذا الملف.

واعتبرت دول المجموعة في بيانها الختامي انه من "الضروري اجراء تخفيض كبير لانبعاثات غازات الدفيئة" والعمل على "الحد من دور ثاني اكسيد الكربون في الاقتصاد العالمي" خلال القرن الحالي لحماية المناخ.

واعرب المشاركون عن تأييد تحديد هدف تقليص شامل يتراوح بين 40 و70% مع حلول العام 2050 مقارنة بمستويات 2010 "في اطار مجهود عالمي" وتعهدوا "المشاركة في التوصل الى اقتصاد عالمي يشمل استخداما مضبوطا لثاني اكسيد الكربون على المدى الطويل".
ورحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالصيغ الواردة في البيان والتي تفتح طريق انهاء حقبة الوقود الاحفوري، معتبرا انها التزامات "طموحة وواقعية". لكنها اتت "نتيجة مفاوضات شاقة" على ما اقرت في المؤتمر الصحافي الختامي المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي استضافت القمة. واضافت ان المفاوضين "بذلوا جهودا شاقة".

واتفقت الدول الاوروبية في المجموعة على تبني هدف طموح من اجل توجيه رسالة استعدادا لقمة باريس للمناخ. ويفترض ان يضع المجتمع الدولي في القمة المقررة في كانون الاول/ديسمبر خارطة طريق شاملة لضبط احترار الكرة الارضية دون درجتين مئويتين مقارنة بالفترة قبل الصناعية.

&

محاربة التطرف

وأعلن مصدر ألماني أن زعماء الدول الأفريقية ورؤساء المؤسسات المالية العالمية المشاركين في اللقاء في ألمانيا بحثوا سياسة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة بوكو حرام المتطرفين، واقتراح برلين الخاص بإنشاء صندوق لمكافحة الفقر، المعروف عنه فقط أن هدفه الطموح سيكون إخراج نحو نصف مليار إنسان في العالم من فئة معاني الجوع.

وفي مجال الصحة، بحث الاجتماع مشروع المصرف العالمي حول إنشاء صندوق خاص لمكافحة الأمراض الوبائية على خلفية الانتشار المأسوي لإيبولا في القارة السمراء.

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن جميع المشاركين يريدون حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبغض النظر على عزل روسيا عن القمة بسبب الأحداث في أوكرانيا، إلا أن الزعماء المشاركين ذكروا اسمها غير مرة.

المسألة الأوكرانية

فقد أعلن توسك أن جميع المشاركين ودوا لو أن الرئيس فلاديمير بوتين كان حاضرا على طاولة المباحثات في إطار المجموعة، قائلا: "فضل الجميع لو كانت روسيا وراء طاولة G7 أي& G8، إلا أن مجموعتنا ليست ناديًا للمصالح السياسية أو الاقتصادية، بل هي مجموعة قيم، لذلك روسيا الآن ليست معنا".

وتوصل الرئيس باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى اتفاق يقضي بأن تكون مدة العقوبات على روسيا مرتبطة بتنفيذ روسيا الكامل لشروط اتفاقية مينسك بشأن أوكرانيا، بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أوروبا إلى الحفاظ على وحدة الموقف في ما يتعلق بمسألة استمرار العقوبات على روسيا التي تم فرضها على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال كاميرون: "نحن بحاجة إلى ما يضمن أن أوروبا لا تزال موحدة".

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه يعول على حل النزاع في أوكرانيا من خلال الاتفاقات الموجودة. وأضاف خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الياباني سيندزو آبي: "من المهم إقامة محادثات مع الحكومة الروسية"، فيما أشار آبي إلى ضرورة الحوار مع روسيا، مع الإبقاء على الضغط، قائلًا إن بلاده تشاطر دول مجموعة G7 آراءها ولكنها تجد ضرورة في الحوار مع موسكو في ما يتعلق بالمسائل الحدودية".

قيم مشتركة

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أن الولايات المتحدة ومجموعة G7 لا تريدان العودة إلى حقبة "الحرب الباردة"، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في غارميش بارتنكيرخن. وقال إيرنست إن G7 هي مجموعة دول ديمقراطية متمسكة بالقيم المشتركة وحريصة على نشر هذه القيم عبر العالم.

وتابع إيرنست: "البعض ومن بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاولون إعادة ذهنية الحرب الباردة، لكن هذا بالتأكيد ليس من نيات الولايات المتحدة أو أعضاء مجموعة G7. وكانت موسكو أعلنت على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن أسف الكرملين لعودة الغرب إلى الخطاب الموروث عن "الحرب الباردة".