كييف: اتهمت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة الخميس روسيا ببث "اكاذيب" حول اوكرانيا بهدف اخفاء تورط الكرملين المباشر في الحرب التي شنها لمنع تحالف كييف مع الغرب.

القت سامنتا باور امام حشد في كييف خطابا عاطفيا يهدف الى طمأنة الاوكرانيين الموالين للغرب بأن دعم واشنطن لخيارهم قطع جميع العلاقات مع روسيا والانضمام الى الاتحاد الاوروبي ما زال قويا.

ويأتي ذلك ايضا بعد عام قضاه بيترو بوروشنكو في الرئاسة محاولا القضاء على عقود من الفساد ونمو هزيل واقتصاد مشلول ارغم اوكرانيا على الاعتماد على مساعدة روسيا.

ولطالما اعتبرت باور من صقور دبلوماسيي الرئيس الاميركي باراك اوباما في مهاحمة روسيا، كما خاضت جدلا حادا في الامم المتحدة مع زميلها الروسي، نقله وسخر منه تلفزيون الكرملين.

لكن خطابها في كييف الخميس ساهم في ايصال واحدة من اقوى الرسائل الاميركية الى موسكو منذ اشهر.

وقالت باور "من المهم التركيز على اوكرانيا في مجلس الامن، لانه يتيح لي الفرصة، نيابة عن الولايات المتحدة، لتقديم الادلة المتزايدة حول عدوان روسيا وتشويشها واكاذيبها".

واضافت ان "الرؤية الاميركية واضحة حين يتعلق الامر بحقيقة ان روسيا تتخذ خطوات لزعزعة الاستقرار في بلادكم".

ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحزم ارسال قوات خاصة الى قلب المنطقة الصناعية في الشرق الاوكرانيا، وهي منطقة غالبيتها من الناطقين بالروسية مع روابط ثقافية قديمة مع موسكو.

وقال بوتين ان المسلحين الروس في منطقة الحرب هم "متطوعون" او جنود متقاعدون لبوا "نداء من القلب".

وترفض واشنطن وحلفاؤها في الاتحاد الاوروبي ذلك. وهدد قادة مجموعة الدول السبع روسيا الاثنين بتشديد العقوبات الاقتصادية عليها وسط تصاعد وتيرة الحرب المستمرة منذ 14 شهرا في شرق اوكرانيا.

لكن موسكو اعتبرت ان اللقاء النادر بين بوتين ووزير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي عقد في ما وصفه الجانبان باجواء بناءة الشهر الماضي، انه علامة على ليونة تدريجية في لهجة الغرب.

وكان جزء من خطاب باور موجها لتبديد الشكوك والتأكيد لاوكرانيا ان واشنطن ما زالت تدعمها بقوة.

وقالت "انتم ما زلتم تعيشون الثورة، والوفاء بوعودها يتطلب كل مرونة، وذكاء، وعطفا تملكونه".

واضافت ان اوكرانيا كانت تواجه مشاكل "حتى قبل بدء روسيا بتدريب وتسليح وتمويل الانفصاليين التابعين لها في شرق اوكرانيا والقتال الى جانبهم، وهو ما ينفيه الكرملين باستمرار".