يبدو أن الثغرات كبيرة في الاستراتيجية الغربية لمحاربة داعش، والحد من قدرته على تجنيد الأوروبيين، رغم أن ما يعدهم به ليس واقعًا أبدًا.

بيروت: بعد مرور عام على ظهور تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، تبحث الحكومات الغربية عن الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة موجة من التعاطف مع التنظيم تجتاح مواطنيها، بحسب توصيف صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي توضح أن الأجانب يواصلون هجرتهم إلى مناطق يسيطر عليها داعش، متجاوزين كل الجهود العسكرية والأمنية والترويجية الكبيرة التي تبذلها الحكومات في الغرب، وبغض النظر عن الهزائم التي تعرض لها داعش في الأشهر الأخيرة، وتم تضخيمها إعلاميًا بشكل كبير كي تكون رادعًا لمن يريد الانضمام إلى هذا التنظيم، باقتناعه بأن لا جدوى من الالتحاق بتنظيم يتقهقر.

أضافت "الغارديان" أنه في خلال الأسبوع الماضي، نحت الجهود منحى جديدًا، بعدما هجرت ثلاث أخوات بريطانيات أزواجهن للتوجه إلى سوريا، واصطحبن معهن أطفالهن التسعة للعيش بهناء في ظهراني دولة الخلافة الإسلامية، التي أعلنها داعش على مناطق سيطرته في العراق وسوريا، مشيرة إلى أن التقديرات تتحدث عن توجه سبعة آلاف بريطاني للالتحاق بالتنظيم.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول بريطاني، يشغل منصبًا رفيعًا في الفريق المكلف العمل للحد من تأثير داعش على الشبان البريطانيين، قوله إنه يتم استخلاص العبر من النجاحات السابقة في مطاردة تنظيم القاعدة، إلا أن الصحيفة قالت إن هذه المقاربة واسعة الانتشار هي واحدة من أفدح الأخطاء التي يرتكبها المسؤولون والخبراء في استراتيجيتهم ضد داعش، لأن هذا التنظيم لا يشبه القاعدة، بل يتماهى مع حركات شعبوية أخرى، رغم التقارب الأيديولوجي بين التنظيمين، "فبينما تظل القاعدة تنظيمًا نخبويًا منفصلًا عن عموم المسلمين، يستعمل داعش لغة عامية في مخاطبة الجماهير، ويسعى لاستمالة عدد واسع من الأشخاص غير الذين يسعون للانضمام إلى التنظيم أو تقديم الدعم له بشكل علني".

وقالت "الغارديان" إن ثمة اعتقادًا راسخًا لدى أنصار داعش بأن التنظيم مقنع، ويمكنهم من الحصول على حريتهم والتمتع بالنفوذ أو الهيبة، كما يصفه مقاتلون في صفوف التنظيم. كما شددت على أنه رغم أن بعض الملتحقين المحتملين بالتنظيم لديهم فكرة محدودة عن الطريقة التي يشتغل من خلالها داعش، فإن التنظيم يمنحهم الفرصة للمشاركة في العمليات العسكرية، فالجانب الأيديولوجي أداة فعالة لجذب الملتحقين الجدد وتجنيدهم والاحتفاظ بهم، رغم أن واقع الحال في سوريا والعراق لا ينسجم مع توقعاتهم.