لم تعد الطائرات المسيرة هي الخطر الابرز على "القاعدة" في اليمن، وانما بات تنظيم "داعش" المتطرف يشكل التهديد الأكبر، بحسب مراقبين.

صنعاء: بدأ تنظيم "داعش" يتسلل رويدًا في داخل المحافظات اليمنية، ويطبق قبضته على العديد من المناطق، وهو ما يتجلى بشكل كبير من خلال الظهور الميداني لانصاره وكوادره في ظل الفوضى التي تعيشها البلاد.
&
ويشن تنظيم "الدولة الإسلامية" هجمات تستهدف الحوثيين في محاولة منه للظفر بالمزيد من الغنائم، وتبنى التنظيم المتطرف خلال الفترة القليلة الماضية العديد من العمليات العسكرية التي استهدفت قيادات حوثية.
&
وقال مسؤول يمني لشبكة "سي ان ان" في وقت سابق إن "داعش" تتفاوض مع المتشددين المحليين في اليمن مشددة على إمكانياتها المالية التي تسمح لها بتمويل العمليات، بعكس القاعدة التي يلفت المسؤول اليمني إلى أن أساليبها تبدلت خلال الفترة الماضية وعادت لاعتماد أساليب ما قبل عام 2011، وذلك بتأسيس خلايا صغيرة وتنفيذ عمليات اغتيال محددة ضمن مسؤولين في جماعة الحوثي أو في صفوف الجيش اليمني.
&
ويرى مسؤولون أميركيون أن "داعش" يحاول بالفعل تجنيد عناصر في اليمن، ولكن القاعدة تبقى القوة المهيمنة في صفوف "الجهاديين بذلك البلد".&
&
ويرى محللون، بينهم كاثرين زيمرمن، الباحثة في مؤسسة "أمريكان انتربرايز"، أن محاولة "داعش" التغلغل في اليمن مبررة، نظرًا للأهمية الدينية التاريخية لليمن لدى المسلمين، إلى جانب كثرة المقاتلين الذين خرجوا لتنفيذ عمليات ضمن صفوف الجماعات المسلحة، ما يدل على وجود فرص كبيرة للتجنيد.
&
وفي حين يتفق أغلب المحللين على أن تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب لايزال قادرًا على العودة وبقوة، يقول البعض إن الأساليب الأميركية ومنها أسلوب الضرب بطائرات بلا طيار تهيّء المناخ لجذب أنصار جدد لتنظيم الدولة الإسلامية.
&
وتنقل وكالة "رويترز" عن إبراهيم شرقية الخبير بمركز بروكنجز الدوحة، قوله: "هذا منهج رأيناه في العراق وسوريا... مشكلة الأميركيين أنهم يتعاملون مع المشاكل بنفس الأدوات.. بالتفجيرات. إضعاف القاعدة في جزيرة العرب سيتيح المجال لمولد داعش"، مشيرًا لتنظيم الدولة الإسلامية.
&
أما كاثرين زيمرمان الخبيرة بمعهد أمريكان إنتربرايز فقالت إن توسع "الدولة الإسلامية" لم يؤثر حتى الآن على هيمنة "القاعدة" في جزيرة العرب.
&
وأضافت: "التحدي ربما يأتي في المستقبل: إذا هيمنت داعش على القتال ضد الحوثيين في اليمن، فقد تتعرض القاعدة في جزيرة العرب للتهميش وتوضع في موضع تضطر فيه للرد." ولإظهار قوتها قد تندفع القاعدة لمهاجمة أهداف غربية أو تقديم مزيد من الدعم لفصائل معادية للحوثيين.
&
ويعتقد الخبير في شؤون "الجهاديين" في اليمن، لودوفيكو كارلينو، إن "داعش" والقاعدة في جزيرة العرب سيحاولان على الأرجح استغلال الفراغ الأمني باليمن لزيادة قدراتهما والتخطيط لهجمات على القوات اليمنية والحوثيين، وأي وجود غربي ولو صغير لإظهار قوتهما.
&
وكتب في نشرة آي.إتش.إس جينز الدفاعية الأسبوعية في مارس (آذار)، "من المرجح أن يؤدي نفوذ الدولة الإسلامية المتزايد إلى منافسة أكبر بين الجهاديين في اليمن."