ركزت صحف الخليج أقلامها على ما يجري في اليمن وسوريا، حيث ما إن تم الاعلان عن فرع تنظيم داعش في اليمن، حتى بات الحوثيون قوة شرعية في مواجهة تنظيم ارهابي دولي، في حين أكدت صحف&اماراتية أن تدخل تركيا في سوريا سيشكل عدوانًا على دولة عربية مجاورة وانتهاكا للقانون الدولي؟.
الرياض: لنبدأ في اليمن، ففي كلمتها رأت صحيفة "عكاظ" أن الانقلابيين الحوثيين يواجهون مأزقًا حقيقيًا على الأرض حيث تتسع دائرة معارضة أعمالهم وتتكاثر القوى المقاومة لمشروعهم إلى جانب ما يواجهونه من تأثير الضربات الجوية لطيران التحالف العربي على تحركهم وقدرتهم على إحداث تغيير على المستوى العسكري.
وسخرت من حيل الحوثيين المكشوفة بسعيهم لاستدراج بعض الجنوبيين الذين تعرضوا للمظالم المتراكمة في عهد المخلوع وإغرائهم بتشكيل حكومة مشتركة تمنحهم بعض ما حرموا منه في الفترة الماضية. واعتبرت أن هذه المحاولة فشلت قبل أن تبدأ، فاليمنيون يدركون أهدافها ويعرفون نتائجها وما ترمي إليه، ولهذا تصدوا لها وكشفوا أبعادها وأهداف من يروج لها.
واوضحت صحيفة "الشرق" السعودية أنه لم تمضِ أيام على إعلان تشكيل فرع تنظيم «داعش» في اليمن حتى انخرط في الصراع اليمني على طريقته، وبدأ بعملية تفجير ضد الحوثيين في محاولة لجعل الميليشيات الحوثية الخارجة على القانون كي تصبح قوة عسكرية شرعية في مواجهة تنظيم إرهابي دولي. ورأت أن تجربة تنظيم داعش في العراق، ومن ثم سوريا أتت بنتائج جيدة بالنسبة للميليشيات الطائفية العراقية الموالية لإيران «الحشد الشعبي»، التي تنطحت لقتال «داعش»، وأحدثت تغييراً نوعياً في موازين القوى داخل العراق.
واضافت أن «داعش» اليمن يكرر تجربة العراق في محاولة منح الشرعية للميليشيات الحوثية، التي احتلت البلاد واعتدت على الدولة ومؤسساتها الشرعية، فإيران وواشنطن تعيدان السيناريو نفسه في اليمن من أجل منح الشرعية للحوثيين كقوة عسكرية تحارب الإرهاب.
أما في سوريا، فقد انتقدت صحيفة "الخليج" الاماراتية توجه تركيا إلى إقامة منطقة عازلة في سوريا، مشيرة إلى أن حكومة أردوغان تريد خلط الأوراق في المنطقة من جديد، وتحت عنوان "تركيا تراكم الأخطاء"، رأت أن التبرير الذي يسوقه الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو هو مخاوف من قيام "دولة كردية" في شمال سوريا بعد الانتصارات التي حققها المقاتلون الأكراد على إرهابيي داعش في عين العرب وتل أبيض ومناطق أخرى:&"الحقيقة أن رد الفعل التركي جاء بعد فشل محاولة داعش إعادة احتلال عين عرب في هجوم قاموا بشنه من داخل الأراضي التركية وبدعم من الجيش التركي بهدف تقليم أظافر الأكراد والإبقاء على داعش في المنطقة لممارسة ضغط على الأكراد والنظام السوري معًا".
وأشارت إلى أن هناك حالة من الارتباك والانفعال بدأت تتحكم بالخطوات التركية بعد فشل كل ما كانت تراهن عليه أنقرة جراء استخدام ورقة الإخوان والجماعات الإرهابية في سوريا والمنطقة في تحقيق الحلم العثماني لأردوغان، ثم بعد فشل محاولات حثيثة بذلتها أنقرة لإقامة منطقة عازلة في الشمال على غرار ما فعلته إسرائيل في جنوب لبنان.
وحذرت من أن إقدام تركيا على التدخل العسكري المباشر في شمال سوريا بحجة منع الأكراد من إقامة دولة سيشكل عدوانًا مباشرًا على دولة عربية مجاورة وانتهاكاً للقانون الدولي ثم إنه يضع المنطقة أمام مخاطر جديدة تضاف إلى تلك التي تمثلها التنظيمات الإرهابية، لأن هذا التبرير يفتقد إلى الصدقية والواقعية، فالأكراد في سوريا لم يطرحوا مسألة إقامة الدولة.
وأوضحت أن هناك أهدافًا أخرى لمثل هذا التدخل العسكري المباشر تتجاوز ذريعة المسألة الكردية، منها ما هو داخلي وله علاقة بالتملص من اتفاق السلام مع حزب العمال الكردستاني بزعامة أوجلان باعتبار أن حزب العمال الكردستاني السوري هو جناحه الآخر.
وتساءلت، أليس أي عمل عسكري مباشر داخل سوريا سيكون في مصلحة الجماعات الإرهابية المسلحة التي تحظى بدعم تركي؟.
التعليقات