يؤكد خبراء أن الهجوم الأخير في تركيا&أثبت هشاشة الموقف التركي من النزاع في سوريا المجاورة، ويقول آرون شتاين من مركز "اتلانتيك كاونسيل" للابحاث الذي يتخذ من واشنطن مقرًا، إن اعتداء الاثنين يعكس "تمدد الحرب بين الاكراد وتنظيم داعش الى تركيا".

بيروت: يرجح خبراء أن الاعتداء الدامي الاخير الذي وقع في تركيا يحمل بصمات تنظيم داعش، وقد يكون يستهدف الاكراد اكثر منه الاتراك، لكنه بالتأكيد يؤشر ايضًا الى هشاشة الموقف التركي من النزاع في سوريا المجاورة.
ووجهت الحكومة التركية الاسلامية المحافظة اصابع الاتهام في العملية الانتحارية التي استهدفت مركزاً ثقافيًا في سوروتش على مقربة من الحدود السورية وقتل فيها 32 شخصًا على الاقل، الى تنظيم داعش. الا ان أي تبنٍّ رسمي لم يصدر عن هذا الاخير.
&
ويقول تشارلز ليستر، المحلل في مركز "بروكينغز" للابحاث في الدوحة، "حتى الآن، ولو ان تنظيم داعش لم يتبنَّ العملية، يبدو على الارجح انه وراءها".
ويوضح أن "اسلوب الاعتداء والهدف المحدد والتداعيات السياسية للعملية، كلها تؤشر الى تنظيم داعش حتى الآن".
&
ولطالما وجهت الى تركيا اتهامات بغض الطرف عن تنقل عناصر تنظيم داعش عبر حدودها، وادخال الدعم العسكري لهم. وهي المرة الاولى التي توجه فيها انقرة اتهامًا مباشراً الى التنظيم الجهادي المتطرف بتنفيذ عمل ارهابي على ارضها.
وكان الضحايا وغالبيتهم من الشبان المؤيدين للاكراد يحضرون داخل المركز المستهدف لمهمة دعم لعملية اعمار مدينة كوباني الكردية المدمرة، والتي تحولت الى رمز لمواجهة تنظيم داعش في سوريا.
&
ومنذ كانون الثاني/يناير، تاريخ اخراج الاكراد لتنظيم داعش من كوباني (عين العرب)، تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية من الاستيلاء على مساحة واسعة من الاراضي في شمال سوريا، طاردة منها &التنظيم الجهادي، وذلك بدعم من الائتلاف الدولي بقيادة اميركية، والذي ينفذ غارات مكثفة ضد مواقع وتجمعات الجهاديين.
وأثار هذا التقدم هجمات مضادة من تنظيم داعش على كوباني الواقعة في محافظة حلب (شمال) من دون أن يتمكن من العودة اليها، وعلى مناطق في محافظة الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال).
&
ويقول آرون شتاين من مركز "اتلانتيك كاونسيل" للابحاث الذي يتخذ من واشنطن مقرًا، إن اعتداء الاثنين يعكس "تمدد الحرب بين الاكراد وتنظيم داعش الى تركيا".
ويرى ان تفجير سوروتش "يستهدف بالاحرى الاكراد المناصرين لكوباني"، مشيرًا الى تفجير حصل في حزيران/يونيو في دياربكر في تركيا، واستهدف تجمعًا لحزب موالٍ للاكراد، ما تسبب بمقتل اربعة اشخاص.
&
ويتوقف الخبراء من جهة ثانية على حصول الاعتداء بعد توقيفات قامت بها القوى الامنية التركية اخيرًا شملت عشرات المناصرين لتنظيم داعش في مناطق مختلفة من البلاد.
ويقول ماكس ابرامز، الخبير في قضايا الارهاب والاستاذ في جامعة نورث ايسترن الاميركية، "عمومًا، يبدو أن هناك حملة حقيقية ولو متأخرة في تركيا" على تنظيم داعش.
&
ويضيف "لذلك، فإن تنفيذ تنظيم داعش اعتداء على تركيا أمر غير مستغرب".
&
وينحصر الهم الاساسي لتركيا في سوريا بالاطاحة بالرئيس بشار الاسد وضبط المجموعات الكردية خشية تمدد النفوذ الكردي الى اراضيها، علمًا أن لتركيا تاريخاً طويلاً من المواجهات مع المجموعات الكردية التركية.
&
ووصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الانفجار بـ"عمل ارهابي"، مضيفًا "انا أندد وألعن باسم شعبي، مرتكبي هذه الوحشية".
ويرى المحللون أن الاعتداء قد يدفع انقرة الى تشديد اجراءاتها ضد تنظيم داعش على اراضيها واتخاذ موقف اكثر وضوحاً ضد التنظيم في سوريا، حيث ينفذ الائتلاف الدولي منذ الصيف الماضي حملة قصف جوي حصدت العديد من القتلى في صفوفه ودمرت عشرات الآليات العائدة له وشبكة واسعة من بناه التحتية.
&
ويقول ابرامز: "هذا قد يشجع تركيا على التدخل اكثر في القتال ضد تنظيم داعش... بما في ذلك درس احتمال ارسال قوات برية" الى سوريا.
ويضيف "أن تعرض تركيا للاعتداءات سيحولها الى داعم حقيقي للائتلاف المناهض لتنظيم داعش".
&
ويتخوف ليستر من اعتداءات متكررة على الارض التركية.
ويقول: "الى حد ما، من المستغرب الا نكون شاهدنا مثل هذه التداعيات من قبل".
ويضيف: "لكن الخشية الحقيقية تكمن في ان يكون هذا الاعتداء مقدمة لتفجيرات أخرى وحوادث أخرى قريبة من الحدود السورية".
&
ويتابع أن "الرد التركي على ذلك سيكون مصيريًا، لا سيما مع الاخذ في الاعتبار استخدام تنظيم داعش للاراضي التركية لناحية التجنيد والامور اللوجستية والامدادات".