هل ذهب التشيكيون الخمسة المفقودون في لبنان ضحية مافيات سلاح تورط معها اللبناني علي فياض في أوكرانيا؟ سؤال قيد التحقيق، بعد نشر أول صور لهم.

بيروت: اكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الاربعاء ان دوافع اجرامية تقف وراء خطف خمسة تشيكيين الاسبوع الماضي في منطقة البقاع شرق لبنان.

وقال الوزير الذي يزور باريس في تصريح نقلته الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية "وصلنا إلى بداية طرف الخيط، الأمر يتعلق بالمافيات وتجارة المخدرات والسلاح".

وهذا التصريح هو الاول الصادر عن مسؤول حكومي منذ اختفاء التشيكيين الخمسة ومرافقهم اللبناني الجمعة في سهل البقاع شرق لبنان، حيث تنتشر تجارة المخدرات.

وظل الغموض محيطا بعملية الخطف التي افادت معلومات غير مؤكدة انها قد تكون على صلة بقضية اللبناني علي طعان فياض الموقوف في تشيكيا منذ 2014 بطلب من الولايات المتحدة.

واللبناني المخطوف معهم هو صائب طعان فياض شقيق علي وبين التشيكيين الخمسة محاميه، ولكن عائلة فياض نفت اي صلة لها بالقضية.

ورفضت سلطات براغ التعقيب او حتى تأكيد عملية الخطف.

وشهد لبنان عمليات خطف عدة استهدفت غربيين خلال الحرب الاهلية (1975-1990)، وكانت بغالبيتها لاسباب سياسية.

وندرت هذه العمليات بعد الحرب، لكن في 2011 خطف سبعة استونيين في منطقة البقاع، وافرج عنهم بعد اربعة اشهر مقابل فدية على الارجح، بينما ظلت اسباب خطفهم مجهولة.

وتوجد مناطق واسعة في البقاع خارجة عن سيطرة الدولة اللبنانية تتحصن فيها مجموعات خارجة عن القانون.

ووافقت محكمة في براغ على تسليم فياض الى الولايات المتحدة الى جانب شخصين آخرين يحملان جنسية ساحل العاج. لكن المحكمة العليا اعتبرت في وقت لاحق ان الولايات المتحدة لم تعط ضمانات كافية بعدم تعرض الرجال الثلاثة لسوء معاملة. ويفترض ان يبت القضاء مجددا بالقضية.ن

وينشغل اللبنانيون حاليًا&بمحاولة حل لغز اختفاء التشيكيين،&كما تستنفر الأجهزة الأمنية اللبنانية طاقاتها للكشف عن مصيرهم، بعدما فُقد كل أثر لهم بين بلدتي خربة قنفار وكفريا، منذ يوم الجمعة الماضي.

مافيات دولية

وبحسب صحيفة "السفير" اللبنانية، ثمة رواية رسمية يتمّ تداولها بين السفارة التشيكية في لبنان والأجهزة الأمنية اللبنانية، تقول إن علي فياض، وهو رجل أعمال لبناني يحمل الجنسية الأوكرانية، وشريكين له أحدهما من آل مرعبي من الشمال والثاني من آل جابر من الجنوب، كانوا يقيمون ويعملون في براغ، وفياض كان من المقربين من رئيس الجمهورية الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، الذي أطاح به الأوكرانيون.

وتضيف "السفير": "قبل عام ونيّف، وصلت برقية أميركية الى الأجهزة الأمنية التشيكية تتهم اللبنانيين الثلاثة بمحاولة بيع أسلحة ومخدرات لفصيل "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك)، مطالبة إياها بتسليمهم الى السلطات الأميركية، وبالفعل قامت قوة من الشرطة التشيكية بمداهمة مكان إقامتهم في فندق أنتركونتيننتال في براغ، وبتوقيفهم ثم تحويلهم الى المحكمة، حيث جرى تعيين محامين لهم".

وتقول "العربية" إن فياض هذا كان مستشارًا لوزير الدفاع الأوكراني لشؤون الشرق الأوسط في عهد يانوكوفيتش، وأوقفته السلطات التشيكية تمهيدًا لتسليمه إلى الولايات المتحدة الراغبة بمحاكمته.

بالأسماء

وبحسب التحقيقات، كان صائب فياض، شقيق الموقوف علي، هو سائق السيارة التي كانت تقل التشيكيين، فوجدها فرصة ذهبية لإخراجه من السجون التشيكية، وقام بمعاونة آخرين باختطافهم مساء الجمعة الماضي. عثر ظهر اليوم التالي على سيارته مركونة إلى جانب الطريق لجهة بلدة خربة قنفار،&على بعد&250 مترًا من حاجز للجيش اللبناني عند مفرق بلدة كفريا.

وعثر الجيش اللبناني في سيارة فياض على جوازين للسفر، يخصان الصحافيين مارتين بيسك (32 عامًا) وكوفون بافيل (54 عامًا). أما الثالث فمترجم عربي يدعى آدم حمصي (37 عامًا)، وهو مؤسس موقع Kalimat ويختص بالترجمة من التشيكية وإليها. الرابع هو المحامي جان سفارك برافنيك (54 عامًا) وهو محامي الدفاع عن فياض في تشيكيا، والخامس ميروسلاف دوبس (47 عامًا) وهو الأكثر غموضًا، إذ لا معلومات متوفرة عنه.

وتقول التقارير إن هؤلاء الخمسة زاروا لبنان مرتين لإعداد تحقيق صحافي موثق عن فياض المعتقل في براغ، بحسب وسائل إعلام تشيكية أكدت أن اثنين منهم يمثلان مؤسسات إعلامية تشيكية، وقد زاروا بلدة "أنصار" بالجنوب اللبناني، مسقط رأس فياض.
&