&عرض في قاعات لندن فيلم "الزواج المختلط في الأراضي المقدسة" للمخرج البلجيكي من أصل فلسطيني ميشيل خليفي وهو يروي قصصا في علاقات الحب بين اليهود من جهة والمسلمين والمسيحيين من جهة أخرى في تل أبيب أو حيفا أو القدس.
&
ويروي الفيلم قصصا من "آيات المحبة والعشق والتعايش التي لا يحدها الدين أو العادات أو التقاليد التي قد يرفضها الآباء لكن الأبناء يصممون عليها ويكافحون من أجلها متجاوزين كل العقبات".
&
ويصور المخرج قصص العشق التي تتجاوز الحدود في ما يعرف بالممنوعات والمحرمات الدينية حيث يعتقد البعض من الطرفين بحرمة ذلك رغم أن التاريخ يثبت عكس ذلك". كما يروي الفيلم، بحيث يبدو الأمر بأنه دعوة للتعايش، عبر هذا الزواج المختلط.
&
ويقدم الفيلم نماذج من هذه الزيجات بين مسلمين ومسيحيين ويهود، وبما ان الزواج بين مسلمين ومسيحيين قد حدث كثيرا عبر التاريخ العربي والإسلامي، لكنه في الوقت الراهن يغدو مثيرا للتساؤلات والإشكالات التي يطرحها البعض من الطرفين. هو الزواج المختلط عندما يكون أحد طرفيه ممن يعتنقون اليهودية، رجلاً أو امرأة.
&
ومن الطبيعي ان يدرك أي عاقل أن المسألة ليست في الموقف تجاه اليهودية كدين سماوي، او كعقيدة، فتلك مسألة نافلة إذ إن الإسلام يعترف باليهودية وانبيائها ومعتنقيها وشرائعها وقيمها، وعبر التاريخ أثبت الإسلام هذا الإيمان والاحترام والتقدير، بالممارسة العملية، وليس بالأقوال أو الشعارات والإدعاءات والمزاعم أبداً..حتى نبي الإسلام قد تزوج من المسيحية مارية القبطية واليهودية صفية بنت حيي &ولكن المشكلة بدت عندما أصبحت المسألة سياسية والبعض يقول عنصرية منذ قرن مضى، أي منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى نهاية القرن العشرين ومطالع القرن الواحد والعشرين … من هنا نجد أن المرتكز الذي ينبنى عليه فيلم ميشيل خليفي (الزواج المختلط في الأراضي المقدسة) وهو الزواج من يهودي أو يهودية، سوف يثير إشكاليات معقدة ومتعددة منها إشكالية علاقة (اليهودي مع العربي) التي انبنت عبر معاناة طويلة من الصراع السياسي، وفي العلاقة بينهما (أي العربي واليهودي).
&
وتقول الناقدة السورية ديانا جبور "إن إحدى مشكلات الفيلم أنه يختزل صراعاً تاريخياً هائلاً بحالات فردية". وهذه الحالات الفردية وإن كان لها واقعها وواقعيتها، وربما مشروعيتها، لن تستطيع "باعتبارها مجرد حالات فردية" أن تمحو من الأذهان حقائق يفرضها الواقع المعاصر ومشاكله السياسية المعقدة ... والفيلم يحاول إيجاد حلول للحواجز بين الديانات والقوميات من خلال الحل عبر الزواج المختلط، او أن الزواج المختلط دليل أو سبيل للتعايش والمحبة والسلام في مستقبل زاهر مشرق لأبنائنا.
&