&

&
إن نسي الكويتيون لا ينسون أن الملك الراحل فهد بن عبد العزيز فتح لهم السعودية بيتًا وملاذًا، وأعادهم منها إلى بلادهم مكرمين بعد تحريرها، وها هم اليوم يستذكرون ألم ذكرى الاحتلال العراقي وذكرى ألم فراقه في يوم واحد.&

&
في الأول من آب (أغسطس) من كل عام، تصادف ذكرى رحيل الملك السعودي فهد بن عبد العزيز، بينما تصادف في الثاني منه ذكرى أليمة ثانية، هي ذكر الغزو العراق إبان حكم صدام حسين للكويت.&
وبمقدار ما يستذكر الكويتيون هذا العام مأساتهم أثناء الغزو العراقي لبلادهم في ذكراه الخمسة والعشرين، يتذكرون الملك الراحل فهد في ذكر رحيلة العاشرة، وهو من كان مِن أوائل الذين وقفوا وقفة رجال إلى جانب الحق الكويتي، وإلى جانب التضحيات التي قدمها الشعب الكويتي والتي تكللت بعودة الحق إلى أهله.
&
جهود جبارة
فقد وقف الرحل موقفًا صلبًا رافضًا للغزو بعدما قام بدور بارز في دعم حرب تحرير الكويت لاستعادة الكويتيين أرضهم وحريتهم وسيادتهم. ولا ينسون جهوده الجبارة ما قبل الغزو وفي خلاله وما بعد التحرير، كما لا ينسون قوله المأثور: "الكويت والسعودية بلد واحد..نعيش سوية أو نموت سوية"، إذ كان خير تعبير عن مدى إيمانه بالكويت، دولة شقيقة في الخليج العربي والمنطقة.
قبل الغزو، حرص الملك الراحل على احتواء الأزمة الحادة التي افتعلها النظام العراقي تجاه الكويت، وقاد سلسلة من الاتصالات والمشاورات والتحركات الدبلوماسية لإيجاد مخرج سلمي يحفظ أمن المنطقة. فدعا إلى اجتماع بين الجانبين تستضيفه السعودية، فتم اللقاء بين ولي العهد الكويتي آنذاك الراحل الشيخ سعد العبدالله ورئيس وفد النظام العراقي عزت الدوري، في 31 تموز (يوليو) 1990 بمدينة جدة.
في خلال هذا الاجتماع، بذل الملك فهد كل ما أوتي به من جهود لإنجاح اللقاء وحل الأزمة، مدركًا أنه اجتماع الفرصة الأخيرة، ونتيجة فشله كارثية. وهذا حقيقة ما حصل حين أصر النظام العراقي على ادعاءاته ضد الكويت، وبدأ غزوه الغاشم للأراضي الكويتية في الثاني من آب (أغسطس) 1990، أي بعد يومين اثنين من هذا الاجتماع.
&
التحرك المشترك
وقعت محنة الغزو، فأعلن الملك فهد رفض بلاده للاحتلال العراقي، وأبدى دعم المملكة لأي تحرك يهدف إلى تحرير الكويت. وفي الخامس من آب (أغسطس) 1990، التقى الراحلان الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح والملك فهد بن عبدالعزيز &في جدة، وبحثا في تحرك مشترك ضد العدوان العراقي على الكويت.
وأجرى الملك فهد اتصالات واسعة مع مختلف الأطراف العربية والإسلامية، أملًا في إيجاد حل للقضية، كي ينأى بها عن أي تدخل أجنبي، لكن رفض النظام العراقي لكل الدعوات من جهة، وتهديده للمملكة من جهة أخرى، دفعت بالملك فهد إلى الإعلان عن انضمام السعودية طرفًا في تحالف دولي هدفه استعادة الكويت من محتلها، من دون أن يتوقف عن دعوة النظام العراقي إلى الانسحاب الكامل من الأراضي الكويتية والاستجابة للقرارات الأممية.
&
سكن هناء
بالإضافة إلى الدور العسكري واللوجستي والسياسي للمملكة، حرص الملك الراحل على أن تكون بلاده ملاذًا للكويتيين، تخدمهم وتهتم بهم وبأبنائهم.
فقد استقطبت المملكة خلال تلك الفترة القيادة الشرعية الكويتية ومختلف الكتل السياسية والاجتماعية، فاتخذت الحكومة الكويتية من الطائف مقرًا موقتًا لها، كي يبقى ماثلًا للعالم أن الكويت دولة موجودة، وأن محاولات الغزو طمس وجودها محاولات فاشلة. وعند الإعلان عن انتهاء حرب التحرير، وعودة الحق الكويتي إلى أهله في شباط (فبراير) 1991، كان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز أول من هنأ دولة الكويت، قيادة وحكومة وشعبًا، برجعة الحق إلى أصحابه.
هذه المواقف المشرفة أنزلت الملك الراحل في قلوب الكويتيين منزلة رفيعة، بعدما كان لموقفه ودوره خلال الغزو العراقي الأثر الكبير في عودة الكويت إلى الكويتيين، ودحر الاحتلال العراقي، خصوصًا أنه جعل من المملكة سكن هناء لكل العائلات الكويتية.
ما زال أهل الكويت يستذكرون مقولته "الكويت في قلبي وفي قلوب جميع الشعب السعودي".
&