وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى قطر الاحد لاجراء محادثات مع نظرائه الخليجيين، في المرحلة الثانية من جولة اقليمية لطمأنة حلفاء بلاده حيال الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي.

ووصل كيري الى الدوحة وافدًا من القاهرة بعد زيارة مصر في نهاية الاسبوع للتاكيد لنظيره المصري سامح شكري والرئيس عبد الفتاح السيسي ان الاتفاق التاريخي مع ايران سيعزز الامن في الشرق الاوسط.

ويلتقي كيري في العاصمة القطرية الاثنين نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي لتهدئة مخاوفهم الناتجة من الاتفاق النووي الذي ابرمته الدول الكبرى مع ايران في 14 تموز/يوليو في فيينا. وقال كيري خلال مؤتمر صحافي عقده مع سامح شكري في القاهرة، المحطة الاولى في جولة تهدف الى حشد التأييد للاتفاق، "لا شك على الاطلاق في انه اذا تم تطبيق اتفاق فيينا بالكامل، فانه سيجعل مصر وجميع دول المنطقة اكثر امانا مما كانت قبله". وتخشى دول الخليج طموحات ايران الاقليمية، لكن الرياض اعلنت رسميا تأييدها للاتفاق.

وتابع الوزير الاميركي في ختام "الحوار الاستراتيجي" الاميركي المصري، الذي جرى للمرة الاخيرة في 2009، ان "الولايات المتحدة ومصر تقران بان ايران تقوم بانشطة تزعزع الاستقرار في المنطقة، ولذلك من المهم للغاية ان نضمن ان يبقى برنامج ايران النووي سلميا بالكامل".

وصرح مسؤول في الخارجية الاميركية ان زيارة كيري للدوحة هي "فرصة فعلية كي يعمق وزير الخارجية النقاش مع نظرائه في مجلس التعاون الخليجي للرد على اي سؤال متبق ولطمأنتهم وضمان دعمهم لجهودنا في المضي قدما".

واعرب الكثير من دول الخليج عن المخاوف حيال طموحات ايران الاقليمية في اعقاب الاتفاق مع الدول العظمى في مجموعة 5+1& (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا). وفي طهران اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني ان الاتفاق النووي مع القوى الكبرى سيخلق "مناخا جديدا" لتسوية الازمات الاقليمية مثل اليمن وسوريا.

وقال روحاني في خطاب متلفز الاحد "سنشدد على مبادئنا في المنطقة، الا انه من المؤكد تماما ان الاتفاق النووي سيخلق مناخا جديدا لتسويات سياسية اكثر سرعة" للازمات في المنطقة.

كما شدد على "ان الحل في النهاية سيكون سياسيا في اليمن، وفي سوريا ايضا الحل سيكون سياسيا في النهاية. ان الاجواء ستكون افضل قليلا للتحركات التي سنقوم بها، كما سنحافظ على مبادئنا". في الدوحة سيعقد كيري كذلك اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير لبحث النزاعين في سوريا واليمن بحسب الخارجية الاميركية.

وافاد مسؤول في الخارجية ان "احدى نقاط النقاش الرئيسية ستكون الازمة الجارية في سوريا". في القاهرة عقد كيري اول "حوار استراتيجي" مع نظيره المصري منذ 2009.

ويواصل الاميركيون الذين يواجهون منذ 2011 في مصر معضلة التوازن بين الضرورات الامنية والدفاع عن حقوق الانسان، ادانة حملة القمع التي تشنها السلطات المصرية على انصار الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي الذي عزل عن السلطة في تموز/يوليو 2013 وسجن وصدر بحقه حكم بالاعدام.

لكن البلدين اللذين توترت علاقاتهما منذ الانتفاضة المصرية في 2011، حققا تقاربا في الاشهر الاخيرة وخصوصا مع استئناف المساعدة العسكرية الاميركية البالغة 1,3 مليار دولار سنويا في آذار/مارس الماضي. وقال كيري ان "الولايات المتحدة ومصر تجدان قاعدة اكثر صلابة لعلاقتهما".

وفي اطار رفع تجميد مساعدتها العسكرية، اعلنت واشنطن الخميس عن تسليم القاهرة ثماني طائرات من طراز اف-16 من اصل 12 مقاتلة وعد بها الرئيس باراك اوباما في آذار/مارس. وقال كيري "لقد ضاعفنا بشكل كبير التعاون العسكري، وهو ما يشير اليه تسليم طائرات اف-16 ومعدات وتجهيزات اخرى ضرورية لمكافحة الارهاب".

من جهتها اصدرت الرئاسة المصرية بيانا اكدت فيه "حرص مصر على تنمية وتطوير علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة"، مشيرة الى ان السيسي "رحب بما أبداه الوزير الأميركي من استعداد بلاده للتعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب". لكنه تطرق امام الصحافيين الى ضرورة ان تجد مصر "توازنا" بين "مكافحة الارهاب" في مواجهتها لتمرد جهادي غير مسبوق و"احترام حقوق الانسان".

ولا تشمل جولة وزير الخارجية الاميركي التي تستمر حتى 8 اب/اغسطس محطة في اسرائيل الحليفة المقربة للولايات المتحدة والتي تعارض بشدة الاتفاق مع ايران.