لا يختلف مصير ماهر الأسد عن مصير أخيه بشار، لكنه يبدو يعد العدة ليخرج من النظام، مبتدئًا بالسماح بتصوير ابنتيه بشرى وشام بصورة علنية.&

بيروت: إسم العميد ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد رئيس نظام دمشق، مرتبط بصورة وثيقة بدوره الكبير في قمع التظاهرات السلمية في سوريا ثم في قصف المناطق التي خرجت على سلطات دمشق وانضمت إلى المعارضة المسلحة. بعد تفجير خلية الأزمة في دمشق، اختفى ماهر الأسد، وقيل إنه مات. لكنه لم يمت، بل ظهر أخيرًا في عيد جيش النظام السوري، في 1 آب (أغسطس) الماضي، متيحًا للمصورين التقاط صور ابنتيه بشرى وشام.

منافسة رئاسية
لا بد أن هذا مرتبط بحدث آت، إذ اعتاد آل الأسد إظهار أولادهم حين يكون وضعهم سيئًا أو حرجًا، بحسب مراقبين، تمامًا كما حصل مع بشار عندما روج لصورة ابنه حافظ كي يدعم الموالين له بـ"حفيد جمهوري". إلا أن من المراقبين من يشكك في حقيقة هذه النوايا، فآل الأسد انتهوا عمليًا، ولا حظ لهم بعد بالبقاء السياسي أو غير السياسي، بعد ما ارتكبوه من جرائم بحق شعبهم، ويرون أن نشر صور بشرى وشام ماهر الأسد على صهوة الخيل تسول عاطفي، يدرّان من خلاله رأفة السوريين، إذ يريد ماهر أن يظهر ذلك الأب العطوف الذي يستحق الرحمة، بينما تعتبره تغريدات الناشطين أبًا دمويًا، لو كان في قلبه رحمة لأحسّ بالأمهات اللواتي تيتّم أبناؤهن أو قتلوا أو شردوا أو ضاعوا في أرض النزوح واللجوء.
&
مقدمة لشيء ما
وتساءل أحدهم: "هل ستحكم سوريا امرأة؟"، فهو صوّر بنتيه فقط، بينما رأى بعضهم منافسة هادئة بينه وبين&بشار الذي عمم صور وليده حافظ، فطالب الموالون فورًا بحافظ الصغير "رئيسًا لسوريا الأسد".&
ورجح عارفون بخفايا آل الأسد أن يكون سماح ماهر بتصوير بنتيه ونشر صورها مقدمة لشيء ما، قد يكون خروجه الكامل من الصورة بعد ترتيبات يجري الاعداد لها على نار حامية منذ فترة، فقد انتهى أمره كما انتهى أمر أخيه بشار. وقد يعد له مخرج ما ضمن صفقة عدد أفرادها محدود للغاية. فالمصادر تؤكد أن ماهر على رأس أي قائمة سيتم "تقديمها إلى المحاكم الدولية" ولن ينجو "إلا بمعجزة إقليمية ودولية". قد تكون صور ابنتيه أول بوادرها. لكن حتى الآن، لم تؤكد المصادر إذا كان هناك أي ترتيب لخروج بشار من المشهد السوري، فهو الآمر الناهي بكل عمليات قتل السوريين في الأصل. وبالتالي يؤكد مصدر سوري أن مصيرهما واحد.
&