القاهرة: حذرت الامم المتحدة الاربعاء من "تفاقم المجاعة" في اليمن، حيث يعاني اكثر من نصف مليون طفل من سوء التغذية وحضت الاطراف المتصارعة على السماح للمساعدات الانسانية بالوصول الى اماكن النزاع.

واعلن برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة الاربعاء ان الازمة في اليمن وضعت البلد الفقير على شفا المجاعة في مناطق القتال. وقالت رئيسة البرنامج ارثارين كازين للصحافيين في القاهرة "كل المؤشرات التي تقودنا الى تعريف واضح للمجاعة تتطور بالفعل"، وذلك بعد زيارتها لليمن في مهمة استغرقت ثلاثة ايام.

ودعت كازين الى دخول عاجل ومنتظم لموظفي الاغاثة التابعين للبرنامج الى مناطق القتال في اليمن. واضافت "اذا لم نستطع تزويد الاسواق بالمواد الغذائية مع التاكد من بقاء الموانيء مفتوحة... اذا لم تكن هناك زيادة في اموال المتبرعين، فسنواجه كارثة في اليمن".

وتابعت "ليست في الاسواق المواد الغذائية الضرورية لمواجهة احتياجات عدد كبير من السكان... المجتمع الانساني ليس لديه المال الكافي" لليمن. وفي حزيران/يونيو، طالب مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد بوقف اطلاق النار، وحذر قائلا "نحن على بعد خطوة واحدة من المجاعة".

وقال برنامج الاغذية العالمي ان دراسة قام بها اظهرت ان الامن الغذائي لنحو 1.3 مليون يمني نزحوا داخليا في حالة خطر. واضافت كازين في بيان انه قدم دعما غذائيا لنحو 3,5 مليون يمني منذ بداية الازمة، لكنها قالت ان "القتال يجعل ايصال (الغذاء) اكثر صعوبة وخطرا". واوضحت ان اكثر من 1.2 طفل يعانون من سوء تغذية يتراوح بين المتوسط والحاد وان اكثر من نصف مليون يعانون من سوء التغذية الحاد.

وقدر برنامج الاغذية العالمي في تقريره عدد ممن يعانوا من انعدام الامن الغذائي بنحو 13 مليون يمني، بينهم 6 ملايين اعتبرهم يعانون "من انعدام الامن الغذائي الشديد وفي حاجة ماسة لمساعدة خارجية". وقدم البرنامج العالمي طلبا عاجلا للمانحين لتقديم تبرعات قبيل بدء عملية عاجلة في اليمن في الشهر المقبل من المتوقع ان تكلف قرابة 320 مليون دولار.

وقالت كوزين في البيان ان "الجيل الجديد في اليمن سيعاني من اضرار ربما لا يمكن التعافي منها اذا لم نقدم الى الاطفال الغذاء المناسب في الوقت المناسب. لابد من التحرك الآن قبل ان يكون ذلك متأخرا جدا".

وبشكل منفصل، اعلنت منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) الاربعاء عن توقف الخدمات الصحية وارتفاع مستويات سوء التغذية لدى الأطفال، واغلاق المدارس وارتفاع أعداد الأطفال الذين تجندهم الجماعات المتصارعة بين آثار الصراع الذي يجتاح الآن أفقر دولة في العالم العربي". وقال ممثل اليونسيف في اليمن جوليان هارنيس ان "الاطفال يقتلون بالقنابل او الرصاص والناجون يواجهون الخطر المتزايد للامراض وسوء التغذية".