يحاول تنظيم داعش جاهدًا السيطرة على الريف الشمالي لمحافظة حلب، ويخوض مواجهات عنيفة مع الجبهة الشامية، الفصيل الأقوى في المعارضة السورية في المنطقة.


جواد الصايغ: يبذل تنظيم داعش جهودًا كبيرة للسيطرة على كامل الريف الشمالي لمحافظة حلب، والمحاذي للحدود التركية-السورية المشتركة.

التنظيم صعد من وتيرة هجماته في الفترة الأخيرة مستخدمًا سلاحه الأبرز المتمثل في التفجيرات الانتحارية، التي تسبق عادة عمليات الهجوم التي يشنها مقاتلوه، وقد أثبتت هذه الخطة نجاعتها في العديد من الأماكن التي خاض فيها التنظيم معاركه.

إقتحام مارع
اكثر من خمسة وعشرين مقاتلًا في صفوف فصائل المعارضة، كانو قد لقوا حتفهم في الأيام الأخيرة، بعد إقدام أربعة مقاتلين تابعين لتنظيم داعش على تفجير أنفسهم بالتزامن مع هجوم نفذه تنظيمهم داخل مدينة مارع، المعقل الرئيس لمسلحي المعارضة في ريف حلب الشمالي.

أهم معاقل المعارضة
قيادي بارز في الجبهة الشامية، أشار خلال حديثه لموقع "إيلاف" أن "تنظيم داعش يحاول ومنذ أكثر من عام فرض سيطرة كاملة على الريف الشمالي، وطرد فصائل المعارضة منه"، متابعًا، "لكن في الأسابيع الأخيرة كثف التنظيم من هجماته، خصوصًا على مدينة مارع، التي تعتبر من أهم معاقل المعارضة".

حلم التمدد
ولفت القيادي "إلى رمزية مدينة مارع في الثورة، فهي مسقط رأس القائد السابق للواء التوحيد عبد القادر الصالح، والذي سقط بغارة جوية في نهاية العام 2013، وأيضًا المنطقة التي خرج منها آلاف المقاتلين نحو مدينة حلب، صيف عام 2012"، مؤكدًا "ان قياديي تنظيم داعش يمنون أنفسهم بالسيطرة على مارع، لأن هذا الأمر سيسمح لهم في المرحلة الأولى بالعبور سريعًا نحو الريف الغربي لحلب، تمهيدا للإنتقال في مرحلة لاحقة نحو إدلب".

وعن خارطة توزع القوى في الريف الشمالي، قال القيادي في الجبهة الشامية "إن تنظيم داعش يسيطر على بلدات، ام حوش، تل مالد، السيد علي، حوار النهر، اسنبل، تلالين، صوران"، بينما تسيطر الجبهة الشامية، على معظم المدن والبلدات الكبيرة، كإعزاز، حريتان، عندان، تل رفعت، مارع، حيان، بيانون، رتيان".

الشامية ترث النصرة
جدير بالذكر أن الجبهة الشامية كانت قد إستلمت كل النقاط العسكرية التي كانت تحت سيطرة جبهة النصرة في الريف الشمالي لمحافظة حلب. وبحسب قياديين فيها، فقد إستلمت الجبهة النقاط العسكرية التي كانت النصرة قد أقامتها على الحدود التركية السورية، في قرى "رجله، ودلحه، وحوركلس"، إضافة إلى مقارها قرب مدينة أعزاز (شمال حلب).

وربط العديد من المراقبين عملية إنسحاب النصرة من الريف الشمالي، بالكلام الذي أثير عن إقتراب إنشاء الجيش التركي للمنطقة العازلة، وأيضًا بسبب تعرّض العديد من مقارها لغارات جوية نفذها التحالف الدولي.

&

&