أسفرت المعارك التي إندلعت بين الجماعات المتطرفة في عين الحلوة وحركة فتح عن سقوط أكثر من ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، كما تحوّل المخيم، الذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني، إلى منطقة أشباح.


جواد الصايغ: دفعت الإشتباكات العنيفة، التي اندلعت في مخيم عين الحلوة في لبنان، بعدد من اللاجئين الفلسطينيين إلى النزوح من المناطق التي شهدت معارك عنيفة بين جماعات إسلامية متطرفة، وحركة فتح.

الإشتباكات كانت قد بدأت، بعد نجاة قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد سعيد العرموشي من محاولة اغتيال داخل المخيم، أثناء مشاركته في تشييع عنصر في حركة فتح قتل في إشكال فردي أمس في مخيم عين الحلوة.

اشتباك مع الجيش
وقد أدت الاشتباكات التي تركزت بصورة كبيرة في الشارع الفوقاني وحي حطين عند الطرف الجنوبي للمخيم، إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، كما أفادت معلومات عن وقوع اشتباكات بين الجيش اللبناني وتنظيم جند الشام في حي الطوارئ بعد تعرّض مواقع الجيش لإطلاق نار.

الأحداث الأمنية المتسارعة دفعت بعدد من أهالي المنطقة من الفلسطينيين إلى النزوح تجنبًا للخطر المحدق بهم، وقد تم فتح قاعة الموصللي في صيدا لاستيعابهم.

سقوط الهدنة
ولم تصمد الهدنة التي تم الإتفاق عليها بين قيادة حركة حماس في لبنان وسفير السلطة الفلسطينية أشرف دبور وفتحي أبو العردات آمين سر حركة فتح وأبو عماد الرفاعي ممثل حركة الجهاد الإسلامي وأبو طارق السعدي القيادي في عصبة الأنصار والشباب المسلم في المخيم، بعدما إندلعت إشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية بين فتح وجند الشام في حي الطوارئ في ساعة متأخرة من ليل السبت-الأحد.

تسجيلات صوتية
وقد وصلت تسجيلات صوتية إلى "إيلاف"، مصدرها الجماعات المتطرفة، وفحواها، "إن حاجزًا لحركة فتح في درب السين قد سقط بيد جماعة جند الشام، وإن مجموعة العميد محمود عبد الحميد عيسى المُلقّب باسم «اللينو»، منيت بخسائر بشرية كبيرة"، المزاعم الصوتية لم يتم التأكد منها، كما تعذر التواصل مع اللينو للتحقق من مصداقية هذه الأخبار.

وتتسم العلاقة بين اللينو والمجموعات المتطرفة بالتوتر الدائم، خصوصًا بعد قيام الأخيرة بإغتيال العقيد طلال الأردني أحد اقرب المقربين من اللينو، وثبوت تورط بلال بدر بالوقوف خلف العملية، الأمر الذي دفع بالعميد محمود عيسى إلى إعطاء وعد لعائلة العقيد بالثأر لإغتياله، وتأكيده أنه لن يقبل إلّا برأس بلال بدر، ومن يقف خلفه.

الأحباش تنفي اشتراكها
وكانت وسائل إعلام لبنانية كانت قد تحدثت عن اشتراك جمعية المشاريع الخيرية (الأحباش) في اشتباكات عين الحلوة، ولكن المسؤول الإعلامي في الجمعية عبد القادر فاكهاني، نفى بشكل قاطع ما ورد عن دور للأحباش في الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة، مطالبًا "الوسائل الإعلامية بتحري الدقة والتواصل مع المكتب الإعلامي في الجمعية بخصوص أي خبر أو موضوع يخصها".

&